×



klyoum.com
syria
سورية  ١ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
syria
سورية  ١ أيار ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار سورية

»سياسة» الميادين»

رسّامة المتعبين.. ليلى نصير لجأت إلى حلم لوحتها الأخيرة

الميادين
times

نشر بتاريخ:  الخميس ١٧ أب ٢٠٢٣ - ١٣:١٣

رسامة المتعبين.. ليلى نصير لجأت إلى حلم لوحتها الأخيرة

رسّامة المتعبين.. ليلى نصير لجأت إلى حلم لوحتها الأخيرة

اخبار سورية

موقع كل يوم -

الميادين


نشر بتاريخ:  ١٧ أب ٢٠٢٣ 

اشتغلت على الوجوه الصارخة من الداخل، وكانت صاحبة حساسية عالية تجاه المتعبين والمقهورين والقضايا الإنسانية.. من هي الفنانة السورية ليلى نصير؟

المتابع لتجربة الفنانة السورية ليلى نصير (1941- 2023) يعرف أن هذه الرائدة التشكيلية لا تمتثل للزمن وإنما فقط لتجاربها الشخصية، ولمعايشتها الحثيثة لمجريات الحياة. فمنذ طفولتها الأولى في اللاذقية وتنقلها المستمر بين القرى والمدن السورية بحكم عمل والدها، اختزنت في ذاكرتها البصرية آلاف المشاهد، التي ما فتئت تعيد تصويرها على موتيفات بقلم الرصاص تأسيساً للوحة جديدة أو عمل نحتي أو مونوبرينت.

إنها تشتغل وفق رؤية فلسفية ترتكز على 'عفوية العقل الواعي'، إذ إنها لا تركن إلى قِماش لوحتها الأبيض إلا بعد التأكد من تشبعها بالموضوع، وزخم الفكرة التي تريد تصويرها، وكأنها لا تريد أن تفقد الدّسم في ما تشتغل عليه، ولذا نجد أن معظم أعمالها الفنية 'تعتمد على الدراسة في البدء، أي على العقل، لتنتهي إلى العفوية المموهة من دون شك بالعقل'، كما أعلنت مراراً.

نشأت الفنانة نصير في كنف عائلة مثقفة، وتربّت على أدب شكسبير وبودلير ومارك توين وطه حسين وجبران خليل جبران، حتى أنها عاشت مع أسرتها حداداً لثلاثة أيام بعد وفاة برنارد شو، لكن تبقى مُرافَقَتُها للفلاحات في الريف السوري، ومشاركتهن في قطف السلبين والحشائش لسدّ رمق أولادهن، ورؤيتها لهن ولأزواجهن يفترشون البازار في القرية، أو يذهبون إلى العين ليملأن الجرار أو بغرض التنزه، وفي أوقات أخرى مشاهدتها للأطفال يبكون بعد أن أكل الجراد الأخضر واليابس، من أكثر الصور رسوخاً في ذاكرتها، والتي تستعيدها مراراً، ليس لنضوب في مواردها الفنية، ولا ضعفاً في المخيلة، وإنما التزاماً بالحساسية العالية التي طبعت تلك التجارب في أعماق روحها، فتلك المُشاهدات تشحن طاقتها الروحية وتجعلها قادرة على توطين الحياة، بكامل ألقها وتناقضاتها، في لوحة.

عام 1960 سافرت ابنة العشرين إلى مصر لدراسة الفنون، وكان ذلك بحد ذاته تمرداً على المجتمع، وتجربة جديدة أتاحت لها الاطلاع على التشكيل المصري القديم، بعد أن كانت متشبِّعة من الفن السوري قديمه وحديثه، وهو ما تركَ أثره واضحاً في مجمل أعمالها، عبر التلخيص في الخط الذي يوحي بفراغ خارجي، أو ما تحب أن تُسمِّيه 'خطوطاً نحتية'، والتي على رغم من بساطتها فإنها تمتلك قدرة تعبيرية فائقة، الأمر الذي جعلها تركع على الأرض باكية أمام لوحة 'النائحات المصريات'، وكأنها وجدت ضالّتها الإبداعية.

استمر انعكاس الفنَّين السوري والمصري القديمين في كل أعمالها، عبر التركيز على البنية الأساسية للوحة بخطوطها القوية، والاقتصاد اللوني إلى الحد الأدنى، وتكثيف التعبير في الوجوه، ورغم رغبتها العارمة في التخصص بالنحت إلا أن أساتذتها المصريين نصحوها بالرسم، لما لمسوه عندها من قوة في التشكيل بقلم الرصاص واستخدام مميز للخط واللون. لكن إصرارها جعلها تشتغل على العديد من المنحوتات إلى أن كسرت عظم ترقوتها وأصابها ديسك في الرقبة منعها من ممارسة شغفها بالنحت، خاصةً أنها تعتبر إهانةً لهذا الفن ما لم يتم التعامل فيه مع الكتل الرخامية والصخرية.

