اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
كشفت شبكة 'سكاي نيوز' البريطانية أن القوات الإسرائيلية كثّفت هجماتها على قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، مستهدفةً اثنين من أكبر المستشفيات المتبقية في القطاع، هما مستشفى الأوروبي ومجمع ناصر الطبي في خان يونس، وذلك في الوقت الذي لا تُصنف فيه هذه المواقع ضمن مناطق القتال المعلنة من قبل إسرائيل.
ووثّقت كاميرات المراقبة لحظة استهداف مستشفى الأوروبي يوم الثلاثاء 13 مايو، وأظهرت لقطات أخرى من خارج المجمع تصاعد أعمدة الدخان من محيطه، بينما أفادت وزارة الصحة في غزة، بمقتل 16 شخصًا على الأقل.
شكوك حول صحة الادعاءات الإسرائيلية
قالت إسرائيل إن الضربة استهدفت 'مركز قيادة وتحكم تابع لحماس' تحت المستشفى، ونشرت مقطعًا جويًا زعمت أنه يُظهر الموقع المستهدف. لكن تحليل 'سكاي نيوز' أثبت أن الفيديو لا يُظهر مستشفى الأوروبي، بل مدرسة إحسان الأغا المجاورة. كما أن الأشكال الداكنة المميزة في الفيديو، والتي وُصفت بأنها بنية تحتية إرهابية تحت الأرض، تبين لاحقًا أنها مجرد آثار مائية، وفقًا لتحليل خبير صور الأقمار الصناعية كوري شير من جامعة ولاية أوريغون، الذي أكد أنها 'خنادق تصريف مياه'.
وصرح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن البنية التحتية المفترضة تمتد تحت المستشفى، لكنه لم يقدّم دليلًا على ذلك، كما لم يعلّق على التحليل الذي يُفند مزاعمه بشأن البنية التحتية تحت الأرض.
ضربة جديدة على مستشفى ناصر وسقوط ضحايا
وفي اليوم نفسه، تعرض مستشفى ناصر في خان يونس لضربة جوية أخرى، وثقتها عدسة الصحفي الفلسطيني علاء صادق.
أظهرت اللقطات اندلاع النيران في الطابقين العلويين من الجناح الشرقي للمستشفى، بينما سُمع صوت طائرة إسرائيلية في الخلفية. وزعمت إسرائيل أنها كانت تستهدف قياديين في 'حماس' يتخذون من هذا الجناح مقرًا لهم، دون تقديم أي إثبات، فيما أفادت وسائل إعلام محلية بأن الضربة ربما كانت تستهدف محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار.
ومن بين القتلى الصحفي حسن الأصليّة، الذي كان يتعافى من إصابة سابقة، وكانت إسرائيل قد اتهمته سابقًا بالانتماء لحركة حماس، وهو ما نفاه الأصليّة.
استمرار الحصار والمعاناة الإنسانية
ومنذ إعلان إسرائيل عن انهيار الهدنة بوساطة أمريكية في 18 مارس، صنّفت 65% من غزة كمنطقة قتال نشطة، ما دفع الفلسطينيين للفرار، رغم أن المستشفيين المستهدفين لم يكونا ضمن تلك المناطق.
وشهد يوم 14 مايو تكرار استهداف مستشفى الأوروبي، بحسب شهادة الجراح البريطاني توم بوتوكار، الذي كان متواجدًا في المكان. وقد أظهر تسجيل له تصاعد الدخان من جرافة تعمل على رفع الأنقاض.
كما شنت إسرائيل هجمات على حي جباليا السكني شمال غزة، ما أسفر عن مقتل 53 شخصًا على الأقل، بحسب وزارة الصحة في غزة، التي نشرت أسماء 52 منهم.
وأشارت البيانات إلى أن الشهرين الأخيرين كانا الأكثر دموية في القطاع منذ اندلاع الحرب، حيث تمثل النساء والأطفال والمسنون نحو 60% من القتلى، في ظل حصار خانق على دخول المساعدات، ونفاد المواد الغذائية الأساسية.
وقال أنطوان رينار، مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، إن 'السكان بأكملهم يعيشون في حالة طوارئ من حيث الأمن الغذائي'، مضيفًا أن 'ربع السكان تقريبًا معرضون لخطر المجاعة'.
ووفقًا لتقرير أممي نُشر هذا الأسبوع، يعاني 93% من سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما يُتوقع أن يصاب قرابة 71 ألف طفل دون سن الخامسة بسوء تغذية حاد خلال الأشهر الـ11 المقبلة. ويأتي هذا في ظل ضغوط دولية على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.