اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
تناقلت وسائل الإعلام العبرية، ومواقع التواصل الاجتماعي خبر مقتل جندي إسرائيلي، وإصابة 11 جندياً إسرائيلياً في معركة الزيتون، واختفاء أثر أربعة جنود إسرائيليين، وسرى الخبر عبر محطات التواصل عن أسر أربعة جنود إسرائيليين، وظل خبر أسر الجنود الإسرائيليين مسيطراً على وسائل الإعلام من منتصف ليل السبت وحتى ظهر اليوم التالي. حوالي 12 ساعة والأخبار الإسرائيلية تؤكد أسر أربعة جنود، اختفت آثارهم، بعد معركة ضخمة وكبيرة، لم تشهد الساحات لها مثيلاً منذ السابع من أكتوبر.
قصة اختفاء أربعة جنود إسرائيليين من ساحة المعركة، واكتشاف مكانهم ظهر اليوم التالي، هذا الخبر يعطينا الدليل الصادق على حجم الرعب الذي سكن مفاصل الجنود الإسرائيليين، فمجرد اختفاء الجنود، واختبائهم، وابتعادهم عن الأنظار، وعدم معرفة الجيش الإسرائيلي مكانهم بطائراته ومخابراته ومسيراته، هذا مؤشر على حجم الرعب الذي سكن مفاصل الجنود الإسرائيليين في أرض المعركة، فبدل أن يقاتل الجنود، ويتقدموا في أرض المعركة كما يخطط لهم الجيش الإسرائيلي، هم اكتفوا بالدفاع عن أنفسهم كما قال كبار الضباط، ولذلك أختبأ الجنود الصهاينة خوفاً من وقوعهم في الأسر، بل طال زمن اختبائهم لمدة 12 ساعة، إلى حين شعروا بالأمن والاطمئنان، فظهروا للجيش الإسرائيلي، وخرجوا من مكمنهم.
الرعب هو السلاح النووي الفلسطيني، الذي تلوّح به كتائب القسام، والرعب هو السلاح الذي ينتصر به رجال المقاومة، وفرض على جنود الجيش الإسرائيلي أن يختبئوا، ويختفوا لعدة ساعات، بعيداً عن ميدان المعركة، وهذا مؤشر واقعي من داخل ميادين القتال، حيث يتمتع المقاوم الفلسطيني بالثقة العالية بنفسه، وقدراته وإمكانياته، وإيمانه بعدالة قضيته، التي مكنته من السيطرة على الميدان، في الوقت الذي ترتجف مفاصل الجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح، ويختفي من أرض المعركة، وجل ما يشغله هو عدم وقوعه في أسر المقاومة، وقد بانت له النتائج المرعبة في أمرين:
الأول: في حالة وقوعه في الأسر، سيتخلى عنه الجيش، وتتجاهله القيادة السياسية كما هو حاصل مع بقية الجنود الإسرائيليين الأسرى، وهذا أمر مرعب.
والثاني: أن يلجأ الجيش الإسرائيلي إلى تصفيته، وقصفه مع آسريه بالطائرات وفق نظرية هنيبعل التي يتعامل بها الجيش الإسرائيلي مع الجندي الذي يقع في أسر المقاومة.
وكلا الاحتمالين عززا التوجه لدى الجنود الإسرائيليين بالهروب من أرض المعركة، والاختفاء بعيداً عن أنظار رجال المقاومة، وعن أنظار الجيش الإسرائيلي.
الرعب هو الذي فرض على الجنود الإسرائيليين الأربعة أن يختفوا من ميدان المعركة، وأن يهربوا، أو يفروا، أو يحتموا بأي مكان لمدة 12 ساعة، ليكتشف الجيش الإسرائيلي موقعهم، ويعلن عن اكتشافهم.
الرعب سلاح فتاك، انتقل من يد الجيش الإسرائيلي، وقد وظفه جيداً منذ نكبة 1948، بعد عدة مجازر مثل مجزرة دير ياسين، ليعبر هذا السلاح الفتاك إلى يد المقاومة الفلسطينية، من خلال أسر الجنود الصهاينة، وهم بلباسهم العسكري، في رسائل سكنت بالرعب قلب كل جندي إسرائيلي، وأسكنت القلق قبل أولياء أمور الجنود الصهاينة.