وكتعويض فني عن ذلك، زادت من عمق خطوطها ومتانة بنائها التشكيلي ضمن لوحاتها، مُتنقِّلةً من الواقعية إلى الواقعية الحديثة والسوريالية والتعبيرية، ثم أضافت إليها بعض التكوينات التجريدية، وحافظت مع كل تلك المدارس الفنية على قوة التعبير، ومن ذلك مشروع تخرجها المُنفّذ بالسكين عن البلهاء والمعوقين عقلياً الذين جمعتها معهم تجربة حياتية ضمن أحد المراكز في ركن الدين بدمشق.

استمدت نصير قوة تعبيريتها أيضاً من التقاطاتها المُستمرة للعُمّال والمشردين والمقهورين كباراً وصغاراً، فجاءت لوحاتها عنهم متوهّجة بتعبيرية نارية أشبه بطبعها، وبلون شعرها الأحمر، إضافة إلى خوضها غمار تجارب جديدة، واقتحام مساحات غريبة، كزيارتها للجنوب اللبناني وتقصِّيها للدمار والموت والأحلام، والتّصدّي لرسم مذبحة صبرا وشاتيلا، والحرب في فيتنام، وقضايا إنسانية أخرى كالتمييز العنصري، العميان، المعوقين.

ولعل أكثر ما يميزها هو الاشتغال على الوجوه الصارخة من الداخل مما شكّل أبرز سماتها الفنية إلى جانب اختزالها في الخطوط وتوشيح أعمالها بالتجريد، كأسلوبية جديدة تقودها إلى شيء من الحداثة، وهو ما تراه نصير تطوراً ضرورياً في مسيرتها الفنية، أوصلها إلى تعبيرية صوفية، تمزج بين عفويتها في تلقّي تأثيرات الحياة، ورؤاها الخاصة التي جعلتها في كثير من الأحيان ترسم الأساطير بنظرة حديثة.

عموماً، جمعت نصير في أعمالها بين قيمتين فنيتين هما: الأصالة والحداثة، أو التراث والمعاصرة. فهي إلى جانب تأثُّرها بموتيفات الفنون القديمة المصرية والسورية والمكسيكية معاً، والتزامها بروح الفن الأكاديمية، سعت لإيجاد صيغة خاصة لأعمالها، سواء على صعيد التكوين أو الخط أو التلوين، متأثرةً في ذلك بالفنان محمود مختار الذي كان له بصمة عميقة في اتجاهاتها الفنية، لا سيما أنها تعتبره 'صلة الوصل بين الفن القديم والحديث'.

تأثرت ليلى أيضاً بفان غوخ وقبله مودلياني ومايكل آنجلو وبوتنثللي، لكن أكثر ما يقود إلى خصوصيتها، هو نزعتها التعبيرية كاتجاه فني وصياغة بصريّة، إلى جانب تركيزها معظم الأحيان على الإنسان كموضوع ملحمي تحوّل عندها في الآونة الأخيرة إلى رفض حقيقي لإنسان اليوم المُساق إلى الذبح بفعل قصور الفكر والتفكير. رفضٌ يمكن تلمُّس معالمه في رجفة الخط وتحوير التكوين البشري وحركة الريشة، والخيارات الغرائبية لبشرٍ انتزعتهم نصير من كهوفنا المُعاصرة، وأعادت تدويرهم تشكيلياً، بغية الانتصار للإنسان، ولو عبر لوحة.

اهتمامها برسم البشر لا يعني أنها لم تلتفت إلى النبتة والزهرة والشجرة والصبار وأكواخ الصيادين والمحار وغيرها من المفردات البصرية، لكنها تعترف بأنها لم تعش الطبيعة بمعيارها الواسع، وأنها كانت بحاجة إلى معايشة حالات متنوعة منها كي يتكامل في داخلها مفهوم اللون والحركة والفراغ والضوء، ولذا نجد أنها، باستثناء بعض الأعمال القليلة، كانت تركز على العنصر البشري وانعكاس الطبيعة من حوله عليه كبؤرة مركزية تتمحور حولها بقية عناصر الحياة.

ولعل حرمانها من نعمة الأمومة جعلها تتعامل مع اللوحة أو المنحوتة كمولود خاص بها، تعيش مراحل تشكُّله ومخاضات ولادته وحدها، وهذا أبرز ليونةً في خطوطها، رغم قسوة الموضوع الذي تتناوله.

هذا التناقض أدّى إلى خصيصة أخرى تُضاف إلى سمات فن نصير وعفويته وصدقه، وهو ما برز أيضاً في أعمالها الطباعية التي تميزت بها لفترات طويلة من عمر تجربتها الفنية، التي لم تركن إلى الثّبات، بل ظلّت على الدوام رهينة التجريب في مختلف الاتجاهات، سواء في المذاهب الفنية التي بدأتها بالواقعية الكلاسيكية ومنها إلى الواقعية الحديثة فالتعبيرية والتعبيرية التجريدية والسوريالية، أو باستخدامها لأقلام الرصاص والباستيل والألوان الزيتية والغواش والإكرليك وسواها، أو رسمها على القُماش والخشب، واستخدامها لمواد مختلفة على سطح اللوحة الواحدة.

