اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
تصاعد العنف وسط تزايد مستويات الجوع
في قطاع غزة، حيث يواجه أكثر من مليوني فلسطيني ظروفًا إنسانية كارثية، كشفت الأمم المتحدة عن مقتل أكثر من ألف شخص منذ مايو 2025 أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، وهذه الوفيات، التي وقعت غالبًا بالقرب من مواقع توزيع المساعدات التي تديرها مؤسسة أمريكية مدعومة من إسرائيل؛ تسلط الضوء على تفاقم أزمة الجوع والفوضى الناتجة عن الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عامين تقريبًا، ووسط تصاعد العنف والنهب، تتزايد المخاوف من مجاعة تهدد حياة السكان، مما يدفع للتساؤل عن فعالية آليات توزيع المساعدات ومسؤولية الأطراف المعنية.تصاعد العنف
وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت 1054 فلسطينيًا، معظمهم أثناء توجههم إلى مواقع المساعدات التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية، وهي مقاول أمريكي مدعوم من إسرائيل، وأكد شهود فلسطينيون ومسؤولو صحة أن إطلاق النار يستهدف حشودًا تضم آلاف الأشخاص. في المقابل، تنفي إسرائيل هذه الاتهامات، زاعمة أن 'قواتها تطلق طلقات تحذيرية فقط لمنع التدافع'، كما رفضت المؤسسة الأمريكية إحصاءات الأمم المتحدة، واصفة إياها بـ'المبالغ فيها'، وهذا التناقض يكشف عن تعقيدات إيصال المساعدات في ظل التوترات الأمنية، وفقًا لـ'أسو شيتد برس'.
وتتفاقم أزمة الغذاء في غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلي، الذي خفف بشكل جزئي في مايو 2025، ليسمح بدخول كميات محدودة من المساعدات، ومع ذلك، تؤكد منظمات الإغاثة أن هذه الكميات لا تكفي لتلبية احتياجات السكان، وأفادت وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حماس، بوفاة 101 شخص، بينهم 80 طفلًا، بسبب الجوع مؤخرًا، فيما سجلت منظمة 'ميد غلوبال' وفاة خمسة أطفال دون سن الثالثة خلال ثلاثة أيام، مشيرة إلى نقص حاد في الغذاء والأدوية، وهذه الأرقام تعكس كارثة إنسانية متفاقمة، حيث يعاني 100,000 امرأة وطفل من سوء التغذية الحاد.فوضى التوزيع
وانهيار القانون والنظام في غزة أدى إلى تفشي النهب وتعطيل توزيع المساعدات، وفي مشاهد يومية، يصطف الفلسطينيون أمام المطابخ الخيرية وسط التدافع والخوف من الدهس أو ضربات الشمس. نادية مدوخ، وهي أم نازحة، تحدثت عن معاناتها لتوفير الطعام لأطفالها الثلاثة في ظل نقص الخبز والطحين، وبرنامج الأغذية العالمي وصف الوضع بأنه 'يأس غير مسبوق'، حيث يمضي ثلث السكان أيامًا دون طعام، هذا الواقع يبرز الحاجة الملحة لإصلاح نظام توزيع المساعدات.
وأدانت 28 دولة غربية، بينها المملكة المتحدة وفرنسا، نموذج توزيع المساعدات الإسرائيلي، واصفة إياه بـ'الخطير' و'المسبب لعدم الاستقرار'، ورفضت إسرائيل والولايات المتحدة هذا البيان، ملقية باللوم على حماس لإطالة الصراع بعدم قبول شروط وقف إطلاق النار، وفي المقابل، تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي ووقف نار دائم، وهذه الخلافات السياسية تعيق التقدم نحو حلول مستدامة، بينما يستمر العنف، حيث قتلت غارات إسرائيلية 25 شخصًا أمس، بينهم 12 في مخيم الشاطئ.
وبلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين أكثر من 59,000، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، مع غالبية من النساء والأطفال، ووسط هذه الأزمة، تظل المفاوضات لوقف إطلاق النار متعثرة رغم ضغوط دولية، فكيف يمكن للمجتمع الدولي مواجهة هذه الكارثة الإنسانية واستعادة الاستقرار في غزة؟