اخبار فلسطين
موقع كل يوم -عرب 48
نشر بتاريخ: ٣١ تموز ٢٠٢٤
انتخب لأوّل مرّة رئيسًا للمكتب السياسيّ لحماس في مايو/ أيّار 2017، وأعيد انتخابه في 2021 لدورة ثانية...
أعلنت حركة المقاومة الإسلاميّة 'حماس'، الأربعاء، اغتيال رئيس مكتبها السياسيّ إسماعيل هنيّة في غارة إسرائيليّة استهدفت مقرّ إقامته في العاصمة الإيرانيّة طهران.
وقالت الحركة، في بيان، إنّها 'تنعى لأبناء الشعب الفلسطينيّ والأمّة العربيّة والإسلاميّة وكلّ أحرار العالم الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنيّة رئيس الحركة، الّذي قضى إثر غارة صهيونيّة غادرة على مقرّ إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيرانيّ الجديد'.
كما أفاد التلفزيون الرسميّ الإيرانيّ بمقتل إسماعيل هنّيّة في طهران، موضّحًا أنّ التحقيق جار في عمليّة الاغتيال وأنّه سيتم الإعلان عن النتائج قريبًا.
وكان آخر ظهور لهنيّة في طهران أثناء حفل تنصيب الرئيس الإيرانيّ مسعود بزشكيان مساء الثلاثاء.
وهنّيّة أحد أبرز القادة السياسيّين الفلسطينيّين وأحد رموز حركة 'حماس'، إذ شغل منصب رئيس الحكومة الفلسطينيّة في 2006-2007.
وانتخب لأوّل مرّة رئيسًا للمكتب السياسيّ لحماس في مايو/ أيّار 2017، وأعيد انتخابه في 2021 لدورة ثانية تنتهي في 2025.
وقبل هنيّة، اغتالت إسرائيل في 22 مارس/ آذار 2004 مؤسّس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وعقب ذلك بأسابيع معدودة اغتالت خلفه عبدالعزيز الرنتيسي في 17 أبريل/ نيسان من نفس العام، ليخلفه هنيّة حينئذ في قيادة الحركة بغزّة، وبعد 20 عامًا تم اغتياله.
من هو هنيّة؟
ينحدر هنيّة الّذي رحل عن العالم عن عمر 58 عامًا من أسرة فلسطينيّة لاجئة، هاجرت قسرًا من قرية جورة عسقلان، خلال أحداث النكبة عام 1948.
ولد هنيّة، عام 1963، في مخيّم الشاطئ للّاجئين الفلسطينيّين شمال غرب مدينة غزّة، وعاش فيه لكن ومنذ عام 2019 كان يقيم في قطر. وهو أب لـ13 من الأبناء، اغتالت إسرائيل مؤخّرًا 3 منهم في أبريل/ نيسان 2024 بمخيّم الشاطئ.
درس الابتدائيّة والإعداديّة في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيّين 'الأونروا' في غزّة، بينما حصل على الثانويّة العامّة من معهد الأزهر.
التحق هنيّة بالجامعة الإسلاميّة في غزّة، عام 1981، وتخرج منها مجازًا في الأدب العربيّ.
نشاطه الحركيّ
بدأ هنيّة نشاطه السياسيّ داخل 'الكتلة الإسلاميّة' الذراع الطلّابيّة لجماعة الإخوان المسلمين، والّتي انبثقت عنها لاحقًا حركة حماس. وتعرّض للاعتقال من قبل الجيش الإسرائيليّ لأكثر من مرّة. وكانت المرّة الأولى عام 1987 وأمضى حينها نحو 18 يومًا داخل السجون الإسرائيليّة، ليعاد اعتقاله 'إداريًّا' عام 1988 لمدّة 6 أشهر.
أمّا المرّة الثالثة والّتي اعتبرت الأطول، فكانت عام 1989 لمدّة 3 سنوات، بتهمة قيادة 'جهاز الأمن' الخاصّ بحركة 'حماس'.
و في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل عام 1992، بعد خروجه من المعتقل، أجبرت إسرائيل هنيّة على مغادرة الأراضي الفلسطينيّة، وأبعدته إلى جنوب لبنان مع العشرات من قياديّي حماس؛ لمدّة سنة كاملة.
محاولات اغتيال
تعرّض هنيّة لمحاولات اغتيال ومضايقات، حيث جرحت يده يوم 6 سبتمبر/أيلول 2003 إثر غارة إسرائيليّة استهدفت بعض قياديّي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين مؤسّس الحركة.
كما تعرّض موكبه لإطلاق نار في غزّة يوم 20 أكتوبر/تشرين الأوّل 2006 أثناء صدّام مسلّح بين حركتي فتح وحماس، واستهدفت إسرائيل منزله في غزّة بالقصف في حروبها على غزّة خلال السنوات الماضية سعيًا لاغتياله.
وظائفه
خلال الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى الّتي انطلقت عام 1987 واستمرّت حتّى 1994، عرف هنيّة، كأحد القادة الشباب بـ'حماس'، واشتهر بكونه خطيبًا مفوّهًا.
وفي عام 1997، شغل هنيّة منصب مدير مكتب مؤسّس الحركة، الشيخ أحمد ياسين، عقب إفراج إسرائيل عنه. وترأّس خلال الانتخابات التشريعيّة الّتي جرت عام 2006، كتلة 'التغيير والإصلاح' التابعة لحماس، والّتي حصدت غالبيّة المقاعد، ليكلّفه الرئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس، بتشكيل الحكومة.
وفي 14 يونيو/ حزيران 2007، أصدر الرئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس قرارًا بإقالة هنيّة من رئاسة الحكومة، إثر سيطرة حركته على قطاع غزّة، عقب معارك مسلّحة بين أفراد حركته، وآخرين من حركة فتح.
وشغل هنيّة، منذ عام 2007، منصب قائد حركة حماس في قطاع غزّة، قبل أن يتركه في عام 2017 ليخلّفه 'يحيى السنوار'.
كما شغل هنيّة منذ عام 2013، وحتّى أيّار/ مايو 2017، منصب نائب رئيس المكتب السياسيّ للحركة. وفي 6 مايو/ أيّار 2017، فاز هنيّة، برئاسة المكتب السياسيّ لحركة حماس، خلفًا لخالد مشعل.
وأدرجت وزارة الخارجيّة الأميركيّة يوم 31 يناير/كانون الثاني 2018 اسم هنيّة على 'قوائم الإرهاب'.
وجاء القرار في فترة توتّر الأوضاع بين واشنطن والفلسطينيّين بسبب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الّذي أصدره الرئيس الأميركيّ آنذاك دونالد ترامب.
استهداف أفراد أسرته
وخلال الحرب الإسرائيليّة الحاليّة على قطاع غزّة الّتي بدأت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، قصفت الطائرات الإسرائيليّة منزل هنيّة في مخيّم الشاطئ للّاجئين الفلسطينيّين غربيّ مدينة غزّة.
ويوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قتلت حفيدة هنيّة في قصف إسرائيليّ استهدف مدرسة تؤوي نازحين بمدينة غزّة.
واعتقلت الشرطة الإسرائيليّة يوم 1 أبريل/نيسان 2024 إحدى شقيقات هنيّة قرب مدينة بئر السبع في النقب بتهم تشمل التواصل مع أعضاء في الحركة.
كما اغتال الجيش الإسرائيليّ 3 من أبناء إسماعيل هنيّة و3 من أحفاده يوم 10 أبريل/نيسان 2024 كانوا على متن سيّارة لأداء صلة الرحم وتهنئة السكّان بمناسبة عيد الفطر.