اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وعضو لجنة تنسيق الفصائل في طولكرم سفيان بركات، أن ما تشهده الضفة الغربية، وخاصة المخيمات في شمالها، هو تنفيذ مدروس لمخطط إسرائيلي يقوم على تفكيك الهوية الفلسطينية وتصفية إمكانات قيام دولة فلسطينية مستقلة، تحت غطاء 'مبررات أمنية' واهية يروجها الاحتلال.
وأشار بركات، إلى أن الاقتحام المتواصل لمخيمات طولكرم ونور شمس وجنين، لا تأتي في سياق أمني مؤقت كما تدعي قوات الاحتلال، بل هي جزء من المرحلة الثانية لمخطط وزير المالية الصهيوني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي يسعى إلى تدمير المخيمات ومحو الحياة فيها، لما تشكله من رمزية وطنية وقوة مقاومة.
أما المرحلة الأولى من المخطط، فهي متواصلة منذ سنوات، وتتمثل في مصادرة واسعة للأراضي الفلسطينية في مناطق 'C'، وهدم المباني والبنية التحتية، ومحاولة تغيير واقع مناطق 'B' لإلحاقها بالسيطرة الكاملة للاحتلال، تمهيدا لضمها لاحقا.
ويشير إلى أن المرحلة الثالثة تستهدف حصر الوجود الفلسطيني في مراكز المدن فقط، وترك السلطة الفلسطينية تمارس دورا إداريا محدودا ضمنها، في حين تبقى المناطق المحيطة خاضعة لسيطرة الاحتلال التامة، أمنيا وجغرافيا.
اتفاقيات تقيد الفلسطينيين
ويحذر بركات، من أن بعض مراكز المدن الفلسطينية الحيوية لا تزال مصنفة ضمن 'المنطقة C'، ما يمنح الاحتلال سلطة كاملة عليها رغم موقعها داخل نسيج المدن الكبرى. ويضرب مثلا بـالمسجد الإبراهيمي في الخليل جنوبي الضفة، ومناطق مركزية في نابلس ورام الله وطولكرم، مثل الطريق الواصل بين عنبتا ومخيم نور شمس وصولا الى مركز طولكرم، بطول 3 كيلومترات، الذي يعد شريانا رئيسيا لكنه مصنف 'C'، رغم أن عنبتا نفسها تقع ضمن 'A'.
ويؤكد بركات في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين'، أن هذا الواقع يفصل البلدات عن المدن، ويفكك الجغرافيا الفلسطينية، ويمنع بناء كيان فلسطيني متكامل، في ظل اتفاقيات دولية لم تقيد الاحتلال بقدر ما كبّلت الشعب الفلسطيني وقيدت حركته وحقه في تقرير مصيره.
ويتحدث القيادي عن المرحلة الرابعة والأخطر من مخطط الاحتلال، والتي تسعى لفرض واقع الضم عبر تشريعات قانونية، بما يعزز المشروع الاستيطاني ويمنع أي انسحاب مستقبلي.
واقع تهجيري كارثي
العدوان المتواصل على مخيمات شمال الضفة، وخاصة في طولكرم ونور شمس وجنين، أدى إلى تهجير أكثر من 42 ألف فلسطيني، وتدمير مئات المنازل كليا، وتضرر آلاف المنازل والمباني بشكل جزئي، إلى جانب تدمير البنى التحتية في المخيمات الثلاثة والاحياء القريبة منها.
ويستمر العدوان على مخيم طولكرم لليوم 257، ومخيم نور شمس لليوم 245، ومخيم جنين لليوم 261 على التوالي، ما يجعل هذه العملية واحدة من أطول وأشد العمليات العدوانية التي تشهدها الضفة الغربية منذ سنوات.
أكبر موجة تهجير منذ 1967
وتؤكد وكالة 'الأونروا' أن الفلسطينيين في الضفة يواجهون أسوأ أزمة تهجير منذ نكسة 1967، إذ اضطر أكثر من 42,000 فلسطيني للنزوح القسري خلال الشهور الأخيرة، بفعل تصاعد الاعتداءات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين.
ويقول بركات، إن ما يجري هو نكبة مستمرة بأدوات جديدة، تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وتفريغ مناطق المقاومة من أهلها، دون أي رد دولي حاسم، ودون حماية حقيقية من المؤسسات الدولية.
لا إغاثة ولا دعم
ويعرب عن استياء عميق من غياب أي تدخل جاد من السلطة في رام الله أو وكالة 'الأونروا' أو المؤسسات الدولية لتوفير الدعم المنتظم للنازحين الجدد من المخيمات المستهدفة.
ويشير إلى أن الآلاف ممن تهجروا منذ يناير الماضي يعيشون في أوضاع مأساوية، بعضهم استأجر مساكن فوق طاقتهم المالية، وآخرون يقيمون في ظروف لا تليق بالبشر، دون أي مساعدات إغاثية، أو دعم مالي منتظم.
ويتابع: 'ما تم تقديمه حتى الآن لا يتعدى دفعتين ماليتين فقط، وهذا لا يلبي الحد الأدنى من احتياجات المهجرين الذين هجروا قسرا داخل وطنهم.'
ويطالب بركات بإطلاق برنامج دعم إنساني طارئ ودوري، يشمل الغذاء والسكن والرعاية الطبية والتعليم، لضمان صمود هؤلاء المهجرين في وجه سياسة الاقتلاع.
نحو وحدة وطنية وبرنامج نضالي موحد
وجدد القيادي دعوته إلى تجاوز الانقسام الداخلي فورا، والعمل على توحيد الجهد الفلسطيني في إطار وطني جامع، قادر على صياغة استراتيجية مقاومة موحدة، تجمع كل القوى تحت برنامج نضالي فعال، يستثمر الدعم العالمي للشعب الفلسطيني، ويتصدى لمخططات الاحتلال في الضفة والقدس وغزة .
ويرى أن الفرصة متاحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد موقف حركة حماس الأخير المنفتح على الحوار، والمناخ الشعبي والرسمي المتحمس لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس وطنية.
ويطالب بركات 'القيادة الفلسطينية'، بأن ترتقي لمستوى التحديات، وتبني على زخم الدعم العربي والإسلامي والدولي في هذه اللحظة التاريخية، محذرا من التسويف في الاستجابة لدعوات الحوار الوطني لترتيب البيت الفلسطيني والانطلاق موحدين في التصدي للمخاطر التي تهدد قضيتنا وشعبنا.
وشدد بركات، على أنه لا خيار أمام الفلسطينيين سوى الوحدة والمقاومة. ومؤكدا أن الاحتلال عدو مركزي لشعبنا، لن نهادنه، ولن نقبل التعايش مع وجوده، 'شعبنا لن يتأقلم مع الاحتلال، وسيواصل نضاله حتى التحرير'.