أكاديمي يوصي بترجمة فيديوهات أسرى الاحتلال لعدة لغات ونشرها دوليا

تظهر مقاطع الفيديو التي تبثها المقاومة في غزة، المعاملة الحسنة والرعاية الصحية لأسرى الاحتلال في قطاع غزة، مقابل تجاهل المؤسسات الدولية والحقوقية المعاناة والتعذيب والتجويع الذي يتعرض له آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ودفع ذلك أكاديميا فلسطينيا إلى دعوة النشطاء والمتضامنين الدوليين لترجمة ونشر فيديوهات الأسرى الإسرائيليين إلى عدة لغات؛ من أجل تشكيل رأي عام ضاغط على حكومة الاحتلال.

وأشاد الأكاديمي أمين أبو وردة بالمقاطع المصورة التي تنشرها فصائل المقاومة للأسرى الإسرائيليين، مؤكدا أنها ذات رسائل متعددة للشارعين الفلسطيني والإسرائيلي.

وذكر أبو وردة في مقابلة مع 'فلسطين أون لاين' أن تلك الفيديوهات المتكررة بين الحين والآخر لا زالت تحدث حالة من الضغط الداخلي نحو الأحزاب الإسرائيلية والحكومة المتطرفة وهو ما واجهه بنيامين نتنياهو بوصفها بأنها بـ'حرب نفسية' تشنها حركة حماس ضد الإسرائيليين.

وفلسطينيا، أشار إلى أنها تبعث برسائل نحو رفع المعنويات الداخلية من وراء قدرة المقاومة على الاحتفاظ بهؤلاء الأسرى والقدرة على تحقيق أهداف المقاومة وإتمام صفقات تبادل للأسرى.

وهنا، شدد على الحاجة الملحة لنشر هذه الفيديوهات بعدة لغات أجنبية وتداولها بشكل واسع على الشبكة العنكبوتية؛ من أجل التأثير على صانع القرار الأوروبي والدولي نحو إنهاء 'حرب الإبادة الإسرائيلية' والخضوع للمطالب الفلسطينية المشروعة.

وبين الحين والآخر، تنشر كتائب القسام وسرايا القدس مقاطع مصورة للجنود الإسرائيليين في الأسر داخل القطاع، كان آخرها، أول من أمس، للأسير الإسرائيلي رقم 21.

وقال الأسير، في مقطع الفيديو الذي بثته كتائب القسام إن 'بعض الأسرى لا يزالون على قيد الحياة، وإذا أردتم معرفة عددهم فلتسألوا سارة نتنياهو (زوجة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو)، لأنها تعرف ما لا تعرفونه على ما يبدو'.

وأضاف 'وأنت يا سارة، قولي ما الرقم الذي تريدينه أن يتبقى حتى نعود لبيوتنا؟ كم شخصا يجب أن يموت؟ تريدين أقل من 20 أسيرا أم أكثر من ذلك؟ قولي'.

ووجه رسالة لطياري جيش الاحتلال جاء فيها ' رفضتم التحليق والتحليق خطر على حياتنا، ووقعتم على العرائض، لكن ماذا عن أولئك الذين لا يزالون يحلقون ويقصفوننا نحن والمدنيين؟'

وبينما أثنى أبو وردة على المعاملة الفلسطينية الحسنة للأسرى الإسرائيليين، انتقد غياب الإعلام المحلي والعربي والدولي عن معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

ودلل على حديثه بغياب المقارنة لحالة الأسير قبل وبعد دخوله سجون الاحتلال، وكذلك غياب الحديث عن 'سلاح التجويع' للأسير الفلسطيني.

غياب دولي واضح

وقال أبو وردة، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال، إن الأخير يستخدم 'عقوبة التجويع' لأول مرة بهذه الدرجة على مدار تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.

وأضاف: صحيح أن قضية الأسرى حاضرة في الإعلام المحلي، لكن لا وجود لاستثمار هذه المعاناة وهذه التضحيات وكذلك الانتهاكات الإنسانية والحقوقية ضد الأسيرات والأسرى الكبار والمرضى والأطفال.

وشدد على ضرورة استثمار قصص وتضحيات الأسرى الذين قضوا عقدين وثلاثة وأربعة عقود من الزمان داخل سجون الاحتلال، وسط غياب دولي واضح نحو معاناتهم والعقوبات ضد عائلاتهم.

وانتقد الإعلامي الفلسطيني غياب المؤسسات الحقوقية الدولية عن معاناة الأسير الفلسطيني وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي رأى أنها غائبة أيضا عن الأوضاع الحياتية والإنسانية داخل سجون الاحتلال.

ويواجه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال أوضاعاً مأسوية بلغت ذروتها في حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 حتى اللحظة على غزة، وشملت جميع جوانب الحياة من أسلوب التعامل مع الأسرى إلى ظروف الحياة والمعيشة وكميات الطعام ونوعيتها وغير ذلك.

ويتعرض هؤلاء إلى مختلف أشكال التعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك التعرض للضرب والصعق الكهربائي وصب الماء الساخن على رؤوسهم، والتهديد بالقتل، والحبس الانفرادي.

وعلاوة على ذلك يعاني الأسرى الفلسطينيون تقليص إمدادات الماء والكهرباء ومصادرة مقتنياتهم، كما يعانون من ظروف معيشية صعبة داخل السجون  حيث يتعرضون للإهمال الطبي، ونقص توفير الرعاية الصحية اللازمة ما يؤدي في بعض الحالات إلى تدهور حالتهم الصحية وتفاقم معاناتهم.

وبحسب مؤسسات حقوقية فلسطينية ارتفع عدد الأسرى الشهداء داخل سجون الاحتلال بالتزامن مع حرب الإبادة على غزة إلى 67 شهيدا؛ نتيجة التعذيب والإهمال الطبي والتجويع فيما لا يزال مصير المئات من أبناء غزة مجهولا.