هاكابي: إسرائيل أعظم صديق لترامب وحماس ليس لها مستقبل في غزة

القدس المحتلة – مصدر الإخبارية

أجرى السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي مقابلة للمرة الأولى في برنامج 'Weekend Edition' للقناة 12 الإسرائيلية. ويعتبر هكابي شخصية بارزة في الحزب الجمهوري، ويُنظر إليه على أنه مؤيد متحمس لإسرائيل. 

وفي عام 2015، قال إن 'مطالبة إسرائيل بالضفة الغربية أقوى من مطالبة الولايات المتحدة بمانهاتن'.

شغل هاكابي منصب حاكم ولاية أركنساس لأكثر من عشر سنوات وترشح مرتين للحصول على ترشيح الحزب لمنصب رئيس الولايات المتحدة، مرة في عام 2015 ضد دونالد ترامب – الذي اختاره لمنصب السفير.

وعملت ابنته سارة، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض في عهد ترامب، وهي تشغل حاليا منصب حاكمة ولاية أركنساس، مثل والدها، كما تعتبر أيضا من المؤيدين المتحمسين لإسرائيل.

على الرغم من كونك من المؤيدين البارزين لدولة إسرائيل وحقيقة أنك زرت هذا البلد أكثر من 100 مرة، هل لا يزال هذا الدور لم تفكر فيه أبدًا؟

أبداً. كنت جالساً في مكتبي بعد أيام قليلة من الانتخابات عندما تلقيت اتصالاً من الرئيس ترامب. أبلغني أنني سأكون سفيره الأمريكي لدى إسرائيل، الأمر بهذه البساطة. لم أستطع الرفض، كان هذا هو الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه أن يطلبه مني ولم أستطع رفضه.

'لقد كان الأمر بمثابة رسالة من إشعياء إلي: ‘أنا هنا، أرسلني’. 'شعرت أن هذه كانت مهمة حياتي، وكانت مهمتي أن آتي إلى هنا لا تقل عن أي شيء آخر قمت به في حياتي'. 

لكن يبدو أننا نواجه أوقاتًا صعبة، وأزمة ثقة في الحكومة.

لا ينبغي للإسرائيليين أن يعيشوا أزمة ثقة مع الرئيس ترامب. لقد أثبت مرارًا وتكرارًا أنه لا يوجد صديق أفضل منه. لم يتخذ أي رئيس أمريكي الخطوات التي اتخذها.

وماذا عن التعامل الأمريكي مع الحوثيين، هل هكذا يتصرف الأصدقاء؟

أولاً، أعتقد أننا بحاجة إلى فصل ما خطط له الحوثيون، لأنهم كانوا يتعرضون في الواقع لقصف أمريكي مكثف. تواصلوا مع الرئيس وطلبوا منه وقف التصعيد. وبالطبع، وافق الرئيس على طلبهم، وبالتالي أوقف الهجمات على السفن الأمريكية – وهذا لا يعني أنه يدعم أو لا يكترث بما قد يفعلونه بإسرائيل.

إذا كان من المفترض أن نكون التحالف الأقوى، فلماذا لم يصر أكثر لصالح إسرائيل؟

أعتقد أن السبب في ذلك هو أن الرئيس يُحقق ما يُمكنه تحقيقه اليوم. هذا ليس رئيسًا تجاهل لإسرائيل، بل رئيس وقف إلى جانبها. كما أن إسرائيل لا تُعلن دائمًا ما ستفعله – أحيانًا تكون مُتزامنة مع أفعالها أو مُتزامنة معها، ونحن نحترم ذلك. لا نتوقع من إسرائيل أن تطلب إذننا، وعندها لن تحتاج الولايات المتحدة إلى طلب إذن إسرائيل لوضع أي ترتيب يُؤدي إلى توقف الحوثيين عن إطلاق النار على سفننا. 

