اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي
انخفضت أسعار النفط اليوم الجمعة، حيث طغت مخاوف الطلب على الوقود في الولايات المتحدة على التوقعات بأن أول خفض لأسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام سيحفز زيادة الاستهلاك.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 17 سنتًا، أو 0.3%، لتصل إلى 67.27 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 06:56 بتوقيت غرينتش، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 19 سنتًا، أو 0.3% أيضًا، لتصل إلى 63.38 دولارًا.
لكن كلا الخامين القياسيين لا يزالان في طريقهما إلى الارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي. وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة ربع نقطة مئوية يوم الأربعاء، وأشار إلى أنه سيتبع ذلك المزيد من التخفيضات استجابةً لمؤشرات ضعف في سوق العمل. وعادةً ما يعزز انخفاض تكاليف الاقتراض الطلب على النفط ويدفع الأسعار إلى الارتفاع.
وقالت بريانكا ساشديفا، المحللة في فيليب نوفا: 'لقد وقع السوق بين إشارات متضاربة'. وأضافت أنه من ناحية الطلب، أبدت جميع وكالات الطاقة، بما في ذلك إدارة معلومات الطاقة، قلقها بشأن ضعف الطلب، مما خفف من توقعات ارتفاع كبير في الأسعار على المدى القريب.
على صعيد العرض، تُلقي زيادات الإنتاج المُخطط لها من أوبك+، ومؤشرات فائض المعروض في مخزونات منتجات الوقود الأمريكية، بظلالها على المعنويات. وأدت زيادة مخزونات نواتج التقطير الأمريكية بمقدار 4 ملايين برميل، متجاوزةً توقعات السوق بزيادة قدرها مليون برميل، إلى إثارة المخاوف بشأن الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم، وضغطت على الأسعار.
كما عززت البيانات الاقتصادية المخاوف. وأشارت بيانات طلبات إعانة البطالة هذا الأسبوع إلى تباطؤ سوق العمل الأمريكي، مع انخفاض كل من الطلب على العمالة والعرض منها، بينما انخفض بناء المساكن العائلية إلى أدنى مستوى له في عامين ونصف تقريبًا في أغسطس، وسط وفرة في المنازل الجديدة غير المباعة.
في روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم في عام 2024 بعد الولايات المتحدة، أعلنت وزارة المالية عن إجراء جديد لحماية ميزانية الدولة من تقلبات أسعار النفط والعقوبات الغربية، مما خفف بعض المخاوف المتعلقة بالإمدادات. وقال دانييل هاينز، المحلل في بنك إيه ان زد، في مذكرة يوم الجمعة: 'إن تعليق الرئيس ترمب بأنه يفضل الأسعار المنخفضة على العقوبات المفروضة على روسيا خفف أيضًا من المخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات'.
وقال محللو النفط لدى انفيستنق دوت كوم، انخفضت أسعار النفط يوم الجمعة مع تزايد المخاوف بشأن تباطؤ الطلب الأمريكي، لكنها لا تزال في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية، حيث قد يؤدي خفض سعر الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي إلى تحفيز الاستهلاك.
وكان كلا الخامين القياسيين في طريقهما لتحقيق مكاسب طفيفة هذا الأسبوع، حيث أثار تصاعد الأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا توقعات بمزيد من انقطاع الإمدادات.
مع ذلك، دعا الرئيس ترمب إلى خفض أسعار النفط للضغط على موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ترمب إن الحرب ستنتهي 'إذا انخفض سعر النفط'، وكرر دعواته للدول لوقف شراء الوقود من الدولة العضو في أوبك+.
ويظل ارتفاع أسعار النفط مدعوم بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة وإشارته إلى أنه سيخفضها أكثر في الأشهر المقبلة. ومن المتوقع أن يساعد انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية في دعم الطلب في الأشهر المقبلة.
قد يكون هذا ضروريًا، إذ أظهرت بيانات المخزونات الأمريكية هذا الأسبوع زيادة حادة في مخزونات نواتج التقطير، مما يشير إلى تباطؤ الطلب الأمريكي مع انتهاء موسم القيادة الصيفي. كما أبقت مؤشرات تباطؤ سوق العمل الأمريكي أسواق النفط في حالة توتر بسبب تباطؤ الطلب.
علاوة على ذلك، تعززت توقعات زيادة الإمدادات باستئناف كازاخستان إمدادات النفط عبر خط أنابيب باكو-تبليسي-جيهان في وقت سابق من سبتمبر، وفقًا لما ذكرته الحكومة هذا الأسبوع. تم تعليق الإمدادات عبر هذا الخط في أغسطس بسبب مشاكل التلوث. يُستخدم خط الأنابيب بشكل رئيسي لتصدير النفط من ثلاثة حقول نفط رئيسية، كما يسمح لكازاخستان بتصدير النفط دون الاعتماد على روسيا كطريق رئيسي.
وفي سياق آخر، رفعت نيجيريا حالة الطوارئ في ولاية ريفرز الغنية بالنفط بعد ستة أشهر، مشيرةً إلى حل أزمة دستورية في المنطقة. وتعد المنطقة مركزا رئيسيا لتصدير صناعة النفط النيجيرية، حيث استهدف مسلحون في الماضي خطوط الأنابيب المحلية.