اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
أكد نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله في اليمن، نصر الدين عامر، أن التهديدات الإسرائيلية لن تُثني الجماعة عن مواصلة دعمها العسكري لغزة، مشددًا على أن العدو الإسرائيلي 'هو من سيدفع الثمن باهظًا وباهظًا جدًا'، في مقابل كل قطرة دم سُفكت في غزة، وكل فلسطين والمنطقة.
وفي حوار مع صحيفة 'فلسطين'، شدد عامر على أن الجماعة مستعدة تمامًا لمواجهة أي تصعيد عسكري قد يقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن الجهوزية عالية وأن الرد سيكون بمستوى الاعتداءات، إن لم يكن أكبر، ومعتمدًا في ذلك – كما قال – على 'التوكل على الله، والإعداد، والتطوير، والإبداع في مجالات المواجهة'.
وكان وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال أول من أمس إن سلاح الجو هاجم ما أسماها 'أهدافا إرهابية' في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ومحطة رأس الخطيب للطاقة' في عملية سماها الراية السوداء، مضيفا 'هاجمنا سفينة غالاكسي ليدر التي اختطفها الحوثيون قبل سنتين ويستخدمونها لأنشطة إرهابية' وفق تعبيره.
وتوعد كاتس أنصار الله بـ'دفع ثمن باهظ'، مضيفا 'كما حذرت سابقا، قانون اليمن هو قانون طهران نفسه.. من يحاول إيذاء (إسرائيل) سيتعرض للأذى ومن يرفع يده ضدنا ستقطع'.
لا نخشى التهديدات
وتعليقه على تهديدات كاتس، أكد عامر أن 'أنصار الله' لا تخشى تهديدات الاحتلال ولا تخضع لحساباته، وأضاف: 'لو كنا نخاف تهديداتهم أو نخاف (إسرائيل) أو أمريكا، لما كنا تدخلنا منذ اليوم الأول، ولكننا انطلقنا استجابة لله سبحانه وتعالى تجاه ما يتعرض له إخواننا في غزة من جريمة إبادة، ومن ينطلق من هذا المنطلق لا يخش أحدًا إلا الله'.
وأكد أن التهديدات الإسرائيلية 'مكررة بشكل ممل'، وأن جماعته سمعتها مرارًا 'بنفس النص والمضمون'، لكن الواقع، بحسب تعبيره، أثبت عجز العدو عن تنفيذها. وقال: 'فشلوا في تنفيذ تهديداتهم خلال كل الهجمات السابقة، ولم يفلحوا إطلاقًا في تحقيق أي هدف، فلا الصواريخ توقفت، ولا المسيّرات، ولا العمليات البحرية توقفت، ولا سفينة صهيونية مرت، ولا حتى العدوان الأمريكي أفلح في تحقيق شيء من ذلك سابقًا'.
وأضاف أن كل ذلك تحقق بتوكل الجماعة على الله، واعتمادها عليه، وثقتها به، مشيرًا إلى أن ما يجري يأتي في سياق 'العمل والإعداد والاستعداد والتطوير والإبداع، وكله استجابة لله وطاعة له'، كما قال.
وفي سياق متصل، جدد القيادي اليمني، التأكيد على أن جماعته مستعدة لأي عدوان جديد، موضحًا: 'نحن مستعدون، وجهوزيتنا عالية لمواجهة أي عمليات عدوانية قد يقدم عليها العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي، مستعينين في ذلك بالله ومتوكلين عليه'.
وشدد على أن أنصار الله ستسعى 'لبذل كل ما نستطيع من جهد في مساندة إخواننا في غزة'، مؤكداً أنهم مستمرون في 'إعداد العدة وتطوير الأسلحة بشكل أكبر كماً ونوعاً، للتنكيل بهذا العدو المجرم حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة'، ولفت إلى أن هذا الجهد هو جزء من مواجهة ما وصفه بـ'معادلة الاستباحة التي يريد العدو فرضها على منطقتنا وأمتنا'.