ما أستطيع قوله، بعد أن أجريتُ محادثاتٍ حول هذا الموضوع مع الرئيس ونائبه الليلة الماضية، هو أن هناك 700 ألف أمريكي يعيشون في إسرائيل. إذا أراد الحوثيون الاستمرار في فعل أشياءٍ لإسرائيل وإيذاء مواطن أمريكي، فسيصبح هذا شاغلنا الرئيسي.

فهل ستتحرك الولايات المتحدة لوقف أنشطة الحوثيين فقط إذا أصاب صاروخ مواطنا أميركيا؟

وهذا يتعلق بما أصبح يمثل حاجتنا المباشرة لحماية مواطنينا.

قبل شهر واحد فقط، رأينا رئيس الوزراء نتنياهو يتلقى إحاطة في البيت الأبيض حول المحادثات المباشرة مع إيران وحقيقة أنه يتعين عليه أن يتوافق مع أردوغان – نفس أردوغان الذي دعا إلى تدمير إسرائيل. هل يبدو الأمر كما لو أن الرئيس ترامب 'ألقى' نتنياهو تحت العجلات؟ 

بالتأكيد لا. في الواقع، هذا وصفٌ ظالمٌ للغاية. لقد أمضى رئيس الوزراء نتنياهو وقتًا أطول مع الرئيس ترامب مما قضيتُ أنا في الأشهر الأخيرة. إنها علاقةٌ دافئةٌ ​​وودية. دعوني أقول إنه قبل تولي الرئيس منصبه، قالت الإدارة السابقة يومًا: 'نحن معكم'، وفي اليوم التالي لم تبع أسلحةً لإسرائيل.

هل تنصح صديقك العزيز نتنياهو بإلقاء كلمة أمام الكونغرس إذا تم التوصل إلى اتفاق بين الرئيس ترامب وإيران؟

أعتقد أنك تتنبأ بشيء لست متأكدًا من حدوثه. يشعر الرئيس ترامب بمسؤولية منح إيران خيار التخلي طواعيةً عن أسلحتها النووية. لكنه أدلى اليوم بتصريح في أمريكا مفاده أن إيران ستدمر منشآتها النووية، سواءً كان ذلك بطريقة مُرضية أو صعبة، لكنها لن تمتلك منشآت نووية. لن تمتلك إيران أسلحة نووية.

هل نحن أقرب إلى الاتفاق أم أقرب إلى العمل العسكري؟

الأمر متروك للإيرانيين. الأمر كله يعتمد على ما إذا كانوا يعتقدون أن الرئيس ترامب يجب أن يُؤخذ على محمل الجد أم لا. أود أن أقول لهم إن عليهم أن يأخذوه على محمل الجد.

هل من الممكن أن نتفاجأ باتفاق بين أميركا وإيران كما تفاجأنا بالحوثيين؟ 

'لا أستطيع حتى أن أبدأ في وصف مدى عمق العلاقة بين بلدينا.'

فهل لن تكون هناك أية مفاجآت في هذا المجال؟ هل يمكنك أن تؤكد للشعب الإسرائيلي أنه في حال توقيع أي اتفاق، فإنهم سيعلمون وستُبلغ إسرائيل بذلك؟

'لا أستطيع حتى أن أتخيل كيف لن يكونوا جزءًا من هذا.'

عندما يقول وزير الدفاع ورئيس الوزراء الآن إن إسرائيل ستفعل كل ما في وسعها للدفاع عن نفسها، فهل من الممكن أن نقول إنه إذا تم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران فإن إسرائيل ستظل لديها خيار استخدام الرد العسكري؟

'ستكون هناك دائما هذه الإمكانية.'

وهل ستدعم الولايات المتحدة إسرائيل؟

أقول لكم، لن يكون هناك اتفاقٌ يسمح لإيران بامتلاك قدراتٍ نووية. ولن يكون هناك اتفاقٌ يستمرون فيه بتشكيل تهديدٍ لإسرائيل والولايات المتحدة، كما سعوا إلى تحقيقه.

