اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
الرياض - عبدالسلام محمد البلوي
يتردد بين الحين والآخر مناقشات مجتمعية حول فكرة تخصيص راتب شهري لربات البيوت، وفي دورة الشورى الخامسة وتحديداً في السادس من شهر رجب عام 1430، وردت للمجلس عريضة من أكثر من 260 مواطنة من شرائح مختلفة ما بين دكتورة ومعلمة وإدارية وربت منزل وطالبة، يطالبن بتقنين الحد الأدنى للتقاعد المبكر وإيجاد مستشفيات نسائية متخصصة بإدارة نسائية وصرف مكافآت لربات البيوت، ' الرياض' تناقش في هذا التقرير فكرة تخصيص راتب لربات البيوت وتساءلت عن مدى مناسبتها و أثرها على الأسرة السعودية، وأجاب الدكتور مفلح ربيعان القحطاني عضو مجلس الشورى بقوله' يمكن أن يؤخذ ذلك في الاعتبار ضمن محددات حساب المواطن بحيث يتم تخصيص ربات البيوت غير العاملات اللاتي لديهن أبناء دون سن الثامنة عشرة سنه بدعم مالي خاص وبدون شك أن ذلك سيكون له أثر إيجابي على تماسك الاسرة وخاصة في ظل انخفاض نسبة الانجاب في السنوات الأخيرة، وسيساهم في تعزيز نشر ثقافة أن الام التي تعمل ربة منزل ومربية للأجيال تقوم بعمل هام لصالح الاسرة والمجتمع.
وتؤكد عضو الشورى الأميرة الجوهرة بنت فهد بن خالد آل سعود على وجود عدة مسارات لدعم ربات المنازل في الوقت الراهن كالضمان المطور و الضمان الاجتماعي ودعم بنك التنمية الاجتماعية للأسر المنتجة للمساهمة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية بشكل أفضل، وترى أن تطبيق صرف راتب لابد أن يتواءم من الواقع لكون ذلك يتطلب اجراء دراسة معمقة لتحليل الآثار الاقتصادية بصورة أكثر تفصيلاً وتشارك عدة جهات حكومية لضمان سلامة التطبيق إذ أن المرأة شريك أساسي للرجل في تكافؤ الفرص بين الجنسين في سوق العمل ويتطلب تخفيضات في سوق العمل بما يناسب دورها وذاك وقدراتها ومسؤولياتها المنزلية ، وقالت' اعتقد ان هذا الموضوع يتطلب دراسات معيارية والتجارب الدولية ومدى إمكانية تطبيق ذلك على ارض الواقع من عدمه وتأثيرات ذلك على سوق العمل الذي تعد المرأة أحد الأسس السياسية في المجتمع لبناء الاقتصاد الوطني'.
وفي شأن صحة التركيز والتوسع في توظيف المرأة السعودية مقابل تراجع توظيف الرجل ومعالجة ذلك أكدت الأميرة الجوهرة على ضرورة الاستناد على لغة الأرقام والاحصاءات الرسمية في مسألة التوسع في توظيف المرأة مقابل تراجع توظيف الرجل مع الإشارة إلى أن مبدأ تعزيز تكافؤ الفرص في العمل بين الجنسين يضمن العدالة ودعم المساواة بين الجنسين دون تراجع في توظيف أحد الجنسين، وأضافت : نظام العمل السعودي يدعم أن تكون السياسات متوازنة وتعزز فرص العمل لكلا الجنسين، ورأت الأميرة الجوهرة أهمية تقديم برامج تدريبية لتأهيل جهات التوظيف في آليات طرح مجالات جديدة تواكب سوق العمل المتغير لكل الجنسين، إضافة إلى تعزيز ثقافة التوازن في طرح فرص العمل ، مما يعزز في تحقيق توازن صحي دون تراجع في توظيف أي من الجنسين وذلك لضمان أن تكون الفرص متاحة للجميع، مع التركيز على مهارات الأفراد واحتياجات السوق بدلاً من الجنس ذكر أو أنثى.
ويفيد الدكتور مفلح القحطاني أن مشاركة المرأة سابقا في سوق العمل في المملكة كانت محدودة مما دفع الجهات ذات العلاقة الى دعمه والعمل على زيادته والآن تشير البيانات إلى أن نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل قد ارتفعت حيث بلغت اكثر من 35٪ بحلول نهاية 2024، متجاوزة هدف رؤية المملكة (30 ٪) لنفس السنة مع تراجع نسبة البطالة للنساء بشكل كبير.
ونبه عضو الشورى على أنه وفي ظل التزام الرجل الشرعي والنظامي بالإنفاق على الاسرة فالحاجة تدعو لدعمه للحصول على عمل لينفق على نفسه وينفق على من يعول وهذا يقتضي تطوير سياسات لسوق العمل بحيث يكون دعم عمل المرأة وزيادة حجمه مكمّلًا وليس منافسًا لعمل الرجل أو على حسابه، كما ينبغي أن تكون الكفاءة هي المعيار للحصول على الوظيفة وليس جنس طالب العمل، كما شدد القحطاني على توثيق البيانات التي تعرض نتائج التوازن بين عمل المرأة والرجل وتأثيره ذلك على بناء واستقرار الأسر ونشر هذه البيانات سنويًا للتعرف على اثارها الاقتصادية والاجتماعية، واقتراح ما قد يحتاج الى معالجة في هذا الشأن.