اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٣ أيلول ٢٠٢٥
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حملتها العسكرية على قطاع غزة، حيث استهدفت بأكثر من ثماني غارات جوية نفذتها طائرات 'F-16' منازل سكنية متعددة الطوابق في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، الذي يؤوي آلاف النازحين بعد تدمير منازلهم في شمال القطاع.
هذا القصف العنيف، الذي طال منازل قريبة من مراكز الإيواء، أسفر عن دمار شامل في البنية التحتية، وخلف مشهدًا مأساويًا من الركام والتشريد وسط حالة من الخوف والرعب بين الأهالي.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، في السابع من أكتوبر 2023، تعرض مخيم الشاطئ لدمار هائل أصاب معظم منازله ومرافقه الحيوية. ويحاول الاحتلال من خلال هذا التصعيد دفع سكان المدينة للرحيل جنوبًا في محاولة لتفريغ المنطقة من سكانها الأصليين وفرض واقع جديد على الأرض.
ويؤكد الأهالي في أحاديث منفصلة لصحيفة 'فلسطين'، رغم حجم الخسائر والدمار، تمسكهم بأرضهم وحقهم في العودة إلى بيوتهم، مشددين على أن الاحتلال لن ينجح في مساعيه.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية، منذ صباح أمس، غارات مكثفة على أكثر من ثمانية منازل سكنية مكونة من عدة طوابق في المخيم، يقطنها عدد كبير من العائلات النازحة التي فقدت بيوتها نتيجة القصف. وبحسب شهود عيان، فإن هذه المنازل تقع على مقربة من مراكز الإيواء، ما يعكس تصعيدًا متعمدًا نحو استهداف المدنيين ودفعهم لمغادرة المدينة.
تمسك بالأرض
عبّر رمضان العكلوك، الذي تضرر منزله بشكل مباشر عقب استهداف منزل مجاور له، عن عزمه إعادة بناء بيته والعودة للسكن فيه رغم الدمار الكبير.
وقال لـ'فلسطين': 'الأرض لنا، وسنعيد إعمار منازلنا مهما كلف الأمر، نحن شعب صامد لا يفرط في حقه'.
ويعمل العكلوك مع أبنائه على إزالة الحجارة والركام من بين أنقاض منزله كخطوة أولى نحو إعادة البناء والعودة إلى الحياة الطبيعية.
ويرى المواطن إبراهيم الغول أن استهداف المنازل القريبة من مراكز الإيواء يهدف بالأساس إلى بث الخوف في نفوس السكان ودفعهم إلى النزوح جنوبًا، ضمن خطة ممنهجة لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين.
وأضاف الغول لـ'فلسطين': 'الاحتلال يريدنا أن نرحل، لكنه لن ينجح، سنبقى على أرضنا مهما بلغت التضحيات'.
وفي السياق ذاته، رفض علي أبو العمرين مغادرة منزله رغم القصف المتكرر، مؤكدًا أن الاحتلال يسعى للضغط على الأهالي لتهجيرهم من القطاع.
وقال بحزم: 'هذه الأرض ملكنا، ولن نترك بيوتنا رغم كل المحاولات. الاحتلال واهم إن ظن أنه سيجبرنا على الرحيل'.
وعلى مدار الأيام الماضية، شهدت مدينة غزة تصعيدًا متزايدًا في القصف، خاصة في المناطق السكنية القريبة من مراكز الإيواء التي تحتضن آلاف النازحين، مما أثار مخاوف كبيرة من وقوع كارثة إنسانية جديدة.
ويُنظر إلى هذا التصعيد باعتباره محاولة واضحة لإجبار السكان على التهجير القسري باتجاه جنوب القطاع، في ظل غياب أي حماية دولية فعالة.
ومع تفاقم المعاناة الإنسانية، تظل إرادة الفلسطينيين في مخيم الشاطئ وغيرها من مناطق غزة صلبة، حيث يعبرون عن رفضهم القاطع لأي محاولات للتهجير أو فرض واقع جديد ينتقص من حقهم في الأرض والكرامة.