لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
في عالم الطبيعة المدهش، تتجلى قصص البقاء والقدرة على التكيف بأروع صورها. هناك مخلوقات ظن العلماء أنها تلاشت من الوجود إلى الأبد، لتفاجئنا بظهورها من جديد، حاملة معها إرثا عريقا وتحديا لقوانين الانقراض.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم 10 أمثلة مذهلة لحيوانات اعتقدنا أنها انقرضت إلى الأبد، لكنها عادت لتظهر من جديد.
ببغاء الليل الأسترالي
هذا الطائر الصغير ذو الذيل القصير والريش الذي يمزج بين الأخضر المصفر والبني الداكن والأسود والأصفر، يتميز بنشاطه الليلي، كما يوحي اسمه. اختفى ببغاء الليل الأسترالي من السجلات العلمية منذ عام 1912، مما دفع العلماء للاعتقاد بأن الحيوانات المفترسة التي أدخلها المستوطنون، مثل القطط والثعالب، قد قضت على أعداده.
لكن في عام 1990، عثر على ببغاء نافق على جانب طريق في كوينزلاند، وفي عام 2013، تمكن عالم الطبيعة جون يونغ، بعد 15 عاما من البحث المضني، من التقاط صور لببغاء حي، بعد قرن كامل من آخر تسجيل له. مع ذلك، لا يزال ببغاء الليل الأسترالي مصنفا كنوع مهدد بالانقراض، ولا يزال عدد أفراده في البرية غير معروف.
سمكة الكويلاكانث
لا يمكن الحديث عن الحيوانات التي ظننا أنها انقرضت ثم ظهرت من جديد دون ذكر سمكة الكويلاكانث. اعتقد العلماء أن هذه السمكة الغريبة انقرضت مع الديناصورات قبل نحو 65 مليون عام، لكن في عام 1938، اصطيدت إحداها في غرب المحيط الهندي بالقرب من جنوب إفريقيا.
وفي عام 1998، عُثر على سمكة أخرى من نفس النوع قبالة سواحل إندونيسيا. ليس نوعا واحدا، بل نوعان حيان. يبلغ وزن كل من هاتين السمكتين ما يقارب 200 رطل، ويتجاوز طولهما ستة أقدام، مما يجعل عدم اكتشافهما سابقا أمرا مستغربا.
خفاش غينيا الجديدة كبير الأذنين
لا يختلف هذا الخفاش كثيرا في مظهره عن أنواع الخفافيش الأخرى، وهو ما قد يفسر اختفاءه عن الأنظار لفترة طويلة. تكمن الاختلافات الرئيسية في حجم أذنيه، وشكل جلد فتحتي أنفه، وانحناءة أنفه. لا يمكن تمييز هذه الفروق الدقيقة إلا لخبير في علم الخفافيش.
رُصد هذا النوع مرة واحدة فقط في عام 1890، واعتبر منقرضا حتى عام 2012، ثم تمكن باحثون يدرسون تأثير قطع الأشجار على الخفافيش الصغيرة من الإمساك بأحد أفراده عن طريق الخطأ. ونظرا لندرته الشديدة، لم يتم التعرف على الخفاش الأنثى التي تم العثور عليها على أنها من نوع خفاش غينيا الجديدة كبير الأذنين إلا بعد عامين.
السولينودون الكوبي
هذا القارض الليلي الصغير، الذي يشبه الفأر وله أنف طويل، تم الإعلان عن انقراضه في عام 1970، لكن العلماء اكتشفوه مرة أخرى بعد أربع سنوات. ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، يصنف ضمن الأنواع المهددة بالانقراض.
ينتمي السولينودون إلى سلالة من آكلات الحشرات عاشت في عصر الديناصورات قبل نحو 76 مليون عام، مما يجعله كائنا حيا ذا تاريخ تطوري طويل جدا. ومع ذلك، يواجه موطنه اليوم تهديدات متزايدة، كما أن الحيوانات الغازية مثل النمس الآسيوي الصغير تفترسه، مما يؤدي إلى تناقص أعداده.
سحلية الرعب
تحمل هذه السحلية اسما مثيرا للفضول، وهي سحلية كبيرة يصل طولها إلى حوالي نصف متر وتستوطن كاليدونيا الجديدة في المحيط الهادئ. ولقبت بسحلية الرعب بسبب طبيعتها المفترسة وأسنانها الحادة المنحنية.
اكتُشفت أحافيرها في عام 1867، وتم اعتبارها منقرضة حتى عام 1993 عندما عثر على سحلية رعب حية. تبع ذلك اكتشافات قليلة أخرى في أعوام 2003، 2009 و2013، بينما كانت آخر مشاهدة لها في عام 2018.
