اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
أخفى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عندما التقيا ليلة الإثنين – الثلاثاء، اختلافا بينهما في وجهات النظر حول أهدافهما النهائية في إيران وغزة والشرق الأوسط عمومًا.
وفيما تقييمات الاستخبارات تشير إلى أن إيران تحتفظ بمخزون مخفي من اليورانيوم المخصب والقدرة التقنية على إعادة البناء، فإن ترامب ونتنياهو يعرفان أن انتصارهما قصير الأمد أكثر منه إستراتيجي، كما يقول دبلوماسيان.
وقال دبلوماسيون إن الاختلاف يكمن في كيفية زيادة الضغط على إيران. ويقول ترامب إن أولويته هي الاعتماد على الدبلوماسية، والسعي لتحقيق هدف محدود يتمثل في ضمان عدم تطوير إيران لسلاح نووي، وهو هدف لطالما نفت طهران السعي إليه.
في المقابل، يريد نتنياهو استخدام المزيد من القوة، حسبما قال مصدر مطلع على موقفه، لإجبار طهران، إلى حد انهيار النظام إذا لزم الأمر، على تقديم تنازلات جوهرية بشأن الانسحاب من برنامج تخصيب اليورانيوم الذي تعتبره إسرائيل تهديدا وجوديا.
ويعكس الانقسام حول إيران الوضع في قطاع غزة. ترامب، الحريص على تصوير نفسه صانع سلام عالمي، يدفع باتجاه وقف إطلاق نار جديد بين إسرائيل وحماس، لكن معالم أي اتفاق بعد الحرب لا تزال غامضة، والنهاية غير مؤكدة.
ونتنياهو، رغم تأييده العلني لمحادثات وقف إطلاق النار، يؤكد التزامه بتفكيك حركة حماس، حليفة إيران، تفكيكًا كاملًا. ويريد نتنياهو ترحيل ما تبقى من قيادة حماس، ربما إلى الجزائر، وهو مطلب ترفضه حماس رفضًا قاطعًا. ويقول مسؤولان في الشرق الأوسط إن الفجوة بين التهدئة المؤقتة والحل الدائم لا تزال واسعة.
فيما يتعلق بإيران، أبدى نتنياهو استياءه من إحياء واشنطن للمحادثات النووية مع طهران، والمتوقعة في النرويج هذا الأسبوع. ويعارض نتنياهو أي خطوة من شأنها أن تمنح السلطات الإيرانية شريان حياة اقتصاديًا وسياسيًا.
وقال المصدر المطلع على أفكار نتنياهو، إن الأخير لا يريد لإيران أقل من نموذج ليبيا. وهذا يعني تفكيك إيران الكامل لمنشآتها النووية والصاروخية تحت رقابة صارمة، والتخلي عن تخصيب اليورانيوم على أراضيها حتى للأغراض المدنية.
ورأى مسؤولون غربيون وإقليميون إن إسرائيل لا تسعى إلى الدبلوماسية، بل إلى تغيير النظام. وأضافوا أن نتنياهو يعلم أنه يحتاج على الأقل إلى ضوء أخضر من البيت الأبيض، إن لم يكن دعمًا مباشرًا، لتنفيذ المزيد من العمليات إذا رفضت طهران التخلي عن طموحاتها النووية.
لكن ترامب لديه أهداف مختلفة، وفقًا للدبلوماسيين. فبعد هجمات الشهر الماضي، يرى فرصة سانحة للضغط على إيران لإبرام اتفاق، واغتنام فرصة دبلوماسية عظيمة لاستعادة العلاقات مع إيران، وهي فرصة طالما أفلتت منه.
يوم الاثنين، صرّح ترامب برغبته في رفع العقوبات عن إيران في وقت ما. وفي منشورٍ لافتٍ على موقع X، أشار فيه إلى أن طهران ترى في العلاقات الاقتصادية عنصرًا محتملًا في أي اتفاق.
وفي اليوم نفسه، صرّح الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بأن المرشد الأعلى، علي خامنئي، يعتقد أن المستثمرين الأميركيين يمكنهم القدوم إلى إيران 'دون أي عوائق أمام أنشطتهم'.
بالنسبة لإسرائيل، الخيار البديل واضح، كما قال المصدر المطلع على أفكار نتنياهو، وهو سياسة احتواء مستدامة من خلال ضربات دورية لمنع أي عودة للنشاط النووي.
في هذه الأثناء، تُبقي واشنطن على حذرها. فبينما لا يزال صقور إسرائيل والولايات المتحدة يأملون في تغيير النظام في طهران، يبدو ترامب غير مستعد لتحمل التكاليف العسكرية والسياسية والاقتصادية الباهظة التي سيتطلبها مثل هذا المشروع.
وحسب مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن، أليكس فاتانكا، فإن تصريحات ترامب المتكررة بأن برنامج إيران قد 'تم القضاء عليه' ليست انتصارا بقدر ما هي تحذير من 'لا تطلبوا المزيد'، وهي إشارة إلى أنه فعل ما يكفي ولن ينجرف أكثر.
وقال الدبلوماسي الأمريكي السابق والخبير في الشؤون الإيرانية، آلان آير، إنه على الرغم من خطابهم، لا يقدم نتنياهو وحلفاؤه المتشددون أي خطة أو خارطة طريق قابلة للتطبيق لتغيير النظام. فعلى عكس العراق، لا وجود لقوات برية ولا معارضة موثوقة قادرة على الإطاحة بالنخبة الحاكمة، التي يحرسها الحرس الثوري الإسلامي القوي.
قد تدعم الولايات المتحدة العمليات العسكرية الإسرائيلية، بل وتزودها بأسلحة متطورة، لكنها تراهن بشكل رئيسي على الضغط الاقتصادي والنفوذ الدبلوماسي لإجبار طهران على التراجع. والنتيجة هي مواجهة هشة، بلا نهاية واضحة، وفقًا للدبلوماسيين.
يرى نتنياهو فرصةً استراتيجيةً عابرةً، تتطلب تسريعًا لا ترددًا، وفقًا للمصدر المقرب منه. وأضاف المصدر أن الوقت المناسب لشنّ هجومٍ أشدّ هو الآن، قبل أن تستعيد إيران توازنها.