اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١ أب ٢٠٢٥
وصف المحلل السياسي والعسكري البارز أفي يساخاروف حرب بلاده على قطاع غزة بأنها 'مسيرة حماقة ترفض أن تنتهي'، مشيرًا إلى فشل حكومة الاحتلال في تحقيق أهدافها الأساسية، وتسببها في عزلة دولية متفاقمة ودمار إنساني غير مسبوق.
وفي مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أكد يساخاروف أن إسرائيل أصبحت في نظر الرأي العام العالمي 'الطاغية الرسمي'، حتى أسوأ من إيران وكوريا الشمالية، مستشهداً باتساع المقاطعة الدولية في الجامعات والمهرجانات والرياضة، والتي اعتبرها مؤشراً على 'انهيار صورة إسرائيل في العالم'.
وسخر يساخاروف مما وصفه بـ'أحدث الابتكارات السياسية' التي تتبناها حكومة بنيامين نتنياهو، مثل الحديث عن ضم أجزاء من قطاع غزة، واعتبره خيارًا مفلسًا يهدف فقط إلى تهدئة الغضب داخل الائتلاف اليميني المتطرف، ولا علاقة له بممارسة ضغوط حقيقية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف: 'حماس لا تزال قائمة، والرهائن لم يُفرج عنهم، رغم مرور شهور على بدء الحرب. وفي مواجهة هذا الفشل، لجأت الحكومة إلى تغييرات شكلية مثل تعيين مسؤولين موالين لنتنياهو، من دون أي أثر فعلي على أرض المعركة'.
وأشار الكاتب إلى أن غزة تحولت إلى مسرح لمجاعة علنية، نتيجة منع إدخال المساعدات الإنسانية ورفض التعامل مع الأمم المتحدة، ما جعل الوضع الإنساني 'ورقة دعائية قوية بيد حماس'، في وقت يتنامى فيه الغضب الدولي ضد إسرائيل.
كما اعتبر أن مشاريع مثل “محور موراغ” أو “مركبات جدعون” لم تحقق شيئًا، وأن ما سُمي بـ'صندوق الدعم الأمريكي-الإسرائيلي' لم يغيّر من الواقع شيئاً سوى زيادة الضغوط.
وشدد يساخاروف على أن الحديث عن ضم مناطق من غزة 'لن يُضعف حماس، ولن يعيد الرهائن، بل سيعمق عزلة إسرائيل'، واصفًا هذا التوجه بأنه مجرد 'إنجاز وهمي' قد يستخدمه نتنياهو لأغراض البقاء السياسي.غير أن هذا الخيار سيفاقم عزلة إسرائيل دوليا، وسيجلب ضغوطا هائلة لإنهاء الحرب، وقد يكون تمهيدا لمشاريع استيطانية في غزة. في المقابل، تبدو حماس غير معنية بهذه التصريحات، بل ربما تستغلها لصالحها'.
ويختتم يساخاروف مقاله بالتأكيد على أن الحرب تستنزف إسرائيل سياسيًا وعسكريًا، وسط إصرار الحكومة على قرارات تُرضي المتطرفين دون أن تقرب أي حل، مضيفًا: 'مع كل يوم جديد، تتسع دائرة القتل والألم، ويغوص الجيش الإسرائيلي أكثر في حرب بلا أفق، بلا نصر، وبلا نهاية'.