اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
خاص - شهاب
حذّر الحقوقي الفلسطيني ظافر صعايدة من أن قطاع غزة يعيش اليوم مرحلة غير مسبوقة من المجاعة الممنهجة، مؤكدًا أن ما يجري لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة إبادة جماعية متواصلة ترتكب بأدوات مختلفة، أبرزها التجويع البطيء والمنظم.
وأوضح صعايدة خلال حديثه لوكالة (شهاب) للأنباء أن ما يحدث في غزة تجاوز حدود الحصار والمعاناة اليومية، مشيرًا إلى أن سياسة التجويع أصبحت أداة رئيسية في العدوان الإسرائيلي المستمر، إلى جانب القصف والاستهداف المباشر للمدنيين.
وقال: 'لم يعد الأمر يقتصر على القتل بالقنابل، بل باتت مراكز توزيع المساعدات تتحول إلى مصائد موت، حيث سُجلت أكثر من ألف حالة استشهاد برصاص قوات الاحتلال والشركات الأمنية التي تدير هذه النقاط، تحت ستار إنساني زائف'.
وأشار إلى أن المجاعة الراهنة تمثل فصلًا جديدًا من فصول الإبادة الجماعية، تستهدف الأطفال والمسنين والنساء على وجه الخصوص، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي والعربي والإسلامي إزاء هذه الجريمة يمثل تواطؤًا ضمنيًا، يساهم في اتساع رقعة الكارثة.
وأكد صعايدة أن التداعيات الصحية والنفسية لتجويع سكان غزة ستطال الأجيال القادمة، حيث بدأ السكان، وخصوصًا الأطفال، يعانون من أمراض ناتجة عن سوء التغذية الحاد ونقص الأدوية الأساسية، في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الصحي.
ودعا صعايدة إلى فتح جميع المعابر والمنافذ المحيطة بغزة فورًا، والسماح بدخول الغذاء والدواء دون تأخير أو قيود، متابعًا إن هذا هو الحد الأدنى من الاستجابة الإنسانية المطلوبة في هذا الوقت الحرج.
كما طالب بـتحرك فاعل من جميع مؤسسات المجتمع الدولي، ومن الشعوب الحرة التي ترفع شعارات الديمقراطية والعدالة، لتكون لها مواقف حقيقية ضد هذا الإجرام الواضح والمتواصل بحق المدنيين العزل.
وختم صعايدة تصريحه بالقول: 'نحن لا نواجه فقط مجاعة حالية، بل كارثة مستقبلية تهدد مصير أجيال كاملة. التجويع ليس مجرد أداة عقاب، بل سلاح إبادة صامت يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا ووقفة إنسانية جادة قبل فوات الأوان'.