اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٥
في ظل التصريحات العديدة من المسؤولين الإسرائيليين حول احتمال تنفيذ عملية برية واسعة داخل قطاع غزة، تصدرت صورة التحشيدات العسكرية في معبر كارني (المنطار) شرقي مدينة غزة عناوين الأخبار العالمية.
فقد نشرت شبكة 'إن بي سي نيوز' الأميركية تقريرًا يستند إلى صور أقمار صناعية حديثة زعمت فيه وجود استعدادات عسكرية إسرائيلية مكثفة لشن عملية برية جديدة، ما أثار جدلاً واسعًا وتفاعلاً على منصات التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك، كشفت تحقيقات فريق 'الجزيرة تحقق' عن تفاصيل مغايرة تكشف أن هذه الصور ليست دليلاً على تحركات جديدة، بل توثق وجود قوات إسرائيلية تمركزت في الموقع منذ أوائل يوليو/تموز الماضي.
إذ تبين أن الحشود التي رصدتها صور الأقمار الصناعية ليست استقدامًا حديثًا، وإنما جزء من إعادة تموضع لقوات كانت منتشرة مسبقًا داخل قطاع غزة.
تعود قصة التحشيدات إلى بداية أبريل/نيسان 2025، حينما بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية محدودة شرق غزة، شملت وحدات قتالية وهندسية، مع إصدار أوامر إخلاء للسكان في عدة أحياء مثل الشجاعية والجديدة والتركمان، وحثهم على الانتقال إلى مراكز إيواء غربية للمدينة.
وبعد ثلاثة أشهر، في مطلع يوليو/تموز، قام الجيش بتوسيع نطاق العملية، مدعماً قواته بمزيد من الوحدات القتالية لتعزيز وجوده الميداني.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطت في الخامس والسادس من يوليو تموضع آليات عسكرية وخيام قيادة وسيطرة في معبر كارني، إضافة إلى تمركز الحشود الإسرائيلية في ثلاثة محاور رئيسية شمال ووسط وجنوب القطاع، ما يتوافق مع تكتيك الضغط المتزامن على عدة جبهات.
وفي بداية أغسطس/آب، لاحظ فريق التحقيق انسحاب القوات من المحورين الجنوبي والأوسط، مع بقاء التمركز في المحور الشمالي. لكن مع بداية الشهر، شهد معبر كارني زيادة واضحة في عدد الآليات العسكرية، وهو ما يمثل عودة القوات المنسحبة إلى نقاط التحشيد السابقة وليس استقداماً لقوات جديدة.
من هنا، يتضح أن ما وصفته 'إن بي سي' بالحشود الجديدة هو في الواقع إعادة تموضع لقوات موجودة أصلاً، مما يدحض فكرة وجود تحشيدات جديدة ميدانية تمهيدًا لعملية برية وشيكة في القطاع.
وفجر الجمعة الماضية، وافق المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي على مقترح السيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن نتنياهو قوله إن 'العمليات بطريقتها الحالية في غزة فاشلة، ولم تؤدِ إلى إعادة المخطوفين'، مؤكدا أن إسرائيل 'تريد هزيمة حركة حماس وليس تخليدها'.
وكانت صحيفة يسرائيل هيوم ذكرت أن المجلس الوزاري، بعد 10 ساعات من المباحثات، وافق على مقترح نتنياهو باحتلال القطاع، بينما أكدت هيئة البث العبرية أن الموافقة على احتلال غزة جاءت رغم تحذيرات رئيس الأركان إيال زامير.