لكن هل تستطيع أن تقول إن الولايات المتحدة ستدعم أو تساند هجوماً إسرائيلياً مستقلاً على إيران، حتى الآن في ظل الاتصالات المباشرة، بسبب الحوثيين؟

لإسرائيل الحق في فعل ما يجب عليها فعله. الرئيس ترامب يُقدّر أنه لا يمكن لأحد أن يُملي على إسرائيل ما تفعله. هل سنحصل على توصيات؟ بالتأكيد، في جميع هذه القضايا. سيُقدّمون لنا توصيات أيضًا في ظروف مماثلة، لأن ذلك يصب في مصلحتنا جميعًا.

دعونا نتحدث عن غزة وصفقة الرهائن. وهنا في إسرائيل، يرى كثيرون أن زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة تشكل فرصة محتملة. للعلم، ما مدى قربنا من التوصل إلى صفقة الرهائن؟

نحن على وشك أن تقرر حماس البدء بالتصرف كبشر. هذه هي المشكلة، العائق دائمًا هو حماس. الناس يريدون إلقاء اللوم على الحكومة الإسرائيلية أو الحكومة الأمريكية – لوم حماس، فهي العائق الذي يعيقها.

وتقول إسرائيل إنها ستطلق عملية برية شاملة في حال عدم التوصل إلى اتفاق. والآن سمعنا الرئيس يقول، حتى في البيت الأبيض وبجانبه نتنياهو: 'أود أن أرى نهاية للحرب، وأعتقد أن الحرب ستنتهي عند نقطة

ليست بعيدة في المستقبل'. إذن كيف يتناسب هذان الموقفان مع بعضهما البعض؟

حسنًا، الأمران متوافقان، لأنه، بطريقة أو بأخرى، كما قال الرئيس، لا مستقبل لحماس في غزة. لن يسيطروا عليها، ولن يكونوا جزءًا منها. لقد انتهوا. لذا لا أرى أي تناقض.

في إسرائيل هناك حديث عن تطبيق خطة ترامب في غزة بعد غد، ولكن بصراحة ليس من الواضح ما هي خطة ترامب بعد غد.

لا أعلم إن كانت هناك تفاصيل دقيقة، فالشوارع لم تُخطط بعد، ولا توجد حتى الآن أي مخططات للحدائق. لكنني أعتقد أن الجميع، وبالتأكيد الرئيس، سيقود هذه الخطوة. سنكون سعداء لو أُتيحت الفرصة لمن يرغب بمغادرة القطاع والانتقال إلى مكان آخر في العالم. ولن تمنعهم حماس من البقاء.

'ثم ستتاح لك الفرصة لمشاهدة جميع دول الخليج تشارك في إعادة بناء ما كان من الممكن أن يصبح سنغافورة، لكنه انتهى به الأمر ليصبح هايتي.'

فلنتحدث إذن عن العهود الإبراهيمية. سمعنا أن مسؤولاً كبيراً أبلغ عائلات الرهائن مؤخراً أنه عندما يتعلق الأمر بتوسيع اتفاقيات إبراهيم، فإن إسرائيل ربما تكون قد فاتتها القطار، وأن الولايات المتحدة تمضي قدماً مع المملكة العربية السعودية، مع أو بدون إسرائيل. هل هذا صحيح؟ هل هناك إحباط لأن نتنياهو لا يستغل الفرصة؟

لا أعرف أي مسؤول كبير قال هذا. عندما يتحدث الناس سرًا – من يعلم لا يتكلم، ومن يتكلم لا يعلم – سأكتفي بهذا القدر، لأنني لم أسمع شيئًا كهذا من قبل.

لا يوجد إحباط؟

لا، لا أعتقد أن هناك إحباطًا. أعتقد أن هناك ترقبًا.

فهل من الصحيح أن نقول إنكم تحرزون تقدماً مع السعودية وهذه فرصة يجب على إسرائيل أن تستغلها؟

تستفيد إسرائيل من انضمام المزيد من الشركاء إلى اتفاقيات إبراهيم، لأن ذلك يعني أنها في سلام مع دول كانت على عداوة معها. وهذا أمر جيد. من سيعارض ذلك؟

إذن، ما الذي يتعين على إسرائيل فعله حتى تتمكن من ركوب هذا القطار التاريخي؟

أعتقد أن إسرائيل قد انضمت بالفعل إلى هذا التحالف. إسرائيل هي من أسست اتفاقيات إبراهيم. بدون إسرائيل، لا اتفاقيات.

