اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في تحقيق جديد، أن جمعية 'المجد' التي نظّمت عمليات خروج فلسطينيين من قطاع غزة إلى دول أوروبية، يقودها شخص (إسرائيلي) يحمل الجنسية الإستونية.
ووفق التحقيق، فإن الجمعية التي تُعرّف نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها 'منظمة إنسانية متخصصة في مساعدة وإنقاذ المجتمعات المسلمة من مناطق القتال'، تقف خلفها شخصية تُدعى تومر يانار ليند، وهو (إسرائيلي) – إستوني، ظهر اسمه في الوثائق والمراسلات المرتبطة بعمليات السفر المثيرة للجدل.
وبحسب الصحيفة، فإن الإدارة (الإسرائيلية) المخصّصة لـ'التهجير الطوعي' لسكان غزة هي التي أحالت الجمعية إلى 'منسّق أعمال حكومة الاحتلال بغرض تنسيق خروج مجموعات من الفلسطينيين من القطاع.
ويشير التحقيق إلى أن خروج مجموعات من سكان القطاع جرى عبر مسارات غير واضحة، وبالتنسيق مع جهات إسرائيلية رسمية.
وتُظهر المعلومات التي حصلت عليها هآرتس أن جمعية 'المجد' لعبت دور الوسيط بين فلسطينيين من غزة، وبين جهات (إسرائيلية) تشرف على حركة العبور.
كما تشير 'هآرتس' إلى أن مديرية الهجرة الطوعية في وزارة الجيش أحالت الجمعية إلى 'منسق أعمال الحكومة' من أجل تنسيق خروج السكان من القطاع.
تصدّرت مؤسسة تُدعى 'المجد أوروبا' واجهة الجدل بعد تنظيمها رحلتين غامضتين حملتا فلسطينيين من قطاع غزة إلى جنوب أفريقيا، وسط شبهات باستغلال الظروف الإنسانية الصعبة ودفع العائلات نحو مسارات تهجير مجهولة تحت غطاء 'الإغاثة الإنسانية'.
وتقدّم المؤسسة نفسها كجهة طبية وإنسانية توفر 'علاجًا' و'دعمًا نفسيًا' و'فرص سفر'، غير أن طبيعة موقعها الإلكتروني المليء بالأخطاء، وغياب أي صلة لها بمنظمات دولية أو شركاء موثوقين، إضافة إلى جمعها بيانات شخصية حساسة مقابل وعود فضفاضة، تثير شكوك متصاعدة في الأوساط الفلسطينية والحقوقية، حول أهدافها الخفيّة والجهات التي تديرها.
وتستهدف 'المجد' الفئات الأكثر هشاشة مستخدمة خطابًا عاطفيًا يصوّر الهجرة كطريق نجاة، في وقتٍ يتعرّض فيه سكان غزة لضغوط حياتية ونفسية قاسية بفعل الحصار والحرب.
عاد اسم 'المجد أوروبا' إلى الواجهة بقوة بعد الرحلة الثانية التي وصلت إلى جوهانسبرغ يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني، حين مُنع 160 فلسطينيًا من النزول من الطائرة لمدة 9 ساعات بسبب نقص الوثائق وعدم وجود أختام خروج في جوازاتهم.
وكشفت شهادات المسافرين وناشطين جنوب أفارقة أن الرحلة نُظمت بالكامل عبر المؤسسة دون أي تنسيق رسمي مع سلطات جنوب أفريقيا.
وقال الباحث الجنوب أفريقي نعيم جينا إن المسافرين دفعوا ما بين 1500 و5 آلاف دولار للشخص الواحد مقابل وعود بالسفر، وتلقّوا موعد المغادرة قبل ساعات فقط، ثم نُقلوا من غزة عبر معبر كرم أبو سالم في حافلات إسرائيلية إلى مطار رامون، حيث صعدوا إلى طائرة غير معلمة هبطت أولًا في نيروبي قبل نقلهم إلى جوهانسبرغ دون أي معرفة سابقة بالوجهة.
وأضاف جينا أن الركاب مُنعوا حتى من حمل حقائب الظهر، وطُلب منهم الاحتفاظ فقط بالهواتف وجوازات السفر.
وتتطابق هذه التفاصيل مع الرحلة الأولى التي وصلت يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول وعلى متنها 176 فلسطينيًا، حيث تلقى الركاب رسائل عبر 'واتساب' تحدد لهم سيارات 'أوبر' لنقلهم إلى بيوت ضيافة رخيصة على نفقتهم، قبل أن ينقطع التواصل مع المؤسسة بالكامل بعد سبعة أيام فقط، ما ترك العائلات في حالة ضياع تام.
وفي تصريح رسمي لوسائل الإعلام، قال رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، إن أكثر من 150 فلسطينيًا وصلوا إلى بلاده قادمين من قطاع غزة في عملية لم تتضح ملابساتها بعد.
وذكر رامافوزا أن الفلسطينيين وصلوا إلى مطار جوهانسبرغ على متن طائرة مستأجرة يوم الخميس، حيث احتجزتهم شرطة الحدود لمدة 12 ساعة بسبب عدم وجود أختام مغادرة من إسرائيل على جوازات سفرهم.
وأضاف الرئيس الجنوب إفريقي: 'يبدو أنهم طُردوا... إنهم أشخاص من غزة وُضعوا بطريقة غامضة على متن طائرة مرت بنيروبي وجاءت بهم إلى هنا'، مشيرًا إلى أن بلاده استقبلتهم من باب التعاطف مع وضعهم الإنساني، وأن التحقيق في تفاصيل وصولهم مستمر.
وقالت ممي موغوتسي، نائبة مفوض الاتصالات والتسويق في سلطة إدارة الحدود، إن المسافرين في الرحلة الأخيرة مُنعوا من الدخول في البداية، لكن الرئاسة منحتهم إعفاء بعد التحقق والتدخل.
وأضافت 'بحلول وقت القبول، كان 23 من أصل 160 مسافرا قد غادروا بالفعل من جنوب أفريقيا إلى وجهاتهم النهائية. لذلك، تمت معالجة طلبات 137 راكبا فقط لدخول البلاد تحت رعاية مؤسسة وقف الواقفين'.
وأكدت موغوتسي أن الفلسطينيين الذين يحق لهم دخول جنوب أفريقيا بدون تأشيرة لمدة 90 يوما تم التعامل معهم وفقا للإجراءات العادية وسيُطلب منهم الالتزام بجميع شروط الدخول.
وقال الناشط نايجل برانكن إن الوضع كان 'مأساويًا'، وإن اكتشاف وصول الطائرة جاء بفضل والد إحدى الراكبات، وليس عبر إشعار رسمي، ما وضع علامات استفهام إضافية حول الجهة المنظمة.
وأكد برانكن أن (إسرائيل) تعمدت عدم ختم الجوازات لخلق عراقيل أمام دخول الركاب، ومنعهم من العودة إلى قطاع غزة.

























































