اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٦ نيسان ٢٠٢٥
روى الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية، الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فصولًا من 'ترويع جسدي ونفسي'، إلى جانب ضغوطات وإهانات متكررة لإجباره على الاعتراف بتهم لم يرتكبها، يُمارَس بحقه داخل المعتقل، بحسب ما نقلته محاميته غيد قاسم لوكالة فرانس برس، واصفةً وضعه بأنه 'رحلة عذاب' متواصلة.
وفي زيارة سابقة، أوضحت المحامية قاسم، أنها لاحظت قاسم آثار تعذيب واضحة على جسد أبو صفية، بما في ذلك إصابات في العين والقفص الصدري، بالإضافة إلى كسور في عدة مناطق من جسده.
وكشفت قاسم أن أبو صفية تعرض لـ4 جلسات تحقيق على الأقل في معتقل سيدي تيمان، حيث تعرّض لضرب مبرح واستجوابات استمرت لـ13 ساعة متواصلة.
كما أشارت إلى أن الاحتلال يحاول انتزاع اعترافات قسرية منه بتهم ملفقة، مثل انتمائه لمنظمة إرهابية أو قيامه بإجراء عمليات جراحية لمقاتلين، رغم تأكيده أنه طبيب أطفال ولا يدخل غرف العمليات.
وأكدت المحامية أن الوضع الصحي والنفسي للدكتور أبو صفية يتدهور بشكل كبير، حيث يعاني من إصابات خطيرة في العين وعدم انتظام في دقات القلب، بالإضافة إلى الضغط النفسي الشديد الناتج عن التعذيب والتحقيقات المستمرة.
كما لاحظت أن الاحتلال يحاول كسر إرادته من خلال سياسة التجويع والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية.
وأوضحت قاسم أنها زارت الدكتور أبو صفية مرتين خلال فترة اعتقاله، الأولى في 6 مارس/آذار واستمرت الزيارة 50 دقيقة، في حين كانت الزيارة الثانية في 19 مارس/آذار واستمرت 17 دقيقة فقط، مؤكدة أن تقليص وقت الزيارة كان متعمدا من قِبل إدارة السجن، مما يعكس سياسة قمعية تجاه المعتقلين.
وفي تصريحات سابقة، قالت المحامية 'قاسم' إن مدير كمال عدوان نُقل لمعتقل 'سديه تيمان' سيئ السمعة، وعُزل لـ 14 يوماً، فيما بعد نُقل إلى سجن عوفر وعُزل لـ 25 يوما، وعقب العزل نُقل لقسم 24 مع بقية المعتقلين من قطاع غزة.
وعن التحقيق مع أبو صفية، قالت قاسم إن 'أطول فترة تحقيق تعرض لها أبو صفية كانت لمدة 13 يوما متواصلة، وكل تحقيق يمتد من 8 حتى 10 ساعات، وتعرض خلال كل هذه الفترات لتنكيل وتعذيب واعتداءات مستمرة وبشعة جدا'.
وعن أول ما سأل عنه أبو صفية خلال اللقاء مع قاسم، قالت إنه 'قبل اعتقاله بشهرين استشهد نجل أبو صفية في غزة، وبسبب الأوضاع لم يتمكن من دفنه بشكل لائق وفي مقبرة، فكان دفنه مؤقتا في محيط مستشفى كمال عدوان، وعند بدء اللقاء كان همّه الأساسي وأول أسئلته إذا تم نقل الجثمان ودُفن نجله بشكل لائق وكريم أو لا، بالإضافة لموضوع فقدانه والدته التي توفت بعد اعتقاله بـ10 أيام'.
وفي فبراير الماضي، نشر الإعلام العبري، مقطع فيديو لمدير مستشفى كمال عدوان الطبيب حسام أبو صفية من داخل المعتقل، وذلك لأول مرة، منذ تاريخ 27 ديسمبر/كانون أول 2024. وظهر الطبيب أبو صفية مكبل اليدين والقدمين وتبدو عليه ملامح الإرهاق والتعب، وذلك خلال مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية من داخل المعتقل.
ويأتي ذلك، بعد أيام قليلة من قرار سلطات الاحتلال تحويل الطبيب أبو صفية إلى الاعتقال تحت صفة 'المقاتل غير الشرعي'، والكشف عن تعرضه للتعذيب والتنكيل والإهمال الطبي.
وصدر قانون 'المقاتلين غير الشرعيين' في عام 2002، في مسعى لوضع إطار قانوني لتصنيف المعتقلين من 'قوى معادية' وفقاً لتعريف القانون الإسرائيلي، فلا يجري التعامل مع هؤلاء وفق قواعد احتجاز أسرى الحروب المتعارف عليها. وأُضفيَت تعديلات على هذا القانون بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بحسب المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل 'عدالة'.
ولم تتلقَّ وكالة فرانس برس ردّاً من الجيش الإسرائيلي عن ظروف اعتقال الطبيب حسام أبو صفية حتى الآن. في يناير/كانون الثاني، طالبت منظمة العفو الدولية غير الحكومية بالإفراج عن أبو صفية، مؤكدة أنها 'جمعت شهادات عن الواقع المروع داخل السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية، حيث يواجه المعتقلون الفلسطينيون، بمن فيهم العاملون في مجال الصحة، التعذيب المنهجي وغيره من ضروب سوء المعاملة'. وعبّرت المنظمة في الرسالة عن 'قلقها البالغ' على حياته.
ويُذكر أن الطبيب أبو صفية معتقل لدى الاحتلال 'الإسرائيلي' كرهينة منذ تاريخ 27 ديسمبر/كانون أول 2024، ويعاني من ارتفاع مزمن في ضغط الدم وتضخم في عظلة للقلب، ولم يجر عرضه على طبيب مختص أو تقديم العلاج له، بالرغم من مطالبته لإدارة السجن بذلك.