اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٠ أيار ٢٠٢٥
حذر السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايك هرتسوغ من اتجاهات حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتيناهو لاحتلال قطاع غزة، موصياً بالشروع في مباحثات مع مصر ولاعبين آخرين من المنطقة لصياغة اليوم التالي للحرب المتواصلة.
وقال هرتسوغ في مقابلة أجرتها صحيفة 'معاريف' العبرية اليوم السبت: 'لدى ترامب أسلوبٌ ميّزه لعقود. سمعتُ عنه من أحد معارفنا المشتركين، وهو شخصٌ عمل معه في مجال الأعمال في نيويورك'، موضحاً أن أسلوب ترامب يقوم على 'رمي قنبلة يدوية في الغرفة، يتصاعد الدخان على إثرها، وتحدث ضجة هائلة، ثم يبدأ بالتفاوض وانتزاع شروط لصالحه'. والمثال على ذلك، يشير هرتسوغ إلى أن 'هذا ما فعله عندما طرح فكرته لإخلاء (تهجير) غزة. فلولا ذلك، لما حشد الدول العربية لتقديم اقتراحات وخطط بديلة'.
أمّا ما يخص إدارة الحرب على غزة، فاعتبر أن 'إسرائيل بعيدة كل البعد عن تحقيق الأهداف الكاملة للحرب'. وبحسبه 'عسكرياً، هزمنا حماس بالفعل، وفككنا كتائبها، ووجهنا إليها ضربة موجعة. من الواضح أنها اليوم لم تعد قادرة على شن هجوم كما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وعلينا التأكد من أنها لا تستطيع التعافي في هذا الاتجاه، لكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل، ولا يزال أمام الجيش الكثير للقيام به داخل غزة'.
وأضاف هرتسوغ أنه 'قبل أسبوع واحد فقط، أعلن الجيش أنه لم يتمكن من تدمير سوى ربع البنية التحتية للأنفاق. لذا، ورغم كل التقدم الذي أحرزناه، لا يزال أمامنا الكثير من العمل'. ومع ذلك، فإن العائق الأكبر بحسبه 'يكمن في القدرة على تفكيك حكم حماس في غزة. قلنا إننا لن ننهي الحرب وحماس تسيطر على غزة، لكننا ما زلنا بعيدين عن هذا الهدف. صحيح أن الحركة تواجه تحديات لم تواجهها قبل 7 أكتوبر، لكن حماس لا تزال تحكم بقوة، ولم تحقق إسرائيل هدفها النهائي. لإطاحة حكمها'.
وبينما تروّج الخطط العسكرية الإسرائيلية احتلالَ قطاع غزة، رأى السفير الإسرائيلي لدى أمريكا أن ذلك 'سيكون خطأً استراتيجياً'، فالسير في هذا الاتجاه بحسبه 'سيلقي العبء كله على كاهل إسرائيل التي لا ترغب في التعامل مع هذه الجبهة أيضاً، لأن لديها العديد من المشكلات الأخرى التي لم تُحل بعد، مثل إيران'.
وتابع هرتسوغ: 'ينبغي بذل جهد لتشكيل تحالف إقليمي ودولي يأخذ في الاعتبار احتياجاتنا الأمنية... نحن في حاجة إلى البدء بإجراء مناقشات لصياغة اليوم التالي مع المصريين واللاعبين الآخرين. ولدينا إدارة ترامب، والتي أعتقد أنها ستكون سعيدة بالعمل معنا لتعزيز حكومة فلسطينية محلية ذات غلاف إقليمي ودولي، وليست حكومة حماس'.
إسرائيل في نظر الشباب الأمريكي
في غضون ذلك، تساءلت الصحيفة من أين نشأت 'النزعة المعادية للسامية' في الجامعات الكبرى في الولايات المتحدة، وأيضاً بين عامة الناس؟ وما الذي يقوله ذلك عن الجيل القادم وموقفه من إسرائيل؟ ليجيب هرتسوغ 'علينا أن نفكر في مستقبل الولايات المتحدة في السياق الإسرائيلي، لأن هناك اتجاهات لا تصب في مصلحتنا. فالولايات المتحدة تشهد تغيراً سياسياً وديمغرافياً، وستصبح دولةً تُشكّل فيها الأقليات الأغلبية، ومن بينها تيارات قوية جداً معادية لإسرائيل'.
وأضاف 'نشهد تراجعاً في دعم إسرائيل بين جيل الشباب في جميع استطلاعات الرأي، وليس فقط في الحزب الديمقراطي. لهذا السبب أعتقد أننا في حاجة إلى صياغة استراتيجية طويلة الأمد للتعامل مع هذه الظاهرة، إذ يجب ألا نعتبر الولايات المتحدة أمراً مسلماً به'، محذراً من 'وضع كل البيض في سلة واحدة'.
ويعلل ذلك بأن 'هناك اليوم رئيس جمهوري وإدارة متعاطفة، ولكن قد تتغير الأغلبية في أحد المجلسين خلال عامين، وربما خلال أربع سنوات ليكون هناك رئيس من حزب مختلف في البيت الأبيض... لا ينبغي لنا أن نكتفي بما حققناه، بل علينا أن نفكر في المستقبل، ولكن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أصبح صناع القرار لدينا أكثر انشغالاً بالحرب وأقل تفكيراً في مستقبل العلاقات الأميركية الإسرائيلية'.
باحث في مجال العلاقات الإسرائيلية الشرق أوسطية، وكان السفير الإسرائيلي الـ19 لدى الولايات المتحدة، وهو أيضاً شقيق الرئيس الإسرائيلي الحالي، يتسحاق هرتسوغ، ولا يزال هذه الأيام يقيم في الولايات المتحدة في فترة انتقالية، يتابع فيها خطوات الإدارة الأميركية من كثب في كل ما يتعلق بالمصالح الإسرائيلية، وفي مقدمتها المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني