اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
شهدت المنصات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية تفاعلاً واسعاً عقب إعلان مجلس الشيوخ الأميركي تصويته لصالح إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب ما يُعرف بـ”قانون قيصر”.
وقد عكس هذا القرار اهتماماً دولياً وإقليمياً لافتاً، بين ترحيب رسمي وشعبي واسع، وبين أصوات معارضة ومتحفظة حول آفاق تطبيق القرار وآثاره المقبلة.
وأظهرت نتائج الرصد أن الحدث حظي بزخم غير مسبوق، حيث تم تسجيل نحو 9 آلاف منشور وأكثر من 98 مليون تفاعل، مع وصول محتمل تخطى 248 مليون مستخدم حول العالم. وتصدّرت المملكة العربية السعودية وسوريا قائمة الدول الأكثر تفاعلاً بنسبة تجاوزت 61% من إجمالي التداولات، في حين طغت المشاعر الإيجابية على المشهد بنسبة 38.8% مقابل 8.3% للتفاعلات السلبية.
وتركز التفاعل الأكبر في الفئة العمرية بين 18 و34 عاماً بنسبة تجاوزت 78% من إجمالي المتفاعلين، ما يعكس حماس الشباب السوري والعربي تجاه القرار الذي وصفته الحكومة السورية بأنه “بداية عهد جديد يعيد لسوريا أنفاسها ويفتح طريق البناء والتعافي”.
ورحب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بالقرار، معتبراً أنه “يمثل لحظة تاريخية” ويعكس نجاح الجهود الدبلوماسية السورية في كسر العزلة الاقتصادية. بدوره، أكد وزير المالية محمد ياسر برنية أن التصويت الأميركي يُعد “نجاحاً دبلوماسياً مهماً” يصعب التراجع عنه، فيما وصف وزير الإعلام حمزة المصطفى الإلغاء بأنه “خطوة مفصلية تفتح الباب أمام التنمية والاستثمار”.
من الجانب الأميركي، عبّر النائب الجمهوري جو ويلسون، قائد جهود الإلغاء، عن امتنانه لإقرار مجلس الشيوخ القرار، مؤكداً أن العقوبات فُرضت على نظام لم يعد قائماً، وأن الإلغاء الكامل مرهون بمدى استقرار الأوضاع في سوريا.
أما على الصعيد العربي والدولي، فقد رحبت الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، بالقرار، مؤكدة دعمها لجهود الاستقرار والمساهمة في إعادة إعمار سوريا، فيما تابعت الدول الأوروبية التطورات بحذر، وسط ترقّب لمآلات الخطوة الأميركية على التوازنات الإقليمية.
وعلى المستوى الشعبي، عبّر السوريون داخل البلاد وخارجها عن تفاؤلهم بتحسن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وتوقعوا انخفاض الأسعار وعودة رؤوس الأموال والاستثمارات، إلى جانب فتح فرص عمل جديدة تقدر بمليارات الدولارات.
ورغم بعض الأصوات المشككة بجدية التنفيذ الكامل للقرار، خاصة في ما يتعلق بالإجراءات التشريعية المتبقية في الكونغرس الأميركي، يرى مراقبون أن ما حدث يشكل نقطة تحول تاريخية في الملف السوري، وبداية مرحلة جديدة عنوانها الانفتاح الاقتصادي وإنهاء العزلة الدولية عن دمشق.