اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
في ليلة فنية استثنائية، شهد مسرح دار الأوبرا المصرية حدثًا موسيقيًا رائعًا أضاء سماء الفن العربي، فنان العرب محمد عبده، عاد إلى الساحة الفنية المصرية بعد غياب دام ثلاث سنوات، ليحيي 'ليلة الموسيقار طلال'، في حفلة أسرت قلوب عشاق الطرب الأصيل، فهذه العودة كانت بمثابة فصل جديد في تاريخ طويل من التعاون الفني بين محمد عبده والموسيقار طلال، ليعكس الحفل عمق العلاقة بين السعودية ومصر، ويحتفل بتاريخ موسيقي خالد.
حفل يروي قصة تعاون موسيقي فريد
بدأ الحفل بأداء مبهر لأغنية 'عالي السكوت'، التي كتب كلماتها الأمير بدر بن عبد المحسن، ولحنها الموسيقار طلال، حيث قام بتنسيق الأداء المايسترو أمير عبد المجيد والمايسترو وليد فايد، وسط فرقة موسيقية تضم 90 عازفًا.
وشهد الحفل حضورًا لافتًا من الجماهير التي ملأت المسرح الكبير، معبرة عن محبتها لفنان العرب، الذي قدم 13 أغنية غلب عليها الطابع الكلاسيكي.
وشملت الألبومات القديمة الخالدة مثل 'المدينة'، 'بعلن عليها الحب'، و'رماد المصابيح'، بالإضافة إلى بعض الأعمال الجديدة التي تم تسجيلها خصيصًا لهذه المناسبة.
تعاون محمد عبده مع طلال امتد لعدة عقود، وهو ما تجسد بوضوح في الحفل الذي سافر بالجمهور عبر أزمان فنية مختلفة، مبتكرًا مزيجًا بين الحداثة والأصالة.
وقدم محمد عبده في هذا الحفل نماذج فنية تعكس تجسيدًا مثاليًا للتراث الخليجي عبر صوته المميز، الذي يشكل جسرًا بين الأجيال المختلفة.
استعدادات مذهلة تضمن نجاح الأمسية
قبل الحفل، قضى محمد عبده وقتًا طويلًا في التحضير لهذه الأمسية المميزة، حيث أجرى بروفات مكثفة في القاهرة بدأت في 26 أبريل 2025.
تلك الاستعدادات تمت مع فرقته الموسيقية التي ضمت نخبة من العازفين المصريين.
ورغم تواجده في القاهرة قادمًا من لندن، كان عبده مكرسًا جهوده لضمان أن تكون الأمسية في أبهى صورها.
جسر ثقافي بين السعودية ومصر
من خلال هذا الحفل، أكد محمد عبده أن الفن لا يعرف الحدود، مشيرًا إلى قوة العلاقات الثقافية والفنية بين مصر والسعودية.
كما أن الحفل شهد حضور العديد من الشخصيات العامة، وسفراء من دول عربية، ليعكس بعدًا دبلوماسيًا هامًا لهذه المناسبة.
وكان الحفل بمثابة تكريم للفن الخليجي، وأظهر دور دار الأوبرا المصرية كمنصة للإبداع الفني العربي، حيث أثبتت من جديد مكانتها كجسر بين الشعوب العربية.
عاطفة وذكريات في كل نغمة
لقد كان الحفل أكثر من مجرد عرض موسيقي؛ فقد تحولت تلك اللحظات الفنية إلى تفاعل غير مسبوق بين محمد عبده وجمهوره.
وبينما كان يردد الجمهور كلمات أغانيه الشهيرة، لاسيما 'المدينة' و'عالي السكوت'، كان محمد عبده يتوقف في لحظات مؤثرة لتحية محبيه، معبرًا عن امتنانه لدعمهم المستمر له، خاصة في رحلته الصحية.
محمد عبده يتحدى المرض ويعود لجمهوره
ما جعل هذه العودة أكثر تأثيرًا هو كونها تتويجًا لرحلة تحدٍ طويلة من الفنان محمد عبده ضد مرض السرطان.
فبعد أن أعلن إصابته في مايو 2024، خاض عبده رحلة علاجية شاقة تضمنت جلسات كيميائية وأشعة في باريس. لكن رغم هذه الصعوبات، ظل عبده مصممًا على العودة إلى جمهوره، وهو ما تحقق في حفله الكبير في الرياض في يناير 2025، ليكتمل مشهد عودته المظفرة إلى القاهرة في مايو 2025.
ليلة تُخلد في ذاكرة الفن العربي
أصبح حفل محمد عبده في دار الأوبرا المصرية جزءًا من ذاكرة الفن العربي، حيث أضاءت خشبة المسرح أنغامه الساحرة وألحانه الرائعة، التي اجتمع عليها عشاق الفن الأصيل.
ورغم التحديات الصحية، استطاع فنان العرب أن يواصل مسيرته، تاركًا بصمة فنية ستظل خالدة في قلوب محبيه عبر الأجيال.
ومع استمرار حفلاته في أماكن أخرى مثل العلا، يبقى محمد عبده رمزًا للفن العربي الخالد، الذي يتحدى الزمن والمصاعب، ليظل صوتًا يحمل عبق الماضي وروعة الحاضر.