اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢ أذار ٢٠٢٥
سماح سامي – مصدر الإخبارية
فانوس رمضان، ومفارش الطعام المزركشة، وأحبال الزينة الرمضانية بأـشكالها وأحجامها المختلفة، كلها مظاهر اختفت تقريبا من شوارع ومنازل قطاع غزة، بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من 15 شهرا.
وعلى غير العادة كان يحرص سكان قطاع غزة على شراء زينة شهر رمضان الكريم وتعليقها في الشوارع والأحياء وداخل منازلهم، لتضفي مظهراً جماليا، إلا أن هذا العام استقبلوه بمشاعر الحزن والفقد والدمار الذي يحيط بهم في كل مكان.
ويعيش سكان القطاع واقعا غير مسبوق في شهر رمضان المبارك، إذ يختلف تمامًا عما شهدوه في السنوات الماضية، إذ للعام الثاني على التوالي، يأتي الشهر الكريم في ظروف استثنائية قاسية، عدا عن مخاوفهم من عودة المجاعة، بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي تعليق دخول المساعدات بسبب خلاف حول تمديد وقف إطلاق النار.
وكان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، رئيس مجلس الإفتاء الأعلى محمد حسين، أعلن أن يوم السبت، 1 مارس/آذار 2025، هو أول أيام شهر رمضان المبارك.
فرحة منقوصة
استقبلت المواطنة أم محمد إسماعيل شهر رمضان الجاري بحزن وألم شديد، جراء فقدانها طفلها الصغير محمد شهيدا في غارة اسرائيلية بمنطقة دير البلح وسط قطاع غزة.
وتقول لشبكة مصدر الإخبارية:' رمضان هالسنة غير عن رمضانات السنوات الماضي، هالسنة في فرحة ولا بهجة بقلبي، بعد ما استشهد ابني محمد قبل اعلان وقف إطلاق النار بنحو أسبوع'.
وتضيف:' كنت أحرص في رمضان السنوات الماضية على تعليق الزينة المضيئة والورقية والفوانيس، وكنت اشتري مفارش طعام خاصة بهالشهر، لأعمل أجواء حلوة لعيلتي'.
وتشير إلى أن ابنها محمد كان يشاركها الذهاب للسوق واختيار زينة رمضان، ثم تعليقها في المنزل، مشددا على أنها فقدت ابنها وفقدت معه مظاهر السعادة وأصبحت حياتها وأفراد عائلتها كئيبة وحزينة، فلم يتوقف مصابهم عند فقدانه، بل تضرر منزلهم بشكل كبير، جراء حرب الإبادة الإسرائيلية الشرسة.
اقبال ضعيف
أما بائع زينة رمضان عبد الله عودة فأكد أن اقبال المواطنين على شراء زينة رمضان والفوانيس وأحبال الزينة الخاصة بهالشهر الكريم ضعيف جدا مقارنة بالأعوام الماضية التي سبقت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأوضح عودة في حديثه لـ'شبكة مصدر الإخبارية' أنه كبائع عمل على استيراد زينة رمضان والفوانيس من دول الخارج، كما حاول انقاد ما تبقى منها من تحت الركام واصلاحه، في محاولة لإدخال السرور والبهجة على قلب الكبار والصغار وتشجيعهم على الصيام، لكن هذا العام والعام الماضي جاء رمضان في ظروف اقتصادية ونفسية واجتماعية صعبة.
وبين أن جل المواطنين يعيشون في خيام مهترئة، عدا عن الشوارع المدمرة، مبينا أن جلهم لا يمتلكون ثمن شراء الطعام لذلك لا يستطيعون شراء الزينة على رغم أن أسعارها غير مرتفعة.
وأشار إلى أن المواطنين يسيرون في الشوارع ووجوههم يكسوها الحزن والألم، فكل واحد منهم لديه حكاية فقد لعزيز عليه، عدا عن عدد كبير منهم ليس لديه مأوى سوى خيمة لا تقيه برد الشتاء القارس ولا حر الصيف.