اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
اعتاد الغزيون خلال شهر يوليو على تنوّع أصناف العنب المزروعة في القطاع، مثل: 'البلدي'، و'البيتوني'، و'الحلواني'، و'القريشي'، التي كانت تُزرع في عدة مناطق.
لكن حرب الإبادة أتت على الأخضر واليابس، بما في ذلك كروم العنب المنتجة.
قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، كان إنتاج المزارع سلطان الحلو يُحجز مُسبقًا من قِبل زبائنه الذين يعرفون مذاقه اللذيذ، وكان يولي له اهتمامًا كبيرًا.
لكن منذ ذلك الحين، لم يعد الحلو يمارس مهنته المفضلة ومصدر رزقه، بعدما جرفت قوات الاحتلال أرضه التي أصبحت شبه قاحلة، وهو الآن متعطّل عن العمل.
ويبيّن الحلو لصحيفة 'فلسطين' أن هذا هو الموسم الثالث على التوالي الذي تحرمه فيه الحرب من حصاد العنب، الذي يُعدّ مصدر دخله الوحيد.
ويمتلك الحلو أربعة دونمات من كروم العنب في منطقة الشيخ عجلين جنوب مدينة غزة، وكان في مثل هذا الوقت من كل عام يجني المحصول ويبيعه في الأسواق وعلى جوانب الطرق، حيث يُعد العنب فاكهة صيفية مفضّلة لدى الغزيين.
ويقول المزارع خليل أبو هاشم، بينما يعرض كميات محدودة من العنب البلدي على بسطته في سوق النصيرات وسط القطاع:
'لديّ قطعة أرض بجوار منزلي، وفيها مزروعات منزلية، بما في ذلك العنب، حيث كنت أخصصه للاستهلاك المنزلي، لكن ضعف الوضع المعيشي دفعني لبيعه لشراء مستلزمات أخرى'.
ويضيف أن الأدوات والمستلزمات الزراعية باهظة الثمن، ولا تتوفر بسهولة.
وبات العنب المعروض في الأسواق صعب المنال بالنسبة للغزيين، إلا لمن استطاع إليه سبيلًا.
يقول المشتري جمال عزارة: 'كيلو العنب تجاوز 100 شيقل، ومن باب سدّ شهية الأطفال الذين يطلبونه، اشتريت لهم وقية واحدة فقط'، متعجبًا من الحالة التي وصل إليها الوضع المعيشي في القطاع.
من جهته، أوضح الخبير الزراعي نزار الوحيدي أن قطاع غزة كان قبل الحرب يسجّل إنتاجًا يقارب 8000 طن من العنب سنويًا، وأن المساحة المزروعة بالعنب تبلغ نحو 6000 دونم.
وأوضح الوحيدي لـ 'فلسطين' أن الدونم الواحد من صنف العنب البذري ينتج حوالي 1.3 طن، في حين أن صنف العنب اللابذري يعطي إنتاجًا يصل إلى 2.1 طن تقريبًا.
وذكر أن صنفي العنب البذري الأكثر زراعة في غزة هما: 'الدابوقي' و'القريشي'، وخاصة في منطقة الشيخ عجلين غرب غزة.
وتستمر عملية تسويق العنب في الأسواق المحلية حتى شهر أكتوبر، وبعدها كانت وزارة الزراعة تسمح بإدخال أصناف العنب من الضفة الغربية لتغطية الاحتياج المحلي.
ويُذكر أن العنب لا يتحمل المياه المالحة الشديدة، لكنه لا يحتاج أيضًا إلى مياه عذبة بنفس المواصفات التي تتطلبها الحمضيات والمانجا، كما يمكن التغلب على أمراض التربة عبر تقنية التطعيم.
ومع استمرار العدوان الإسرائيلي، لم يقتصر التدمير على البنى التحتية والمنازل، بل طال الغطاء النباتي في القطاع، حيث دمّر الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وجرف التربة وتركها قاحلة.
ويُعدّ هذا التدمير الممنهج تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي في غزة، خاصة مع فقدان آلاف العائلات مصدر دخلها القائم على الزراعة الموسمية.