اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
أعلن الجيش الإسرائيلي، تخفيف العقوبات الصادرة بحق ثلاثة جنود من لواء المشاة 'ناحال' كانوا قد عوقبوا بتهمة العصيان بعد رفضهم العودة للقتال في قطاع غزة.
وكانت السلطات العسكرية قد فصلت الجنود من الخدمة وحكمت عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين سبعة واثني عشر يوما في سجن عسكري، بسبب ما وصفه الجيش بـ'أزمة داخلية عميقة' عاشوها عقب مقتل عدد من رفاقهم في المعارك. كما تم فصل جندي رابع بالتهمة ذاتها، إلا أن الحكم عليه لم يصدر بعد.
وقد التقى قائد لواء 'ناحال' الجنود الثلاثة مساء الاثنين للاستماع إلى أقوالهم، بحسب ما أفاد به الجيش الإسرائيلي. وأوضح أن قائد اللواء أعرب خلال اللقاء عن تقديره لجهود الجنود في الحرب، لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية الحفاظ على الانضباط العسكري خلال أوقات القتال، وعلى ضرورة تنفيذ المهام العسكرية في ساحات المعارك.
وبحسب بيان الجيش، فقد قرر قائد اللواء، 'نظرا للظروف الاستثنائية'، تخفيف العقوبة الصادرة بحق الجنود. وبدلا من السجن، سيطلب منهم البقاء داخل القاعدة العسكرية لفترة طويلة.
ورغم تخفيف العقوبة، سيفصل الجنود الثلاثة من مهامهم القتالية، ومن المقرر نقلهم إلى وظائف غير قتالية داخل الجيش، على أن يتلقوا الدعم والعلاج النفسي من قبل قادتهم ومن الطواقم المختصة بالصحة النفسية، وفق ما ذكره أحد مسؤولي الجيش.
وكان الجيش قد أشار في وقت سابق إلى أن الجنود خضعوا لتقييم نفسي من قبل ضابط صحة نفسية، خلص إلى أنهم مؤهلون للقتال. غير أن قرار سجنهم بتهمة العصيان أثار احتجاجات وانتقادات لاذعة.
وفي هذا السياق، أصدرت منظمة 'إيما إيرا' وهي مجموعة تضم أمهات لجنود الجيش الإسرائيلي، بيانا قالت فيه: 'عندما يصرخ الجنود مرارا بأنهم لم يعودوا قادرين على الاستمرار، فهذه ليست قضية انضباط، بل إدانة دامغة لنظام دفع جنوده إلى حافة قدرتهم على التحمل'.
وفي مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية، قال أحد الجنود الثلاثة إنه بعد أشهر من القتال في غزة، وجد نفسه في الكتيبة دون أي فرد من فريقه. وأوضح: 'قتل أربعة منهم، وأصيب اثنان، والباقون نقلوا إلى مؤسسات نفسية'.
وأضاف الجندي: 'روحي مجروحة، لم أعد أنام ليلا، ولا أستطيع أداء مهامي كمقاتل. لم أعد أرى نفسي مؤهلا لأداء الواجب المطلوب مني'.
وتابع قائلا: 'قالوا لي: نحن نتفهمك ونقدّرك، لكنك ستذهب إلى السجن. لا يوجد دعم عندما تحتاج إليه، وحتى عندما يقال إن هناك دعمًا، تجد نفسك في النهاية مطعونًا في ظهرك. القائد أخبرني بأنه يساندني، لكن في المحكمة قيل لي إنه كتب أنني لا زلت مؤهلا للقتال، ولذلك صدر الحكم بسجني'.
ويواجه الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة أزمة متفاقمة تتعلق بامتناع عدد متزايد من جنود الاحتياط عن الالتحاق بالخدمة، إلا أن الجنود الأربعة المعاقبين في هذه الحادثة هم من فئة المجندين الإلزاميين، وهي فئة نادرا ما تسجل فيها حالات رفض للخدمة.
كما يعاني الجيش من أزمة متصاعدة في مجال الصحة النفسية، إذ شهد ارتفاعا في عدد حالات الانتحار المشتبه بها منذ اندلاع الحرب في غزة.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية فقط، توفي أربعة جنود، من بينهم جندي احتياط لم يكن في الخدمة، في حالات يُشتبه بأنها انتحار، ما يرفع العدد الإجمالي لهذه الحالات منذ بداية العام إلى 19 حالة.
ويبلغ عدد القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري ضد حركة 'حماس' في قطاع غزة، وفي العمليات العسكرية على طول حدود القطاع، 459 جنديًا.