اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
شهدت مناطق واسعة من قطاع غزة، وبشكل خاص في محافظة غزة، احتجاجات ميدانية واسعة رفضا للارتفاع الكبير في الأسعار، لا سيما أسعار المواد الأساسية.
وأغلق جموع المحتجين في وقت متأخر من مساء أول من امس، بسطات التجار والمحال في حيي النصر والشيخ رضوان غرب مدينة غزة، ومنعوا التجار والباعة من البيع بالأسعار المعلنة، ودعوهم إلى خفضها على الفور.
وامتدت الاحتجاجات لتصل إلى محيط شارع الجلاء التجاري شرقاً، وكذلك سوق منطقة الصحابة في حي الدرج، ومربعات تجارية أخرى في أحياء الرمال ومخيم الشاطئ.
كما وصلت الاحتجاجات إلى المحافظة الوسطى، وخرج الآلاف في تظاهرات واحتجاجات ميدانية أغلقوا خلالها الأسواق، ومنعوا الباعة من استكمال البيع لحين خفض الأسعار.
وخرجت دعوات شعبية عارمة بمصادرة البضاعة والسلع من التجار والباعة وتوزيعها على المواطنين، بعد إقدام هؤلاء على رفعها بشكل كبير جداً، رغم حصولهم عليها مجاناً أو بأسعار منخفضة.
وبدأت الاحتجاجات بعد رفع الباعة أسعار الطحين إلى أكثر من 130 شيكلاً للكيلو الواحد والأرز 120 شيكلاً، والسكر تجاوز 250 شيكلاً للكيلو، والسولار إلى أكثر من 100 شيكل للتر الواحد، إضافة إلى رفع أسعار باقي الأصناف الأخرى من السلع الأساسية.
وطالب المواطنون خلال مسيرات احتجاجية جابت شوارع مدن غزة ودير البلح، بإنزال العقوبات بحق التجار والباعة المستغلين والمحتكرين.
وارتفعت الأسعار بشكل مخيف بشكل فجائي بشكل يخالف كل الأعراف التجارية والاقتصادية.
وأكد عدد من المحتجين خلال أحاديث منفصلة مع صحيفة 'الأيام' الفلسطينية أن الحصار الإسرائيلي ومنع قوات الاحتلال إدخال المواد الغذائية إلى قطاع غزة لا يبرران هذا الارتفاع الكارثي في الأسعار، الذي يحد من قدرة أكثر من 99% من المواطنين على شرائها، مشيرين إلى أن الجشع والطمع هو السبب الوحيد الذي يدفع التجار إلى رفع الأسعار بهذه السرعة والنسبة.
ودعوا الجهات المختصة إلى مواجهة التجار بإنزال العقوبات عليهم دون رحمة وبشكل علني، وأمام جموع الفقراء الذين يتضورون جوعاً ولا يستطيعون شراء أي شيء يمكن طهيه أو تناوله.
وأعلن عدد كبير من المواطنين عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي استعدادهم للانخراط في أي جهد ميداني وعملي لمواجهة عمليات الاحتكار التي ينفذها التجار، ويقومون من خلالها برفع الأسعار.
وبيّن هؤلاء أن الحرب التي يشنها الباعة والتجار خاصة على المواد الأساسية كالطحين والسكر والأرز والبقوليات والخضراوات والسولار، لا تقل خطورة عن الحرب التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني منذ نحو 22 شهراً.
وبات الكثير من المواطنين دون طعام كما هو الحال مع المواطن سعدي موسى، الذي لا يملك المال اللازم لشراء حتى كيلو طحين واحد، مشيراً إلى أن كل ما يمتلكه أقل من مائة شيكل لا تسعفه لشراء كيلو طحين وكيلو عدس.
ولفت إلى أنه اضطر للعودة أدراجه بعد أن أبلغه الباعة أن ثمن كيلو الطحين 130 شيكلاً والعدس 120 شيكلاً.
وأشار موسى في نهاية الثلاثينيات من عمره، إلى أنه لم يجد أمامه لإطعام أبنائه إلا إعداد الشاي من دون سكر.
وفشل موسى أيضاً، في الحصول على أي وجبة غذائية من بعض 'التكايا' الميدانية التي ينفذها بعض النشطاء في مناطق النزوح غرب مدينة غزة، وأبدى استعداده للمشاركة في أي عمل من شأنه خفض الأسعار والانتقام من التجار، متسائلاً عن دور العشائر والفصائل من هذه الكارثة التي ستؤدي حتماً إلى موت المواطنين جوعاً.
أما المواطن محمد جميل فقد توجه في ساعة مبكرة من صباح أمس، إلى المربع التجاري في نهاية شارع الجلاء في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، للمشاركة في قمع المحتكرين والمستغلين، والعمل على استعادة الوضع الطبيعي للأسعار.
وتسبب إحجام قوات الاحتلال عن إدخال المساعدات لقطاع غزة، خاصة محافظتي غزة والشمال، في نفاد السلع وارتفاع ما توفر منها في الأسواق بشكل كبير جداً.
ورفض جميل تحميل الاحتلال فقط المسؤولية، مشيراً إلى أن ارتفاع سعر كيلو الطحين من 70 شيكلاً إلى 130 شيكلاً في أقل من ساعة يعتبر عملاً إجرامياً، وليس له علاقة بالعرض والطلب.