اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٥ أب ٢٠٢٥
على الهواء مباشرة وأمام أعين العالم، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة وحشية بحق خمسة صحفيين كانوا ينقلون الحقيقة من مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب قطاع غزة، وأسفرت عن استشهادهم جميعًا وإصابة آخرين، في حدث صارخ يسلط الضوء على الاستهداف المتعمد للإعلاميين في غزة.
استشهد المصورون معاذ أبو طه، ومحمد سلامة من قناة الجزيرة، وحسام المصري، إضافة إلى الصحفية مريم أبو دقة وأحمد أبو عزيز، في جريمة موحشة تؤكد حجم المخاطر التي يواجهها الصحفيون أثناء تغطيتهم للعدوان الإسرائيلي والمجازر المستمرة في القطاع.
مع تصاعد وتيرة الجرائم الإسرائيلية ضد الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي، تكشف المواقف الرسمية لبعض المؤسسات الدولية ووكالات الأنباء الكبرى عن حالة من التنصّل من مسؤولياتها تجاه موظفيها والمتعاونين معها، ما يثير تساؤلات جدية حول حيادها المهني وفاعليتها في حماية حرية الصحافة.
فبعد استشهاد الصحفية مريم أبو دقة خلال عملها الميداني، اكتفت وكالة أسوشيتد برس بالقول إنها 'صحفية مستقلة' تعاونت مع الوكالة، لكنها 'لم تكن في مهمة لصالحها' لحظة استهدافها.
الموقف ذاته تبنّته وكالة رويترز التي أشارت إلى أن 'أحد الصحفيين القتلى وأحد الجرحى يعملان معها كمتعاقدين'، دون أن تتحمل مسؤولية حماية سلامتهم أو الدفاع عنهم بشكل حقيقي.
أما وكالة فرانس برس، فاختارت بدورها التذرع بأنها 'لم تتمكن من التثبت بصورة مستقلة من معلومات الجيش الإسرائيلي أو الدفاع المدني' بسبب القيود المفروضة على الإعلام في غزة، لتبدو وكأنها تساوي بين رواية الضحية ورواية القاتل.
هذا الحياد المزيّف – كما يصفه مراقبون – لا ينفصل عن سياق أوسع من محاولات غسل اليدين من دماء الصحفيين، وتحويلهم إلى مجرد 'متعاونين خارجيين' بدلاً من الاعتراف بهم كجزء من الجسم الإعلامي لهذه المؤسسات العالمية.
من جهته، أكد رئيس اتحاد الحقوقيين الدوليين أنور الغربي أن ما يجري في غزة يمثل 'أكبر مجزرة تُرتكب بحق الصحافة في العالم'، مشيراً إلى استشهاد أكثر من 244 صحفياً منذ بداية العدوان، في رقم غير مسبوق تاريخياً.
وقال الغربي إن هذه الممارسات 'ترقى إلى جرائم حرب مكتملة الأركان'، متهماً إسرائيل بتبنّي سياسة ممنهجة لإسكات الحقيقة من خلال قتل الصحفيين وتدمير مقار الإعلام ومصادرة أدواته.
ويضيف الغربي أن إسرائيل 'أكبر سجان للصحفيين في العالم'، إذ لا تكتفي بقتلهم، بل تسجنهم وتمنع علاج المصابين منهم، وتجبر آخرين على النزوح أو مغادرة القطاع. كما حذّر من أن إفلات الاحتلال من العقاب يعزز من جرأته على مواصلة ارتكاب الجرائم بحق الصحافة.
المجزرة الأخيرة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، التي ارتقى خلالها 20 شهيداً بينهم 5 صحفيين، شكّلت صدمة جديدة للعالم، إذ لم تكتفِ قوات الاحتلال باستهداف المبنى الطبي، بل عاودت القصف أثناء عمليات الإنقاذ، في مشهد يعكس إصراراً واضحاً على مضاعفة أعداد الضحايا، ومنع نقل الحقيقة بالصوت والصورة.
الصحفيون الشهداء: محمد سلامة، حسام المصري، أحمد أبو عزيز، مريم أبو دقة، ومعاذ أبو طه، جميعهم كانوا يعملون مع مؤسسات إعلامية دولية مرموقة مثل الجزيرة، رويترز، أسوشيتد برس، NBC، وميدل إيست آي. ورغم ذلك، جاء التفاعل الدولي باهتاً، خجولاً، وأقرب إلى بيانات بروتوكولية تخلو من أي إجراءات عملية لحماية الصحفيين أو محاسبة القتلة.
ووفق إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، قتلت إسرائيل 244 صحفيا فلسطينيا في غزة، آخرهم الصحفيون الأربعة الذين استشهدوا اليوم في قصف مجمع ناصر الطبي.
ودعا الإعلام الحكومي 'المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة'.
كما طالب بممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ولحماية الصحفيين والإعلاميين في قطاع غزة، ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم، وفقا لبيان المكتب الإعلامي الحكومي.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.