اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
يرى الدكتور أيمن سلامة، أستاذ القانون الدولي، أن الاعتراف الفرنسي المرتقب بدولة فلسطين، يحمل آثارا سياسية وقانونية كبيرة وخطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة إحياء مسار السلام المتوقف.
وأوضح سلامة في تصريحات الجمعة، أن 'إعلان فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين يُشكل خطوة ذات أبعاد قانونية وسياسية عميقة، تتجاوز مجرد الدعم الرمزي'، موضحا أن 'الاعتراف بالدول يعد في القانون الدولي عملا ذا طبيعة تصريحية، أي أنه لا يُنشئ الدولة بل يُقر بوجودها ويُضفي عليها صفة الكيان القانوني الدولي الذي يتمتع بكامل الحقوق والواجبات، ومع ذلك، فإن للجانب التصريحي هذا آثارًا عملية واسعة النطاق'.
وذكر أنه على الصعيد القانوني، يعزز الاعتراف الفرنسي كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، من شرعية دولة فلسطين على الساحة الدولية، ويُضفي هذا الاعتراف وزنا أكبر على المطالبات الفلسطينية بالسيادة وحق تقرير المصير، ويُرسخ مكانتها ككيان ذي حقوق غير قابلة للتصرف بموجب القانون الدولي.
وأضاف أن هذا الاعتراف يضع فلسطين على قدم المساواة القانونية مع الدول الأخرى المعترَف بها، ما يمنحها القدرة على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وتبادل السفراء والقناصل، وإبرام المعاهدات والاتفاقيات الدولية، والتمتع بالحصانات والامتيازات الدبلوماسية.
كما أكد أن الاعتراف يفتح الباب أمام فلسطين للانضمام كعضو كامل في المنظمات الدولية والإقليمية، بما في ذلك الأمم المتحدة، رغم أن فلسطين تتمتع بصفة 'دولة مراقب غير عضو' منذ عام 2012، فإن الاعتراف المتزايد يُعزز من فرصها للحصول على العضوية الكاملة، ما يمنحها حق التصويت والمشاركة الكاملة في آليات صنع القرار الدولي.
وأشار إلى أن هذا الاعتراف يُعد تأكيدا على التزام فرنسا بمبدأ حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام. وهو يرسخ حدود 1967 كمرجع قانوني لأي تسوية مستقبلية، ويدعم الجهود الرامية لإنهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
أما على الصعيد السياسي، فيقول سلامة، إن الاعتراف الفرنسي يضع ضغوطا سياسية متزايدة على إسرائيل لإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية والقبول بحل الدولتين، مضيفا أنه مع تزايد الاعترافات الأوروبية، تجد إسرائيل نفسها في عزلة دبلوماسية متنامية.
ويعزز هذا الاعتراف، الرواية الفلسطينية حول حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، ويُشكل دعما معنويا وسياسيا كبيرا للشعب الفلسطيني وقيادته، وفق سلامة.
وأوضح أنه يساهم كذلك في تغيير موازين القوى الدبلوماسية في المنطقة، ويشجع دولا أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة، مما يُعزز من الشرعية الدولية للقضية الفلسطينية.
وأكد أن القرار الفرنسي يمثل 'رسالة واضحة للولايات المتحدة بضرورة إعادة النظر في موقفها الرافض للاعتراف بدولة فلسطين، ويؤكد أن المجتمع الدولي لم يعد مستعدا لانتظار نتائج مفاوضات متعثرة'.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن الخميس، أن باريس ستعترف بدولة فلسطينية مستقلة، مؤكدا الحاجة الملحة لوقف الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين.
وقال ماكرون في بيان: 'وفاء بالتزامنا التاريخي بالسلام العادل والدائم في الشرق الأوسط، قررت أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين وسأعلن بيانا احتفاليا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم'.