اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١ أب ٢٠٢٥
أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في مدينة غزة د. محمد أبو عفش أن غزة تعيش 'مجاعة مكتملة الأركان' وفقا لمعايير الأمم المتحدة وذلك بعد تجاوز ثلاثة مؤشرات أساسية، محذرا من 'موت جماعي' يهدد النساء والأطفال.
وعدد أبو عفش في مقابلة مع 'فلسطين أون لاين'، أمس، تلك المعايير: انعدام الأمن الغذائي الحاد، ارتفاع معدلات سوء التغذية، تصاعد معدلات الوفيات المرتبطة بالجوع الذي يفتك بـ2.4 مليون إنسان.
وأوضح أن أكثر من 90 % من سكان غزة لا يستطيعون تأمين وجبة غذائية متوازنة خلال اليوم الواحد فيما تعيش مئات آلاف الأسر على وجبة واحدة كل 48 ساعة، وغالبا ما تكون مكوّنة من دقيق أو ماء مغلي أو أوراق شجر مطبوخة.
وتطرق إلى انهيار سلاسل الإمدادات (الزراعية، الحيوانية، المواد الغذائية) وانعدامها من الأسواق المحلية إلى جانب انقطاع الكهرباء والماء الصالح للاستخدام أو الماء الصالح للشرب.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي فرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارا عسكريا مشددا على جميع معابر ومنافذ القطاع بأوامر من رئيس وزراءه المجرم بنيامين نتنياهو المطلوب للجنائية الدولية.
وبناء على ذلك، أعلن (المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم) أن 'أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن في غزة' المحاصرة المدمّرة بفعل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 21 شهرا.
وشرح العفش انعكاس آثار المجاعة المستمرة منذ 150 يوما على الأطفال في غزة الذين يعانون من سوء تغذية حاد، ضعف في المناعة، جفاف، ارتفاع عدد الوفيات بين الأطفال الرضع وكبار السن نتيجة الجوع المباشر أو الأمراض المرتبطة به.
وليس الأطفال وحدهم بل الأمهات الحوامل لا يحصلن على تغذية كافية مما أدي إلى حالات إجهاض، ولادة مبكرة، وولادة مواليد منخفضي الوزن.
وبحسب معطيات حكومية فإن عدد ضحايا المجاعة ارتفع لـ 154 شهيدا منهم 89 طفلا.
وأفاد بأن هناك أزيد عن 55.000 امرأة حامل وأزيد عن 60.000 رضيع يعيشون دون تغذية مناسبة أو رعاية صحية؛ نتيجة المجاعة ومنع الاحتلال إدخال الإمدادات الصحية والمستلزمات الغذائية الخاصة بالأطفال.
وأوضح أن ذلك انعكس جليا على حالة الأطفال المواليد والرضع كنقص حاد في الوزن والطول بالنسبة لأعمارهم، جفاف شديد خاصة في مناطق النزوح، إسهال مزمن ونقص في الفيتامينات، انتشار الطفح الجلدي والتهابات الجهاز التنفسي عدا عن فقدان الكثير من الأمهات القدرة على الإرضاع الطبيعي بسبب سوء التغذية.
وفي هذا السياق، توقع المسؤول الطبي حدوث 'موت جماعي' للنساء والأطفال؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق على غزة الذي يمنع إدخال الغذاء والدواء والماء والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات أو تحلية المياه.
وذكر أن عمليات الولادة تتم في ظروف غير صحية وبدون مساعدة طبية، وأن هناك انعدام في الحليب الصناعي وغياب البدائل – وإن وجد - يهدد حياة آلاف الرضّع، وأكمل حديثه: 'الوقت ينفذ .. والمجاعة تقتل بصمت!'.
ونفى وصول أي شاحنة إمدادات مخصصة للأطفال الرضع كحليب الأطفال أو أغذية علاجية مخصصة للرضع، وحول استجابة المؤسسات الأممية أو الصحية أكد أن 'الوعود الدولية لم تترجم إلى إجراءات ملموسة .. ووتيرة الاستجابة بطيئة مقارنة بحجم الكارثة'.
وشدد على ضرورة الاستجابة الدولية العاجلة للمنظومة الصحية في غزة والنقاط الصحية لجمعية الإغاثة الطبية: كالأدوية والمستلزمات الطبية الطارئة، معدات وأدوات طبية أساسية، الاحتياجات الخاصة بالأطفال والنساء (حليب أطفال مدعّم، مكملات غذائية علاجية للأطفال، أدوية وفيتامينات ما قبل وبعد الولادة)، الخدمات اللوجستية والطبية الداعمة (خيام / كرفانات صغيرة كمراكز طوارئ، مولدات طاقة، ألواح الطاقة البديلة، أدوات تعقيم)' وبالإضافة إلى الاحتياجات البشرية من الأطباء وفرق الدعم النفسي والاجتماعي ومركبات الإسعاف وغيرهما.
ولأجل تجاوز المجاعة الكارثية، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة تدفق المساعدات إلى غزة 'يجب أن يصبح هائلاً كالمحيط'.
وفي ضوء ذلك، تقول منظمة الصحة العالمية إن الاحتياجات الصحية في غزة ضخمة والسماح بتدفق المساعدات أمر بالغ الأهمية.