في أيامها الأخيرة ضمن دار المسنين، ورغم اشتداد مرضها، لم تتخل نصير عن الرسم بأقلام الرصاص التي بدأت موهبتها معها. إذ حافظت على محبتها للخط واعتمادها عليه في تحديد الكتل، وفي عملية البناء البصري عموماً، مع شغفها الذي لم يهدأ في تكسير النسب مراراً وتكراراً.

الفنان والناقد غازي عانا قال في تصريح خاص بــ 'الميادين الثقافية': 'في كل مرة نتأمل فيها أعمال ليلى نصير نندهش من فرط تعبيرها عن أحزاننا، إذ تعاملت مع الواقع بصراحة قد تصدم مشاعر المتلقي، عندما لامست فيه الجوانب الأكثر ألماً، بينما لم يغادرها الحلم الذي حاولت أن تحتفظ به لمخيّلتها، فكانت ترصد دائماً الوجوه الممتلئة بالتعبير. لذلك اختارت التشخيص كمفردة أساسية في لوحاتها، معتمدةً أكثر من تقنية على نفس السطح خدمةً للتعبير، فهي تمزج بين ألوان الأكرليك والمائي بالإضافة إلى الباستيل وأقلام التلوين الخشبية، بحيث لا تشكـّل مع بعضها مجتمعة سوى طبقة رقيقة، أو أكثر من مستوى شفيف متداخل بحيث يصعب تمييز زمن استقرار كلّ منها عن الآخر، لكنه في الوقت ذاته يضفي كثيراً من الحيوية والانفعال من غير تكلـّف'.

وأضاف: 'استطاعت الفنانة الراحلة تكريس مفهوم المعاصرة من خلال حداثة واعية اشتغلت عليها دائماً، وحققت فيها نقلات لافتة، رسماً وتصويراً ونحتاً، ورغم كلّ الظروف القاسية التي مرّت بها، بقيت محافظة على مستوى عملها الفني تشكيلياً وتقنياً الذي كان دائماً يعكس كثيراً من مقومات شخصيتها، وما في داخلها من رفض وصدق وشفافية، وقلق وحزن عميقين، حتّى أصبحت غالباً ما تشبه شخصياتها التي تجسّدها كثيراً في لوحاتها والتي تتنافس في تعبيرها.

أما عن حضور اللّون في لوحات نصير فيلفت عانا إلى أنه له مفهوماً آخر وخاص جداً، 'هو أقرب في دلالاته إلى الفلسفي في الفن منه إلى وظيفته الأساسية، معوّضةً عن ذلك بأهمية الخط وقوامه وقوّة تأثيره في الرسم للتعريف بالعناصر من خلال بعدها الروحي، وما يضيفه إلى مشاهدها من شحنات إضافية في التعبير'.

ويختم الناقد عانا: 'هكذا كانت حياة الفنانة التشكيلية ليلى نصير، ما إن تخرج من أزمة حتى تبدأ معاناتها من جديد، لتبقى اللوحة بالنسبة لها الملجأ الأكثر حميمية لاستيعاب آلامها المُستدَامة، وهي الأمل المشرق ولو بفرح مؤجّل، يتحول مع الزمن إلى عشق يطرّز سياج الحلم، الذي يعشّش في كوادر لوحاتها، يشبه الضباب، قابعاً هناك في خلفية المشهد، الذي يضم مفرداتها اللطيفة المستسلِمة لقدرها، تشارك الفنانة بعض تأمّلاتها وأملها المتجدّد مع كل شمس بحياة أفضل، أو أقل مأساويةً'.

الميادين
شبكة الميادين الإعلامية قناة فضائية عربية إخبارية مستقلة انطلقت في الحادي عشر من حزيران من العام 2012 واتخذت من العاصمة بيروت مقرا لها. تبث القناة 24/24 ساعة مقدمة اكثر من عشر نشرات اخبارية ونحو 17 برنامجا منوعا . كما ينتشر مراسلوها في عواصم القرار والكثير من دول العالم و المنطقة من موسكو الى واشنطن و لندن و طهران و باكستان وافغانستان واوروبا والبلاد العربية كافة .
الميادين

أخر اخبار سورية:

 1963 قضية تهريب في ثلاثة أشهر … 60 بالمئة من القضايا ضبطت خارج المدن

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1643 days old | 979,139 Syria News Articles | 28 Articles in May 2024 | 28 Articles Today | from 61 News Sources ~~ last update: 14 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



رسامة المتعبين.. ليلى نصير لجأت إلى حلم لوحتها الأخيرة - sy
رسامة المتعبين.. ليلى نصير لجأت إلى حلم لوحتها الأخيرة

منذ ٠ ثانية


اخبار سورية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل