اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ٢٨ نيسان ٢٠٢٥
بقي منشور صفحة 'رامي مخلوف' عبر فيسبوك على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يجد طريقه إلى الأرض نهائياً رغم مضي 24 ساعة على نشره. وهو أمر يمكن وصفه بالإيجابي نظراً لما أظهرته البلاد خلال الأشهر الماضية من أن فيها أرضاً خصبةً للعنف ويمكن إشعال فتيله بسهولة.
إن أبرز ردة فعل يمكن لحظها بعد منشور مخلوف الذي سنعود لنقاشه لاحقاً هي الخوف من أن يتحول لشماعة تعلق عليها مجازر جديدة بحق أهالي الساحل السوري. إلا أن المنشور مر مرور الكرام وبقي صداه على السوشل ميديا ولم نشهد أي ردود أفعال عليه محفزة للعنف كالفتاوى ودعوات الجهاد التي وقعت في 6 آذار. وكذلك عاملته السلطات السورية الانتقالية بعدم اكتراث علني فلم تعلق عليه إطلاقاً ما ساهم في إبقائه على مواقع التواصل الاجتماعي ومنع وقوع أي آثار له على الأرض حتى الآن. وهو ما يراه كثيرون تطوراً في تعامل السلطات مع الأحداث وارتباط ردود الأفعال الشعبوية بموقف السلطة بشكل أساسي وهو ما يحملها مسؤولية مضاعفة في إدارة ردود أفعالها ومساهمتها في ضبط الخطاب التحريضي.
على الصعيد المقابل فإن منشور 'مخلوف'لم يقابله أي تحرك على الأرض بأي شكل من الأشكال في بيئة الساحل السوري رغم الجراح والآلام التي يعيشها الأهالي هناك بعد مجازر آذار الماضي. وهو ما يعزوه مصدر محلي بأن خيار الناس ليس العنف وأن المجتمعات في الساحل السوري اختارت من 8 كانون الأول 2024 الانخراط في التغيير الحاصل بسوريا ولا تريد العودة للخلف. مشيراً إلى كم المنشورات الهائلة على مواقع التواصل الاجتماعي التي ترفض محتوى المنشور المنسوب لـ رامي مخلوف. بما في ذلك بيان أهالي قرية بستان الباشا التي ينحدر منها مخلوف والذي وقع عليه أشخاص من عائلته وأقربائه أيضاً.
أثار منشور على صفحة رجل الأعمال 'رامي مخلوف' عن تشكيله 15 فرقة عسكرية قوامها 150 ألف جندياً وقوة احتياطية بعدد مماثل للدفاع عن 'الساحل السوري' موجة من السخرية من جهة وتحذيرات ومخاوف من تأثير ذلك المنشور على الأرض من جهة أخرى.
'مخلوف' استهلّ منشوره بالحديث عن مجازر الساحل، ثم وصف 'الأسد' بـ'المزيف' وقال أنه استبعده ومن معه وفي مقدمتهم 'القائد النمر أبو الحسن'، في إشارة منه إلى 'سهيل الحسن' أحد أبرز ضباط قوات النظام البائد خلال سنوات الثورة.
وقال 'مخلوف' أنه عمل برفقة 'النمر' ليلاً ونهاراً لعدة أسابيع وشكّلا 15 فرقة تعدادها قارب 150 ألفاً وقوة احتياطية مماثلة بهذا العدد وهيأ لجاناً شعبية تصل إلى مليون شخص، داعياً الحكومة السورية للتعاون لتوفير الأمان في ما سمّاه 'إقليم الساحل السوري' وقال أن راية الإقليم هي العلم الأحمر والأبيض والأسود، وهو العلم الذي كان يعتمده النظام السابق.
وختم 'مخلوف' منشوره بمناشدة المجتمع الدولي وعلى رأسه 'روسيا' لتشمل 'الساحل السوري' برعايتها مقابل تسخير كل الإمكانيات الاقتصادية والعسكرية والشعبية ووضعها تحت الإشراف الروسي وفق حديثه.
حديث 'مخلوف' فتح بدايةً باب سخرية واسع جرّاء عدم منطقية كلامه لا سيما بما يخصّ تجنيد مليون و300 ألف شخص، أو حتى 150 ألف شخص ضمن ما سمّاهم 'القوات الخاصة'، نظراً لضخامة العدد واستحالة تواجد هذه الأرقام على الأرض دون أن يلحظها أحد من جهة، ومن جهة أخرى ما يحتاجه تمويل وتسليح 150 ألف شخص من إمكانيات مادية وحتى إمدادات لوجستية يستحيل حصولها بشكل متخفٍّ عن الأنظار.
تشكيك بصحة الصفحة.. ورامي لا ينفي
من جانب آخر، شكّك متابعون بحقيقة الصفحة إذ تظهر معلوماتها أنها كانت تحمل اسم 'ماهر الأسد' حتى 2015، ثم تغيرت إلى 'رامي مخلوف الأسد' حتى 2016 حين سمّيت 'رامي مخلوف'، لكنها الصفحة ذاتها التي كان 'مخلوف' يطلق منها منشوراته ومقاطعه المصورة في عهد النظام البائد، بينما أشار البعض إلى احتمالية اختراق الصفحة لكتابة مثل هذا المنشور وما يحمله ذلك من مخاطر إشعال الفتنة في مناطق الساحل السوري، واعتباره ذريعة لارتكاب مجازر على أساس طائفي كما حدث في آذار الماضي.
إلا أن 'رامي مخلوف' وعلى الرغم من مضي 48 ساعة فإنه لم ينفِ حتى الآن صحة المنشور أو يؤكده، علماً أن كثيرين اعتبروا أن هكذا أمور لا يكفي فيها منشورات نفي وتأكيد بل يجب أن تكون فيديوهات تبث مباشرة. مشيرين لمخاوف من أن يكون هناك من يحاول إثارة الفتنة عبر هكذا منشورات وهمية.
منذ سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024 ينشغل الكثيرون بالساحل السوري سلبياً، بين دول تحاول العبث بأمنه واستقراره، ومتطرفون يحرضون على أهله ويسيؤون لهم ومسلحون عبثيون كمقداد فتيحة.
وقد شهد الساحل السوري مجازر طائفية مرعبة في 6 آذار ومابعدها راح ضحيتها أكثر من 1600 مدني وخلفت جراحاً كبيرة في المشهد الوطني السوري. حتى أن أحداث الساحل السوري بما تتحمله السلطات الإنتقالية من مسؤولية عنها بصفتها مسؤولة عن أمن جميع مواطنيها عقدت موقف السلطات أمام المجتمع الدولي وأساءت للمجتمع السوري.
وفي جولة لسناك سوري يوم أمس الأحد في اللاذقية بدت الحركة طبيعية في الأسواق والشوارع