نظرا لصغر موطنها وقلة النشاط البشري فيه، فليس من المستغرب عدم رؤيتها بشكل متكرر. وربما تكون موجودة في جزر أخرى أيضا، لكن سرعتها وخجلها الشديدين يجعلان رصدها صعبا.
سلحفاة جزيرة فرناندينا
بعد أن ظن العلماء أنها انقرضت لمدة مئة عام، عادت سلحفاة جزيرة فرناندينا للظهور في عام 2019. تتميز هذه السلحفاة الجميلة بدروع قوقعتها المتوهجة بشكل ملحوظ وتقوس سرجي فريد من نوعه يظهر على الجزء الأمامي من قوقعتها، وهو خاص بسلاحف غالاباغوس.
عُثر على أنثى وحيدة من هذا النوع على الجانب الشمالي الغربي لبركان جزيرة فرناندينا، ويقدر عمرها بخمسين عاما. تعيش الآن في مركز سلحفاة حديقة غالاباغوس الوطنية. كذلك، تشير آثار الأقدام والفضلات إلى وجود سلحفاتين أخريين من نفس النوع بالقرب منها.
طائر التاكاهي
إنه طائر ذو جمال آخاذ، يتميز بريش أزرق داكن قزحي على رأسه وأجنحة زرقاء زاهية. لون ظهره أخضر مزرق، وذيله أبيض، ومنقاره أحمر.
اكتُشف حفريات طائر التاكاهي ووصف علميا من خلال عظامه المتحجرة في عام 1847، ثم أُسرت طيور حية منه في عامي 1850 و1898. بعد ذلك، اختفت واعتُقد أنه انقرض حتى عام 1948 عندما عثر عليه مستكشفون في جبال مورتشيسون.
الآن، تعيش أعداد قليلة منه في محميات نيوزيلندا، ويقدر عددها بحوالي ثلاثمائة فرد. وفي عام 2018، أُطلق ثلاثون طائرا من التاكاهي مرة أخرى في البرية في محاولة لإعادة إحياء أعداده.
نمل جراسيليدريس
يبدو أن صغر الحجم، والحياة الخفية في الأنفاق العميقة، والخروج من العش ليلا فقط، كانت عوامل كافية لجعل الإنسان يعتقد بانقراض نوع من النمل يُدعى جراسيليدريس بومبيرو.
لم يكن هذا النوع معروفا إلا من خلال أحفورة وحيدة محفوظة في الكهرمان، وعليه، اعتبر منقرضا لأكثر من خمسة عشر مليون عام. لكن المفاجأة حدثت في عام 2006، عندما ظهر هذا النمل مجددا في مناطق متفرقة من أمريكا الجنوبية.
ونظرا لحداثة اكتشاف هذا النوع بالنسبة للعلماء المتخصصين في عالم النمل الذي يضم أكثر من عشرة آلاف نوع، لا يزال الكثير عن حياة وسلوك جراسيليدريس بومبيرو مجهولا.
نورس برمودا
منذ عام 1620، ساد الاعتقاد بأن نورس برمودا قد انقرض. ولكن بعد أكثر من ثلاثمائة عام، تحققت معجزة العثور على عشرة أزواج تعشش من هذا الطائر، حيث تم اكتشافها في جزر كاسل هاربور النائية الواقعة في الركن الجنوبي الشرقي من برمودا.
يقدر عدد نورس برمودا الموجود حاليا بحوالي 250 طائرا، وهو عدد قليل نسبيا، لكنه يبقى أفضل من الانقراض التام. والخبر السار هو أن أعداد هذا الطائر تشهد ارتفاعا بفضل برامج التكاثر المخصصة لحمايته.
غوريلا نهر كروس
تصنف غوريلا نهر كروس كسلالة فرعية من الغوريلا ضمن قائمة الأنواع المهددة بالانقراض بدرجة حرجة. تعيش هذه الغوريلا في غابات الكاميرون ونيجيريا، لكن أعدادها المتبقية تتراوح فقط بين 200 و300 فرد.
تم اكتشاف غوريلا نهر كروس في عام 1904، لكنها ظلت دون دراسة واعتُقد أنها انقرضت حتى عام 1987، عندما تم إعادة اكتشاف مجموعة منها.
هذه الأخبار تبعث على التفاؤل، لأنها تشير إلى أن هذه الغوريلا لا تزال تتكاثر في بيئتها الطبيعية. والآن، يمنحنا الأمل أن تشهد أعدادها المتضائلة في زيادة ملحوظة بعد أن قامت الحكومات الأفريقية بإنشاء محميات مخصصة لها في مناطقها الأصلية.