دعمنا مستمر
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية على اليمن ستدفع الجماعة لإعادة النظر في إسنادها العسكري لغزة، نفى عامر ذلك بشكل قاطع، مؤكدًا على أن 'الدعم لقطاع غزة موقف ثابت ومبدئي' لا يتزحزح مهما كانت التحديات.
وقال: 'منذ اليوم الأول، وفي كل خطاب للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، وفي كل بيان عسكري للقوات المسلحة، وكل الشعب اليمني يؤكد أن موقفنا الإيماني في نصرة غزة ثابت ومبدئي حتى وقف العدوان ورفع الحصار، مهما كانت التحديات والأخطار'.
وأكد أن هذا الموقف ليس طارئًا أو ظرفيًا، بل هو خيار استراتيجي بالنسبة لأنصار الله، مشددًا على أن 'هذا ما ثبت على مدى ٢١ شهرًا منذ بدء عملية طوفان الأقصى، ونحن أيضًا نؤكد هذا الموقف من جديد من على منبركم بأن هذا الإسناد لن يتوقف أو يتبدل أو يتراجع في جميع المجالات، بل سيتقدم ويتطور بإذن الله حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها'.
رسالة واضحة
أما عن الرسالة التي أرادت 'أنصار الله' إيصالها من خلال الرد الصاروخي السريع الذي جاء بعد وقت قصير من الغارات الإسرائيلية على اليمن، فأوضح عامر أن ما حدث يؤكد مجددًا فشل العدو في تحقيق أهدافه، مضيفًا: 'أن عملياتنا العسكرية المساندة لغزة لم تتأثر نهائيًا، حيث انطلقت عملية عسكرية نوعية واسعة بعد العدوان الإسرائيلي مباشرة'.
وأضاف أن الدفاعات الجوية اليمنية قدّمت مفاجأة غير متوقعة للعدو، أربكت حساباته وأفشلت أهدافه، وقال: 'المفاجأة غير المتوقعة أو المسبوقة للدفاعات الجوية اليمنية أربكت كل حساباته، وأجبرت معظم أسراب الطيران المعادي على التراجع دون الوصول لأهدافها، وما تم استهدافه هي أهداف مدنية تمامًا سبق أن استهدفها وأعلن تدميرها عدة مرات، هو والعدو الأمريكي'.
وفجر الاثنين، اعلن الناطق العسكري باسم أنصار الله العميد يحيى سريع إن قوات جماعته 'نفذت عملية بـ3 صواريخ باليستية و8 طائرات مسيرة استهدفت مطار اللد (بن غوريون) وميناء أسدود ومحطة كهرباء عسقلان وميناء أم الرشراش (إيلات)'.
وعن ما إذا كانت تلك العملية تمثل بداية لتحول في قواعد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، أشار عامر إلى أن قواعد الاشتباك تتغير باستمرار مع تطور القدرات والتكتيكات، وقال: 'هذا ملاحظ لمن يتابع سير عملياتنا المساندة لغزة منذ بدء معركة طوفان الأقصى وحتى اليوم، ولذا فإن عملياتنا مستمرة دون توقف، بل ومتصاعدة بإذن الله'.
وختم عامر حديثه بالتأكيد على أن كل يوم جديد في عمر العدوان الإسرائيلي على غزة، سيقابله مزيد من التطوير ومزيد من التخطيط للتصعيد من جانب جماعته، قائلا: 'سنبذل كل جهد في سبيل ذلك، وكل يوم جديد يعني مزيدًا من التطوير ومزيدًا من التصعيد بإذن الله'.
واستأنفت جماعة أنصار الله قصف مواقع داخل الكيان الإسرائيلي وسفنا بالبحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئنافه، منذ 18 مارس/آذار الماضي، حرب الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة.
وفي محاولة لردع انصار الله، شنت الولايات المتحدة ضربات جوية ضد هذه الجماعة منذ مطلع 2024، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في مايو/أيار الماضي وقف العمليات العسكرية في اليمن، في أعقاب اتفاق غير معلن بوساطة عمانية، نص على امتناع الجانبين عن استهداف بعضهما، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.