اخبار سوريا
موقع كل يوم -بزنس2بزنس سورية
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
خلال العام 2025، لم تعد أزمة الجفاف في سوريا مجرد ظاهرة مناخية عابرة، بل تحولت إلى تهديد وجودي يضرب قلب الاقتصاد الزراعي ويكشف هشاشة البنية البيئية والمائية في البلاد.
فالموسم الحالي يُسجل كأشد موجات الجفاف منذ عام 1989، مع انهيار إنتاج القمح البعلي وتراجع المحاصيل الاستراتيجية، وسط تأخر الأمطار الشتوية وانزياح خطوط الهطل المطري عن مناطق الاستقرار الزراعي التقليدية.
أسباب الأزمة:
وبحسب أوراق علمية قدمها خبراء الفاو خلال ورشة عمل متخصصة، فإن تأخر الأمطار الشتوية كان العامل الرئيسي في تأخر زراعة المحاصيل، ما أثر سلباً على نمو القمح والخضار والأشجار المثمرة. حتى المناطق المروية ومناطق الاستقرار الزراعي الأولى والثانية لم تسلم من الجفاف، حيث تدهورت جودة المحاصيل وانتشرت الأمراض النباتية في مراحل النمو الحرجة.
آثار الجفاف امتدت إلى الثروة الحيوانية:
كما تقلصت مساحة المراعي الطبيعية، ما أدى إلى إجهاد شديد للقطعان، وارتفاع حالات الذبح والإجهاض، وانخفاض إنتاج العسل، وتراجع أعداد الحيوانات.
اضافة إلى ذلك شهدت البادية السورية تدهوراً في التنوع الحيوي، وانجرافاً للتربة، وزحفاً للتصحر، واختفاء النباتات الرعوية الأصلية.
استجابة حكومية:
وبناءً على ذلك أطلقت وزارة الزراعة السورية بالتعاون مع منظمة الفاو مشروعاً وطنياً لإدارة الجفاف، شمل تأسيس وحدة للإنذار المبكر بدأت في البادية وتوسعت لتغطي كافة مناطق الاستقرار الزراعي.
ويهدف المشروع إلى تدريب الكوادر المحلية وتعزيز قدرة المجتمعات الريفية على التكيف مع التغيرات المناخية.
تغيرات مناخية غير مسبوقة:
وأشار معاون وزير الطاقة لشؤون المياه، طاهر العمر، إلى جفاف 552 بئراً بالكامل، وتراجع الغطاء الثلجي في جبال الحرمون بنسبة 60.7% سنوياً، إلى جانب تكرار موجات الحر والفيضانات وحرائق الغابات، وتسجيل 25 عاصفة غبارية في تموز 2022.
فيما أكدت الدكتورة سعاد عبيد من وزارة الطاقة أن تغير أنماط الهطل المطري جعل التقسيم الزراعي المعتمد منذ عام 1968 غير صالح للواقع الحالي، داعية إلى تحديث خرائط الاستقرار الزراعي.
الأرصاد الجوية تحذر:
بدوره كشف المتنبئ الجوي شادي جاويش أن كمية الهطول المطري في دمشق لم تتجاوز 59 ملم من أصل 259 ملم، ما يعكس حجم التراجع الحاد في معدلات الأمطار، ويؤكد الحاجة إلى دور أكبر للأرصاد في التنبؤ والتخفيف من آثار الجفاف.
دعوات لتغيير السياسات:
ويجمع الخبراء على ضرورة تطوير استراتيجية وطنية لإدارة الموارد المائية، وحماية الأنظمة البيئية، ومكافحة التصحر، وتعزيز مقاومة القطاعات الإنتاجية الحساسة مثل الزراعة والسياحة، إلى جانب رفع الوعي الشعبي وتشجيع البحث العلمي لمواجهة التغير المناخي.