اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوكالة العربية السورية للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
دمشق-سانا
تختصر رحلة الناقد والأديب السوري حسان عزت مسيرته مع الشعر ومقاومة الظلم والاستبداد التي غلفها بثوب من الشاعرية المرهفة والحضور الإنساني، ما جعله محور اهتمام متابعي الشعر والأدب وأنصار الكلمة الحرة.
حسان عزت الذي رحل عن عالمنا أول أمس بعد معاناة مع المرض، يُعد من أبرز الشعراء العرب المعاصرين، ودفع من عمره الكثير جراء موقفه الرافض لاستبداد النظام البائد، ومناصرة ثورة الشعب السوري، وعلى مدى 13 عاماً عانى وطأة الغربة والمنفى.
من عالم الصحافة إلى رحاب الشعر
ولد الناقد والأديب السوري حسان عزت في دمشق عام 1949، وتخرج في جامعتها متخصصاً بالأدب العربي ليعمل في الصحافة والأدب مقدماً مئات الدراسات والأبحاث، وتُرجمت أعماله إلى عدة لغات غربية، كما بقي وفياً لدمشق وقضاياها، وظل حلمه يرفرف عبر أشعاره، مؤكداً أن القصيدة ليست مجرد كلمات بل حياة ومحبة وصمود.
نتاجاته محطة مهمة في مسيرة الشعر الحديث
على صعيد الشعر عرف الناقد والأديب السوري بصوته الشعري المتميز، ولغته المرهفة، وصوره المجازية التي تتوقد بالحياة، والتمرد، والجمال، كما شكّلت مجموعاته الشعرية مثل 'جناين ورد' و'زمهرير' محطات مهمة في مسيرة الشعر العربي الحديث، حيث عبّرت قصائده عن قضايا الحب، والحرية، والوجود، والكرامة بأسلوب يلامس القلب والعقل معاً.
وتُعدّ أعمال عزت محور اهتمام أكاديمي واسع، حيث أُدرجت دراسات مثل رسالة الدكتوراه في جامعة مدريد بعنوان 'شعر الحرب والسلام عند حسان عزت'، ويُدرّس بعضها اليوم في جامعات عربية وأجنبية.
لم يكتفِ عزت بالإسهام في الشعر فحسب، بل برز أيضاً كفاعل في الصحافة الثقافية، حيث بدأ في صحيفة 'الحرية' سابقاً، وشارك في تأسيس وإدارة عدد من المجلات والصحف بالإمارات مثل 'المنارة'، و'المهاجر'، و'إنفينيتي'، و'أخبار العرب'.
من أوائل الأدباء الذين ناصروا الثورة السورية
كان الناقد السوري حسان عزت من أوائل الأدباء الذين أعلنوا رفضهم لجرائم النظام البائد بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011، ما اضطرّه إلى الهجرة وقطع علاقته باتحاد الكتاب الممالئ للنظام آنذاك، لكن أثره الإنساني والأدبي ظل حاضراً في وجدان الكثير من المثقفين.
كما عرف عزت بمناصرته للحرية ولجميع السوريين، إذ وقف في وجه القمع والاستبداد، واختار الكلمة وسيلة مقاومة، فكانت قصائده التي غناها سميح شقير بمثابة خرق لجداريات الرعب، وشهادة على الوفاء والإصرار على القضية رغم المصاعب.
يعد رحيل عزت خسارة للأدب العربي الذي فقد صوتاً شجاعاً يبحث عن الجمال والعدالة، وظل يردد في مرضه وفكره أن الحلم والكتابة لن يتوقفا أبداً، وهو الذي قال: 'كفّنوني بالماء… الماء وطني'، ورحل تاركاً إرثاً أدبياً وإنسانياً غنياً يفيض بالقضية والجمال.
اتحاد الكتّاب.. عزت صاحب الصوت الحر بوجه الاستبداد
في بيان له نعى اتحاد الكتّاب العرب في سوريا الشاعر والصحفي حسان عزت واصفاً إياه بالصوت الحر في وجه الاستبداد، مؤكداً سعيه لإعادة الاعتبار لعضويته الكاملة وتاريخه الأدبي والنضالي، وحفظ إرثه واحترام مواقفه التي عبّر عنها بشجاعة وشرف.