اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لم تكد عائلة الشاب مؤمن السكافي تتنفس الصعداء بعد أن بدأت حالته الصحية بالتحسن البطيء، حتى جاءت حرب الإبادة على غزة لتنهك ما تبقى من المنظومة الصحية، فتتدهور حالته من جديد، وتزداد مخاوف أسرته من أن يصل وضعه إلى مرحلة الخطر، خاصة مع حاجته الماسّة للعلاج في الخارج.
بدأت حكاية مؤمن (27 عامًا) عام 2019 حين كان شابًا يافعًا أنهى الثانوية العامة في غزة، ثم سافر إلى مصر لدراسة الموسيقى في أحد المعاهد، آملًا أن يتقن فنّ الإنشاد الذي كان شغفه الأكبر.
وبعد عام من دراسته هناك، اجتاحت جائحة كورونا البلاد، فأصيب بسعال شديد نتج عنه التهابات حادة في الصدر. تقول والدته، صفاء السكافي: 'أعطاه الطبيب مجموعة كبيرة من الأدوية، لكن حالته تدهورت، ثم أخبره الطبيب لاحقًا أنه كان مصابًا بـكورونا، وأنه لم يكن من المفترض أن يتناول أي دواء سوى الأسبرين.'
وتتابع: 'بعد فترة قصيرة، وأثناء نزوله من مكان سكنه، سقط على رأسه فأصيب بشلل كامل. لم يعد يتكلم أو يتحرك. بعض أهل الخير في مصر أوصلوه إلى المستشفى وتابعوا حالته.'
تستطرد والدته في روايتها: 'بعد شهر من المحاولات، تمكّن شقيقه من السفر إلى مصر والوقوف إلى جانبه، ومتابعة علاجه بين الدواء والعلاج الطبيعي. استمر الأمر شهرين، لكن تكاليف العلاج كانت فوق طاقتنا بكثير، فاضطررنا لإعادته إلى غزة ومتابعة علاجه هنا.'
وتشير إلى أن مؤمن عاد إلى غزة وهو لا يدرك ما حوله، ويمشي بصعوبة بسبب فقدانه التحكم في الجانب الأيمن من جسده، أما النطق فكان ضعيفًا للغاية، بالكاد يلفظ كلمة بكلمة.
لكن المتابعة الطبية كانت تؤتي نتائجها ولو ببطء، تضيف السكافي.
ومع اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، وفقدان الأسرة منزلها ومصدر دخلها، وانهيار المنظومة الصحية والنزوح المتكرر، تراجعت حالة مؤمن الصحية بشكل كبير، كما ساءت حالته النفسية إلى حدّ مؤلم.
تقول والدته بحسرة: 'أصبح مؤمن منطويًا على نفسه. لا يحب سماع أشقائه وهم ينشدون، مع أنه كان المنشد الخامس بينهم. يدخل الخيمة ويبدأ بالصراخ كي لا يسمعهم، لأنه عاجز عن النشيد معهم.'
وتضيف: 'كما أنه يرفض التحدث مع أصدقائه عبر الهاتف، ويطلب مني الرد عليهم. هو غير قادر على مواجهة وضعه الجديد.'
وليس مرض مؤمن وحده ما ينهك والدته، فوالده أيضًا -الذي كان مدربًا للكارتيه- أصيب خلال الحرب بالتهابات حادة في أطرافه عجز الأطباء عن علاجها، ما أدى إلى إصابته بالشلل.
وتقول السكافي: 'نعيش في خيمة لا تناسب وضع مؤمن ووالده الصحي. لا طعام صحي، ولا علاج، حتى العلاج الطبيعي غير متوفر.'
وتناشد المؤسسات الصحية الدولية بإجلاء مؤمن للعلاج في الخارج، مؤكدة: 'مؤمن نفسه يرجع زي أول… ينشد ويتعلم الموسيقى.'

























































