اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ حزيران ٢٠٢٥
مع هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي المزيد من المباني الأخيرة في مخيمات جنين وطولكرم شمالي الضفة الغربية، بجزم مسؤولون ونشطاء أن حملة الاحتلال العدوانية لتفكيك المخيمات وإعادة هندستها من جديد وفق مخططات أمنية وسياسية إسرائيلية وصلت مرحلتها الأخيرة.
الأخطر في الموضوع، برأي المسؤولين والنشطاء، أن السلطة في رام الله وعلى الرغم من استمرار قرصنة حكومة الاحتلال للأموال الفلسطيني، لا تلتزم الصمت إزاء المخطط الاحتلالي الخطير في شمال الضفة، بل تواصل ملاحقة المقاومين، والزج بهم في سجونها وسط تعذيب وإذلال كبير.
وشرعت قوات الاحتلال أول أيام عيد الأضحى المبارك في عملية هدم عشرات المباني في مخيم طولكرم تنفيذا لمخطط الاحتلال هدم 106 مبان في مخيمي طولكرم ونور شمس، لتكمل بذلك مخططها العدواني المتواصل على مخيم طولكرم لليوم الـ 138، ولليوم الـ 125 على نور شمس.
ويقول فيصل سلامة رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، إن قوات الاحتلال تواصل عملية هدم 58 مبنى في المخيم، تضم أكثر 300 وحدة سكنية ومبنى خدماتي ومنشأة تجارية، ومعظمها في حارتي البلاونة والعكاشة، ما يعني أن أكثر من 300 عائلة فقدت بيوتها.
وقبل أكثر من أسبوع، هدمت قوات الاحتلال أكثر من 20 مبنى في مخيم نور شمس، من بين 48 مبنى أعلن الاحتلال عزمه هدمها في نور شمس، تضم أكثر من مئة وحدة سكنية ومنشأة تجارية، بحسب نهاد الشاويش رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم.
وفي مخيم جنين، أعلنت قوات الاحتلال مساء الإثنين أنها ستهدم خلال 72 ساعة أكثر من 100 منزل في عدة حارات، لتكمل عملية الهدم الواسعة التي تستهدف المخيم منذ اجتياحه لليوم الـ 143 تواليا.
ومنذ 21 يناير الفائت، تشن قوات الاحتلال عملية عدوانية واسعة تحت عنوان (السور الحديدي) تستهدف مخيمات شمال الضفة الغربية، وتحديدا مخيمات: جنين وطولكرم ونور شمس، وأسفرت عن استشهاد 55 مواطنا، وهدم كلي لأكثر من ألف وحدة سكنية، وتدمير جزئي لآلاف المنازل السكنية، وتسببت في تهجير أكثر من 45 ألفا من المخيمات الثلاثة.
معالم واضحة
ويؤكد سلامة لصحيفة 'فلسطين'، أن مخطط الاحتلال باتت معالمه واضحة في هذه المرحلة، ويعمل على استبدال التصميم الهندسي للمخيم، بهندسة مدن قائمة على أحياء سكنية حديثة، تعمل وفقها لإزالة المخيمات وإلحاقها كأحياء تتبع مدن الضفة الغربية والقضاء بذلك على قضية اللاجئين وإنهاء وكالة الأونروا.
ويتابع، من شق تدمير المباني القائمة قديما، وتجريف البنى التحتية، إلى شق طرق واسعة، وتصميم مربعات سكنية صغيرة يضم كل مربع عدد محدود من المنازل، لينتهي بذلك شكل المخيم جغرافيا ديمغرافيا، ويلحقوه بالمدينة.
ما يجري في مخيم طولكرم سينسحب على مخيمي نور شمس وجنين، وكل مخيمات الضفة الغربية في مرحلة تالية يقول جمال الزبيدي الناشط السياسي من مخيم جنين، وذلك لصمت السلطة في رام الله ومن بعدها المجتمع الدولي على مشروع الاحتلال الاستعماري الخطير الذي تتعرض له الضفة الغربية ويستهدف وجود السلطة ذاته.
صمت السلطة
ويؤكد الزبيدي لـ'فلسطين'، أن الاحتلال ينفذ مخططاته العدوانية في مخيمات شمال الضفة الغربية بهدوء ودون أن يشعر بملاحقة أحد له، خصوصا مع التزام السلطة الصمت على أجندته العدوانية، ليس هذا فحسب، بل إن السلطة رغم ما تتعرض له المخيمات من عدوان تعمل على ملاحقة المقاومين وتعتقل المئات منهم ومن المناصرين لهم.
ويشدد على أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي على الأرض تشير إلى إنهاء السلطة عبر سياساته المالية والسياسية والعسكرية، دون أن تحرك الأخيرة ساكن لمواجهة التدمير الممنهج لحل الدولتين الذي تسعى إليه قيادة السلطة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
ويعبر الزبيدي عن غضبه لوصول مخطط الاحتلال الخطير إلى محطته الأخيرة بمشاركة من السلطة الفلسطينية، سواء بتنسيق مباشر بينها والاحتلال أو دونه.
منابع المقاومة
ويكمل، السلطة بإجراءاتها الأمنية على الأرض تسعى لتجفيف منابع المقاومة في الضفة الغربية، محذرا من أن أخر مراحل المخطط الإسرائيلي سيكون نسف قضية اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، عبر إذابة المخيمات وإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني.
ويلفت الزبيدي إلى نفض السلطة يدها من إغاثة عشرات آلاف النازحين من مخيمات الشمال، واكتفائها بتقديم مساعدة مالية بقيمة 600 شيقل لكل أسرة نازحة قبيل عيد الأضحى المبارك، ومبلغ مماثل قبل عيد الفطر السابق، متسائلا عما إذا كانت تلبي تلك الأموال الحد الأدنى من احتياجات النازحين.
ويجزم الشاويش، بأن مئات الشواقل المقدمة لا تسدد قيمة أجرة المنزل الواحد ولا حتى نصف الأجرة المقدرة بقرابة 1500 شيقل، لافتا إلى أن تعرض السلطة في رام الله للقرصنة لا يعفيها من إغاثة المواطنين، الذين ينتظرون دعما حقيقيا يساعدهم على الصمود.
ويؤكد رئيس اللجنة الشعبية لخدمات اللاجئين في نور شمس، أن المخيم بالنسبة للفلسطيني يبقى رمز قضية وليس بقعة جغرافية يمكن طمسها بجرافات الاحتلال، مشددا على أن الأهالي ينتظرون العودة للمخيم، وإعادة هويته التي يحاول الاحتلال سلبها منه بالبطش والتدمير.