اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
أعادت الجامعات السورية تذكير طلابها بقرار وزارة التعليم العالي منع نشر خطاب الكراهية والتحريض تحت طائلة العقوبات على وقعِ أعمال العنف الجارية في 'السويداء' وأصدائها التي وصلت للمدن الجامعية في بعض المحافظات.
وأعادت جامعتا 'حلب' و'حمص' نشر قرار الوزارة الصادر في أيار الماضي، والذي نص على حظر نشر أو تداول أو ترويج بأي وسيلة كانت 'شفهية أو كتابية أو افتراضية عبر الانترنت'، أي محتوى يتضمن تحريضاً على الكراهية أو الطائفية أو العنصرية أو يسيء إلى الوحدة الوطنية أو السلم الأهلي.
وأكّد القرار على أن مخالفته تعرّض صاحبها للمساءلة الجزائية والمدنية والمسلكية والتحويل إلى المجالس المختصة 'التأديب، الانضباط' لاتخاذ العقوبات الرادعة والتي قد تصل إلى الفصل النهائي أو الإحالة إلى القضاء حسب أحكام القانون.
وبالتوازي مع المعارك التي اندلعت في 'السويداء' منذ الأسبوع الماضي، فقد شهدت بعض الجامعات السورية أصداءً لتلك المواجهات المسلحة، وأولها في 'حلب' حيث انتشرت مقاطع مصورة قال ناشروها إنها توثّق لاعتداءات على طلاب من 'السويداء' في السكن الجامعي بحلب على يد طلاب من محافظات أخرى.
وأظهرت مقاطع أخرى تجمعاً لطلاب في السكن الجامعي بحلب وإطلاقهم هتافات وشتائم بحق شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز 'حكمت الهجري'، كما تجمّع الطلاب لأداء صلاة الغائب على أرواح ضحايا الجيش والأمن الذين خسروا حياتهم في معارك 'السويداء'، ما دفع رئيس جامعة 'حلب' الدكتور 'محمد أسامة رعدون' للنزول إلى مكان تجمع الطلاب ومخاطبتهم في محاولة لتهدئة الأجواء، محذراً من أي اعتداء أو إساءة بحق طلاب 'السويداء' المقيمين في 'حلب'.
أما المقطع الأبرز فجاء من جامعة 'دمشق' حيث خرج طلاب أعلنوا أنهم يدرسون 'الهندسة' ويقيمون في السكن الجامعي بدمشق، ببيانٍ يدعو لرفض دخول طلاب 'السويداء' إلى جامعة 'دمشق' أو إقامتهم في سكنها الجامعي على خلفية الأحداث القائمة.
ليخرج بعده مقطع مصور آخر من جامعة 'حمص' لطلاب 'هندسة' أيضاً قالوا أنهم يتضامنون مع زملائهم في 'دمشق' ويرفضون إدخال طلاب 'السويداء' إلى الجامعة وسكنها.
وسبق أن شهدت الجامعات السورية مشاهد مماثلة في نيسان الماضي بالتزامن مع وقوع أحداث 'جرمانا' و'أشرفية صحنايا' حيث ظهرت مقاطع لخروج طلاب 'السويداء' من السكن الجامعي وعودتهم إلى مدينتهم خوفاً من الاعتداءات والانتهاكات ما يهدّد مستقبلهم الدراسي.
لكن تحرك إدارة الجامعات اقتصر على إعادة التذكير بقرار منع خطاب الكراهية والتحريض، دون الإعلان عن اتخاذ أي إجراء بحق الطلاب الذين ظهروا في مقاطع مصورة وواضحة تحرّض بشكل مباشر ضد طلاب 'السويداء'، وتعلن خطاباً طائفياً معلناً وتهدّد السلم الأهلي علناً.
ويبدو لافتاً أن الجامعات التي من المفترض أن تكون صروحاً علمية تمنح طلابها العلم والتنوير، تتحوّل بهذه التحركات لبعض طلابها إلى منابر لخطاب الكراهية والتحريض وانقسام الطلاب على أنفسهم من منطلق طائفي، ما يعني أن هؤلاء الطلاب المشاركين في حملات التحريض لم يتعلّموا من جامعاتهم سوى المناهج الدراسية دون أن يمنحهم دخولهم للجامعات فكراً منفتحاً ومتقبّلاً يرفض العنف والطائفية والتحريض، علماً أن الأعداد التي شاركت في هذه التحركات لا تمثّل بطبيعة الحال جميع طلاب الجامعات السورية.