اخبار فلسطين
موقع كل يوم -راديو بيت لحم ٢٠٠٠
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيت لحم 2000 -نجحت أكاديمية ريل لتطوير مهارات العلوم والتكنولوجيا، في تحقيق إنجاز بارز بحصول فريق 'الأحلام' على المركز الثالث ضمن المسابقة الوطنية للروبوت في فلسطين، لتثبت قدرتها على تمكين الأطفال والشباب الفلسطينيين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والروبوت، وتعزيز التفكير الابتكاري وحل المشكلات.
تأسست أكاديمية ريل كمبادرة مجتمعية في مخيم الدهيشة، بمبادرة من نشطاء تربويين واجتماعيين، بهدف تمكين الأطفال والشباب من الوصول إلى بيئة تعليمية آمنة ومتقدمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
وأوضح المدير التنفيذي للأكاديمية، إياد أبو عليافيحديث لهُخلال برنامج 'يوم جديد' مع الزميلة سارة رزق، الذي يبث عبر أثير راديو 'بيت لحم 2000':أن الهدف الأساسي للأكاديمية هو تطوير قدرات الطلاب في مجالات الروبوت والعلوم والابتكار، ودمج القيم الوطنية في برامج تعليمية موجهة.
وقال أبو عليا إن البداية لم تكن سهلة، حيث واجه الفريق مؤسساتية ومجتمعية محدودة، وكان التحدي الأول يكمن في جمع الطلاب المتحمسين وإيجاد الموارد اللازمة. ومع ذلك، تمكنت الأكاديمية من بناء بيئة تعليمية متكاملة، تعزز الإبداع وتعلم مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، بدءاً من الأطفال حتى الشباب في سن العشرين.
وشارك في المسابقة حوالي 17 طالبًا موزعين على خمس مجموعات، حيث قدموا مشاريع علمية مستوحاة من الواقع الفلسطيني. ومن أبرز هذه المشاريع كان مشروع 'بيت الشجرة'، الذي يحاكي حياة طفلة في المخيم والتحديات التي تواجهها مثل الأسلاك الكهربائية والحواجز، باستخدام الروبوتات لتقديم حلول عملية ومبتكرة.
وأشار أبو عليا إلى أن الطلاب تعلموا تصميم الروبوتات، اختيار أسماء فرقهم، وتوزيع المهام بين أعضاء الفريق، إضافة إلى التخطيط، البرمجة والبناء، وإدارة الوقت خلال تنفيذ المهام، والتي تصل أحيانًا إلى 120 ثانية لكل مهمة في المسابقة. وأضاف أن التجربة ساعدت الطلاب على تطوير مهارات العمل الجماعي، والقدرة على حل المشكلات بشكل مستقل، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
واجهت الأكاديمية تحديات عدة، أبرزها محدودية الأدوات المتاحة لكل مجموعة من الطلاب، والعمل على مشاريع تستغرق أياماً أو شهوراً، بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية في المخيمات والأحداث المتسارعة في قطاع غزة. كما أشار أبو عليا إلى التحدي الكبير في كسر الجمود الأولي للأطفال في العمل الجماعي، وكيفية توجيههم للعمل ضمن فرق مع مدربين ومشرفين.
وأضاف أن التعاون المجتمعي كان عاملاً حاسمًا، حيث ساهم الأهالي في حضور التدريبات ودعم الأطفال، كما لعبت المؤسسات المحلية، مثل اللجنة الشعبية وغرفة التجارة في بيت لحم، دورًا مهمًا في تقديم الدعم اللوجستي والتوجيهي.
لم تقتصر أنشطة أكاديمية ريل على المسابقات فقط، بل طورت مجموعة شاملة من البرامج التعليمية لتعزيز شخصية الطفل وإكسابه مهارات عملية وعلمية. شملت هذه البرامج تدريب المدربين من الشباب الجامعيين، واستهداف الأمهات في برامج لمحو الأمية التكنولوجية، بهدف تمكين الأسرة كلها من فهم التكنولوجيا واستخدامها بشكل إيجابي.
وشدد أبو عليا على أن الهدف هو تحويل الأطفال من مستهلكين للتكنولوجيا إلى منتجين للبرمجيات والألعاب والمنتجات الرقمية، مما يسهم في تنمية قدراتهم ويتيح لهم فرصًا تعليمية وعلمية ومهنية مستقبلية.
منذ تأسيسها، استقبلت الأكاديمية أكثر من 200 طفل خلال الموسم الحالي، بالإضافة إلى تنظيم مخيمين صيفيين، استهدفت كل منها نحو 76 طفلًا، مع التركيز على تعليم العلوم والتكنولوجيا والروبوت والابتكار. وقال أبو عليا إن هذه البرامج تركت أثرًا واضحًا على المشاركين، حيث ساعدتهم على تطوير مهاراتهم وقدراتهم في مجالات متنوعة، وإعدادهم لمنافسة عالمية.
واختتم أبو عليا حديثه بالتأكيد على أن أكاديمية ريل ستواصل جهودها لتطوير مهارات الأطفال والشباب، وتمكينهم من المنافسة على المستويين الوطني والدولي، وتعزيز الابتكار والإبداع في فلسطين. وشكر الطلاب وأهاليهم والشركاء والمؤسسات المحلية، مؤكداً أن كل إنجاز تحقق هو نتيجة عمل جماعي وتعاون مستمر بين الأكاديمية والمجتمع.
وقال أبو عليا: 'نحن نؤمن بقدرات شعبنا الفلسطيني، ولدينا أطفال يمتلكون قدرات لا تقل عن قدرات الكبار، ونطمح إلى أن يكونوا مستقبلًا منتجين وقادة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والروبوت على المستوى العالمي'.
المزيد من التفاصيل في المقطع الصوتي التالي: