اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
تُعد قاعدة العديد الجوية، الواقعة جنوب غربي العاصمة القطرية الدوحة، واحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية خارج الولايات المتحدة، وتشكل ركيزة استراتيجية للوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج.
وتحتضن القاعدة مقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية (AFCENT)، إلى جانب عناصر من سلاح الجو الملكي البريطاني، وتشكل مقرًا متقدمًا لإدارة العمليات الجوية واللوجستية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
تأسست قاعدة العديد في تسعينيات القرن الماضي، وتوسعت بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، حتى باتت تضم أكثر من 11 ألف جندي أمريكي، إلى جانب قوات حليفة، وتستضيف منظومات متطورة مثل مقاتلات F-22، وطائرات التموين والتجسس، ومراكز قيادة متقدمة.
وتحتوي القاعدة على مدرجات طيران بطول 12 ألف قدم قادرة على استقبال الطائرات الثقيلة، إضافة إلى أنظمة قيادة وتحكم تربطها بشبكة الدفاع الأمريكية في الخليج والعالم.
تضم القاعدة العسكرية مختلف المرافق الرئيسية التي تتطلبها البنية التحتية للقاعدة ومنها مرافق السكن، الخدمات الأساسية ومراكز القيادة والاتصالات بالإضافة إلى مخازن الذخيرة.
وتعد القاعدة مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن استراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.
كما تضم قاعدة العديد أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج.
وتصدرت قاعدة العديد واجهة الأحداث، بعد إعلان الحرس الثوري الإيراني شنّ عملية عسكرية أطلق عليها اسم 'بشائر الفتح'، استهدفت القاعدة بصواريخ باليستية، في أول هجوم مباشر على منشأة أمريكية داخل قطر.
وجاء هذا الهجوم ردًا على ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية، أبرزها 'نطنز' و'فوردو'، في إطار التصعيد المستمر بين الولايات المتحدة وإيران على خلفية الحرب الإسرائيلية الإيرانية المستعرة منذ منتصف يونيو. ويكشف عن تغير نوعي في ديناميكيات الصراع بالمنطقة، وتزايد هشاشة الوجود الأمريكي التقليدي في الخليج، في ظل تصاعد قدرات الخصوم وتراجع الردع.
في بيان رسمي، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن قواته نفّذت عملية عسكرية أطلق عليها اسم 'بشارة الفتح'، ردًا على الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وأكد البيان أن العملية، التي جاءت بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي وبقيادة مقر 'خاتم الأنبياء'، استهدفت قاعدة 'العديد' الأميركية في قطر، واصفًا الهجوم بـ'الصاروخي المدمر والقوي'.
وأوضح الحرس الثوري أن قاعدة العديد تُعد مركز القيادة الرئيسي للقوات الجوية الأميركية وأحد أبرز أصولها الاستراتيجية في منطقة غرب آسيا.
ووجّه البيان رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، مفادها أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، المستندة إلى إرادة شعبها ومبادئها، لن تتهاون في الرد على أي اعتداء يمسّ سيادتها أو أمنها القومي.