اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
أقرت شركة نتفليكس (Netflix) لأول مرة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي في إنتاج مؤثرات بصرية نهائية ضمن أحد مسلسلاتها الأصلية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول مستقبل الصناعة السينمائية والعلاقة بين الإبداع البشري والآلات، خاصة وأن هذا الاستخدام مر دون أن يلاحظه أحد لعدة أشهر.
إقرار رسمي وتفاصيل الكشف
جاء الإعلان على لسان تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، الذي كشف أن فريق عمل مسلسل الخيال العلمي الأرجنتيني 'The Eternaut' استخدم الذكاء الاصطناعي لتسريع وتيرة العمل.
وأوضح ساراندوس أن مشهدًا معينًا يصور انهيار مبنى في بوينس آيرس تم إنجازه 'بسرعة أكبر 10 مرات' مقارنة بالأدوات التقليدية، مؤكدًا أنه يمثل 'أول لقطة نهائية منتجة بالذكاء الاصطناعي تظهر على الشاشة في أعمال نتفليكس الأصلية'.
نقطة تحول في الصناعة
ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي في إنتاجات كبرى – حيث واجهت ديزني انتقادات لاستخدامه في شارة مسلسل 'Secret Invasion' – إلا أن حالة 'The Eternaut' تعتبر نقطة تحول، نظرًا لأن المؤثرات كانت دقيقة وغير ملحوظة لدرجة أنها لم تثر أي شكوك منذ إطلاق المسلسل في أبريل الماضي. ويشير إقرار نتفليكس إلى أن التقنية لم تعد مجرد أداة مساعدة خلف الكواليس، بل أصبحت جزءًا من المنتج النهائي الذي يصل إلى المشاهد.
مخاوف أخلاقية وفنية
يثير هذا التطور مخاوف جوهرية لدى الفنانين والنقاد. فمن جهة، هناك القلق من تأثير هذه التقنيات على وظائف فناني المؤثرات البصرية، بالإضافة إلى القضايا الأخلاقية المتعلقة باستخدام مواد محمية بحقوق الطبع والنشر لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
ومن جهة أخرى، يبرز جدل فني حول 'قصدية الإبداع'. فبينما يمثل كل خط في العمل الفني المرسوم يدويًا خيارًا واعيًا من الفنان، فإن التفاصيل التي يولدها الذكاء الاصطناعي قد تكون مجرد محاكاة لأنماط تعلمها، دون أن تحمل أي رؤية إخراجية أو فنية مقصودة. وهذا يضع المشاهدين، خاصة المهتمين بتحليل التفاصيل السينمائية، في حيرة حول ما إذا كان يمكن الوثوق بأعينهم، وهو ما يمثل مشكلة أكبر في الأنواع الوثائقية.
ورغم أن نتفليكس تدافع عن الخطوة بأنها 'فرصة لمساعدة المبدعين على صنع أعمال أفضل وليس فقط أرخص'، إلا أن نجاح هذه التجربة من المرجح أن يفتح الباب أمام استخدام أوسع للتقنية في إنتاجات مستقبلية، مما يفرض على الصناعة والمشاهدين على حد سواء التكيف مع واقع جديد تتداخل فيه الحدود بين الإبداع البشري والذكاء الآلي.