تحذير.. "طق الرقبة" قد يؤدي إلى شلل رباعي ووفقدان التحكم الكامل في الأطراف

استشاري عظام: لا علاج يعيد بناء الغضاريف.. وهذه أخطر الممارسات على الرقبة

حذّر الدكتور ممدوح هوساوي، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، من خطورة بعض الممارسات الشائعة لعلاج ديسك الرقبة، وعلى رأسها ما يُعرف بـ'طق الرقبة'، مؤكدًا أن هذه الطريقة قد تُسبب مضاعفات خطيرة تصل إلى الشلل الرباعي وفقدان التحكم الكامل في الأطراف.

وأوضح 'هوساوي' خلال حديثه لبرنامج 'صباح السعودية'، أن بعض الحالات قد تنجو من العواقب، إلا أن هناك نسبة معرضة لإصابات مباشرة في الحبل الشوكي، نتيجة تحركات غير محسوبة بين الفقرات.

وقال: 'الطق لا يمكن التحكم به، وقد يؤدي إلى تمزق أو انزلاق إضافي يضغط على الحبل الشوكي، مما يسبب شللًا رباعيًّا يعتمد حجمه على شدة الإصابة'.

وأكد أن الحبل الشوكي الموجود داخل التجويف الفقري مسؤول عن وظائف الجسم الحيوية، وأي ضغط مباشر عليه نتيجة ممارسات خاطئة يشكل تهديدًا حقيقيًا.

وشدد على أن إمالة الرأس لفترات طويلة باتجاه الهاتف المحمول تسبّب ضغطًا كبيرًا على فقرات الرقبة، مما يؤدي إلى تدهور الوضع بمرور الوقت، في ظل عدم وجود أي علاج دوائي قادر على إنتاج غضروف جديد أو استعادة وظيفة الديسك المتآكل.

وفي هذا السياق، قال 'هوساوي': 'بعض المكملات مثل الكولاجين قد تساعد في المحافظة العامة على الغضاريف، لكنها لا تعيد بناء الديسك أو تعوض وظيفته'.

وعن المؤشرات التي تستدعي تدخلاً طبيًا، أوضح أن الألم البسيط غير المصحوب بأعراض عصبية غالبًا لا يستدعي القلق، أما إذا صاحبه ألم عصبي أو ضعف في الأطراف، فيجب مراجعة الطبيب فورًا.

وفيما يتعلق بالجراحات، بيّن أن عملية ديسك الرقبة تُجرى غالبًا من الجهة الأمامية عبر جرح جلدي بسيط، حيث يتم تنظيف الغضروف التالف واستبداله إما بغضروف صناعي أو بصندوق داعم.

وأشار إلى أن 'الغضروف الصناعي يؤدي دورًا فعّالًا خلال أول خمس سنوات، ومع التئام الفقرتين يختفي الألم تدريجيًا، ويستعيد المريض حياته الطبيعية خلال نحو 12 أسبوعًا'.

كما نبه إلى ضرورة تصحيح الممارسات اليومية الخاطئة في النوم والجلوس والوقوف، لافتًا إلى أن مشكلات الرقبة والاحتكاك تزداد بين سني الأربعين والخمسين، بينما ترتفع نسبة الإصابة بين من تجاوزوا سن الـ65 لتصل إلى 85٪ ممن يعانون من انزلاقات وآلام مزمنة دون سبب واضح.

وفي ختام حديثه، دعا الدكتور هوساوي إلى اللجوء إلى الطب المتخصص بدلًا من الحلول الشعبية غير المضمونة، في ظل ما يشهده الطب الحديث من تطور كبير في مجالي التشخيص والعلاج.