وأوضح السعوديون أن اتفاق التطبيع مشروط بتقديم خطة قابلة للتطبيق لإقامة دولة فلسطينية. هل يمكنك أن ترفع سماعة الهاتف إلى صديقك نتنياهو وتقول له: 'هيا، هذه هي اللحظة'؟ 

أعتقد أن الأمر يتعلق بإسرائيل التي عليها أن تتعايش مع ما تستطيع التعايش معه. إذا اتخذوا خطوات من شأنها الإضرار بالأمن، فلن يفعلوا ذلك، فلماذا يفعلونه؟ لن يعرضوا سكانهم للخطر، لمجرد القول إنهم توصلوا إلى اتفاق. هذا هو التوجه.

إذن أنت تصر على عدم وجود أزمة، ولكن انظر إلى الأفعال. في أول زيارة يقوم بها ترامب للمنطقة، تجنب زيارة إسرائيل واختار بدلاً من ذلك زيارة قطر – وهي دولة معروفة بعلاقاتها مع حماس، التي تدعم قناة الجزيرة. كيف تفسر هذا الأمر للجمهور الإسرائيلي؟

سأقول لهم إن زيارته الأولى تركز على الفرص الاقتصادية، وهذا ما يركز عليه. ما يفعله ليس تجاهله لإسرائيل، فهناك ما يقارب 200 دولة في العالم. لذا، هناك العديد من الأماكن التي لم يزرها بعد، والعديد من الدول التي لم يزرها مباشرةً.

لقد أمضى وقتًا أطول مع رئيس الوزراء الإسرائيلي من أي زعيم آخر، وأعتقد أن هذا يُشير إلى الكثير. لذا أقول للناس: استرخوا، تنفسوا الصعداء، دونالد ترامب يُحبكم. لا شك في ذلك، فهو يُساندكم. هذا هو دونالد ترامب نفسه الذي، خلال سنواته الأربع كرئيس، قدّم لإسرائيل أكثر مما قدمه أي رئيس أمريكي آخر.

وأخيرًا، ومن باب الفضول، كيف هو العمل مع رئيس مثل دونالد ترامب؟ أعني، هل هو رئيس يمكنك فقط التقاط الهاتف والتحدث معه؟ هل ترسلون رسائل لبعضكم البعض؟ كيف يبدو؟

'جميع الإجابات صحيحة.'

بصراحة، هل تلتقط هاتفك عندما تستيقظ وتتحقق من إضافة أي من تغريداته؟

أتحقق من ذلك، لكنني لم أتفاجأ قط. أقول للناس: إذا أردتم فهم دونالد ترامب، فافهموا أنه يتعامل مع كل شيء كرجل أعمال براغماتي، ولديه سؤالان: هل سينجح الأمر؟ 'وهل سيؤدي هذا إلى تحسين الوضع؟' 'سواء كان القرار يقع على يمين الوسط أو يسار الوسط، فهذا ليس بالأمر الكبير بالنسبة له. ما يهمه هو ما إذا كان الأمر سينجح وما إذا كان سيتحسن. 'وهكذا ينظر إلى العالم.'

بالمناسبة، يتمتع بروح دعابة رائعة، وهو ودود ويستمع للناس. معظم الناس لا يدركون أنه في غرفة معه ومع عشرة أشخاص آخرين، يلجأ إلى الجميع ليأخذ وجهة نظرهم، ويطرحها على الطاولة، قائلاً: 'دعونا نتحدث في هذا الأمر'. ثم يتخذ قرارًا. وعندما يتخذه، يكون قرارًا حاسمًا. هذا هو دونالد ترامب الذي أعمل معه، وأفتخر بالعمل معه، لهذه الأسباب.