اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
د. طلال الحربي
تُمثل وزارة الداخلية في المملكة العربية السعودية العمود الفقري للأمن والاستقرار، وهي ليست مجرد جهاز أمني تقليدي، بل هي مؤسسة وطنية شاملة تتسع مسؤولياتها لتحيط بكل من يعيش على أرض هذا الوطن الطيب، مواطناً كان أم مقيماً. وقد تحولت بفضل الدعم اللا محدود من قيادتنا الرشيدة، خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- ومتابعة سمو وزير الداخلية، وإيماناً برؤية المملكة 2030، إلى نموذج مضيء في تقديم الخدمات الأمنية والمدنية المتطورة، التي تضع المواطن والمقيم في صلب اهتماماتها.
لا يمكن فهم عظمة الأداء دون النظر إلى تكاتف الأجهزة التابعة للوزارة، والتي تعمل بتناغم لتحقيق سبل العيش الآمن:
الأمن العام: هو الحصن المنيع الذي يحرس حدود الأمان في المجتمع، من خلال جهود رجال الأمن المنتشرين في كل شارع وحي، للوقاية من الجريمة وملاحقة المجرمين، ما يجعل المملكة واحدة من أكثر دول العالم أمناً.
الدفاع المدني: هم فرسان الطوارئ الذين يتصدون لأخطار الحريق والكوارث بكل شجاعة وتضحية. جهودهم في الإطفاء والإنقاذ والإسعاف تحفظ الأرواح والممتلكات، وتجسد أسمى معاني الإنسانية.
إدارة المرور: لم تعد جهودها تقتصر على ضبط المخالفات، بل توسعت لتصبح شريكاً فاعلاً في نشر الثقافة المرورية، وتحسين سلوك السائقين، وتطوير البنية التحتية للطرق، سعياً لتقليل الحوادث وحماية مستخدمي الطريق.
وكالة الأحوال المدنية: هي هوية الوطن الرقمية، حيث تدير سجلات السكان وتوفر وثائق الهوية الأساسية (الهوية الوطنية، بطاقة العائلة، شهادة الميلاد) والكثير من الوثائق الأخرى المهمة، مما ينظم الحياة المدنية ويحفظ الحقوق.
لعل أبرز ما يميز التحول النوعي في خدمات الوزارة هو المنصة الإلكترونية الموحدة «أبشر»، حيث أصبح بإمكان المستفيد وهو في بيته، أن يحصل على العشرات من الخدمات التي كانت تتطلب سابقاً ساعات من الانتظار وتقديم أوراق ومستندات.. من تجديد الهوية والجواز، إلى خدمات الإقامة للمقيمين، وخدمات التبليغ عن الوظائف، وحتى الخدمات القضائية والأمنية.
«أبشر» لم يكن مجرد تطبيق تقني، بل كان رسالة مفادها أن راحة المواطن والمقيم هي الأولوية. لقد وفرت الوقت والجهد والمال على الملايين، وساهمت في رفع كفاءة الأداء الحكومي، وقللت من الازدحام المروري، وعززت الشفافية ومكافحة الفساد، إنها قصة نجاح سعودية خالصة، أصبحت محط إعجاب العديد من الدول.
ويقف وراء هذه النجاحات والإنجازات سمو وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وقيادته الحكيمة لهذه المنظومة العملاقة، وحرصه الدائم على تطويرها لتكون في مصاف أفضل الوزارات عالمياً. كما ان لكل فرد من أفراد الوزارة، من قيادات إلى رجال الأمن والمرور والدفاع المدني وموظفي الأحوال المدنية وجميع القطاعات، دورا في هذا النجاح على ما يبذلونه من جهود جبارة، وتضحيات لا تعد ولا تحصى، ليل نهار، في الحضر والسفر، لحماية هذا الوطن وخدمة أبنائه ومقيميه.
إن ما تقوم به وزارة الداخلية هو تجسيد حي لشعار «المواطن أولاً»، وهي بحق درع الوطن الأمين وسند أهله.. فجزاهم الله عنا وعن الوطن كل خير، وحفظ بلادنا من كل مكروه.










































