اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشفت صحيفة ذا نيو هيومانيتاريان (The New Humanitarian) عن اتهاماتٍ موجّهة إلى نائبة منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سوزانا تكاليك—وهي أعلى مسؤولة أممية في غزة—بأن أسلوب إدارتها لملف الوصول الإنساني “سهّل عمليًا” توظيف إسرائيل للمساعدات كأداة ضغط، وقلّص دور الأونروا، وعمّق تشتّت الاستجابة بين وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
ونقلت الصحيفة في تحقيقها، عن أحد عشر عاملَ إغاثةٍ يشاركون حاليًا أو شاركوا مؤخرًا في جهود الاستجابة الإنسانية في غزة، قولهم إن نائبة منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سوزانا تكاليك، سمحت للسلطات الإسرائيلية بالتلاعب بعمليات الإغاثة، ولم تواجه القيود المتزايدة المفروضة على دخول المساعدات، كما ردّدت مبررات إسرائيل دون تمحيص.
وأضاف العاملون – وبينهم خمسة يشغلون مواقع قيادية – أن تكاليك همّشت وكالة الأونروا واستبعدت ممثليها من الاجتماعات الأساسية، وشجعت كل وكالة على التفاوض بشكل منفرد مع سلطات الاحتلال، ما زاد من تشتّت القيادة الإنسانية في غزة.
وأوضحوا أن تكاليك التي عُيّنت مطلع عام 2025 بعد أن منعت إسرائيل إصدار تأشيرات لكوادر الأونروا، تتولى التفاوض مع السلطات الإسرائيلية بشأن ترتيبات دخول المساعدات نيابة عن الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين، مؤكدين أن أسلوب إدارتها أضعف الموقف الأممي الموحّد.
وقال ثلاثة من عمال الإغاثة إن تكاليك فاوضت الاحتلال للسماح بتوزيع خيام في جنوب القطاع قبل الهجوم الواسع على مدينة غزة، معتبرين ذلك قبولًا ضمنيًا بالنزوح الجماعي، بينما تفاوضت لاحقًا على اتفاق لإدخال الدقيق إلى المخابز فقط بدل توزيعه على الأسر، ما أدى إلى فوضى وازدحام انتهى بنهب مستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في دير البلح وسقوط ضحايا من المدنيين.
وأشار آخرون إلى أن تكاليك عملت على تهميش الأونروا، ودفع مهام توزيع الغذاء إلى برنامج الأغذية العالمي رغم افتقاره للبنية التحتية الواسعة التي تمتلكها الأونروا منذ عقود.
كما قال عدد من الشهود إنها فاوضت لإدخال طعام للكلاب الضالة قرب دار ضيافة للأمم المتحدة في دير البلح خلال ذروة المجاعة، معتبرين ذلك دليلاً على “انعدام حساسية” تجاه معاناة السكان وموظفي الإغاثة الذين كانوا ينهارون من الجوع.
وأضاف عاملون أن تكاليك ورئيسها رامز الأكبروف قدّما في اجتماعات مع منظمات دولية صورة متفائلة لا تعكس الواقع القاتم المتمثل في نقص الوقود والكلور ومواد الإيواء واستمرار إغلاق المعابر وتدهور الأوضاع الغذائية والصحية، خصوصًا في شمال القطاع.
وبيّنت المصادر أن تكاليك كانت كثيرًا ما تغادر غزة، مما أثقل الموارد اللوجستية المحدودة وترك فراغًا في القيادة الميدانية، بينما قالت هي إن خروجها اقتصر على متطلبات الدور وتوجيهات القيادة.
كما وثّقت الصحيفة اجتماعًا نصحت فيه تكاليك صحفيين محليين بمنع النهب دون الإشارة إلى القيود الإسرائيلية، فاعتبر الصحفيون حديثها “إهانةً”، مؤكدين أنهم أنفسهم يعانون الجوع والخسائر.
وفي التفاصيل، عقدت تكاليتش لقاءً مع صحفيين فلسطينيين في يونيو طالبتهم خلاله “بتهدئة مجتمعاتهم ومنع النهب”، دون أن تذكر إسرائيل. الصحفيون ردوا ببيان وصفوا فيه حديثها بأنه 'إهانة لا تُحتمل'، وقالوا: 'لا يمكن مناقشة النهب دون التطرق إلى جرائم الاحتلال'.