اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
برلين- 'الرياض'
كشفت دراسة علمية موسعة أجراها فريق من معهد ماكس بلانك لعلوم الأنثروبولوجيا التطورية في مدينة لايبتسيغ الألمانية، أن النساء يتمتعن بمتوسط عمر أطول من الرجال في معظم أنحاء العالم، وهي ظاهرة تمتد عبر التاريخ الإنساني وتتكرر في العديد من الفصائل الحيوانية.
وأوضح الباحثون أن التقدم في الطب وتحسّن مستويات المعيشة أسهما في تضييق الفجوة العمرية بين الجنسين في بعض الدول، غير أن هذا الفارق مرجّح أن يستمر، لكونه مرتبطاً بعوامل بيولوجية وتطورية متجذّرة في الطبيعة.
واعتمد الفريق العلمي في دراسته، التي نشرتها مجلة Science Advances، على بيانات شملت أكثر من 1176 فصيلة من الثدييات والطيور والزواحف في حدائق الحيوان حول العالم، وخلص إلى أن الإناث تعيش في المتوسط أكثر من الذكور بنسبة تصل إلى 12% لدى 72% من فصائل الثدييات، فيما يعيش الذكور أطول من الإناث بنسبة 5% في 68% من فصائل الطيور.
وقالت رئيسة فريق البحث الدكتورة يوهانا شتارك إن بعض الفصائل تُظهر استثناءات من النمط السائد، مشيرة إلى أن “في بعض أنواع الطيور الجارحة، تكون الإناث أكبر حجماً وأطول عمراً من الذكور، ما يشير إلى أن الاختلاف في الكروموسومات لا يمثل القصة الكاملة وراء الفروق العمرية بين الجنسين”.
وترجّح الدراسة ما يعرف بفرضية «الجنس غير المتجانس» (Heterogametic Sex Hypothesis) التي تربط بين اختلاف الكروموسومات الجنسية وطول العمر، إذ تمتلك إناث الثدييات كروموسومين (XX) بينما يمتلك الذكور (XY)، ما يمنح الإناث قدرة أكبر على مقاومة الطفرات الجينية الضارة.
كما بيّن الباحثون أن أنماط التكاثر تلعب دوراً مؤثراً في تحديد العمر المتوقع، فالفصائل التي يتنافس فيها الذكور على التزاوج مع أكثر من أنثى تميل إلى قصر عمر الذكور بسبب الجهد البدني والهرموني العالي، في حين تسهم رعاية الصغار — التي تضطلع بها الإناث في الغالب — في إطالة أعمارهن، إذ تتيح لهن البقاء حتى مرحلة نضج الأبناء.
وأكدت نتائج الدراسة أن الفوارق العمرية بين الجنسين تبقى قائمة حتى في بيئات الرعاية المحمية كحدائق الحيوان، وإن كانت أقل وضوحاً مقارنة بالحياة البرية، وهو ما يعكس الحالة ذاتها لدى البشر، حيث يسهم تحسن الخدمات الصحية والمعيشية في تقليص الفجوة دون القضاء عليها.
وخَلُص الفريق البحثي إلى أن العوامل البيئية والطبية يمكن أن تحدّ من الفوارق بين الجنسين، لكنها لا تلغيها، لأن اختلاف العمر بين الذكور والإناث متأصل في عملية التطور والارتقاء الحيوي، ومن المرجح أن يظل سمة ثابتة في المستقبل.










































