اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٥
اختلطت مشاعر العائدين إلى شمال قطاع غزة بعدما سمعوا أن الدفعة الثانية من تبادل الأسرى قد تمت، فتجمهر المئات منهم على مدخل النصيرات عند شارع الرشيد على أمل العودة إلى منازلهم في شمال القطاع، وفقا لما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال.
لكن رغم الآمال التي بعثها الاتفاق في قلوبهم، اصطدموا بواقع مرير تمثل في منعهم من قبل قوات الاحتلال التي أطلقت النار تجاههم، مما اضطرهم إلى العودة خائبين، ليؤجل الفرح إلى اليوم الأحد.
وسلمت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أمس أربع أسيرات إسرائيليات للصليب الأحمر الدولي بمدينة غزة، في إطار عملية تبادل الدفعة الثانية من الأسرى ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني.
محمد شبير (25 عاما) كان من بين الذين توجهوا إلى غزة متفائلين بالعودة إلى منازلهم بعد أكثر من 15 شهرا من الفراق. مع كل خطوة كان قلبه ينبض بالحماس لرؤية بيته مجددا، لكن الرياح لم تجر بما تشتهيه آماله. إطلاق النار على العائدين إلى شمال القطاع أجبرهم على العودة من حيث أتوا، منتظرين أن يسمح لهم بالعودة مرة أخرى اليوم.
أما عيسى كلوب (30 عاما)، فكان يحمل هم العودة في جسده الضعيف بعد أن اضطرت عائلته للعودة إلى غزة مشيا على الأقدام. لم يكن يملك المال لاستئجار سيارة، فحمل الحقائب على ظهره وصدره، وركب الأمل بكل قوته ليستعيد البيت الذي غاب عنه طويلا، رغم الألم الذي يشعر به في جسده المثقل. منظر أحزن كل من رآه، لكنه يرى في ذلك الحل الوحيد لإطفاء نار الشوق لبيته وحيه الذي لا يعرف عنه شيئا منذ 15 شهرا.
وفي جانب آخر، أحمد حمد (40 عاما) لم يتوقف عن التفكير في بيته وأسرته. رغم قلة المال وعدم قدرته على حمل جميع أغراضه، قرر أن يستعين بأقاربه في النصيرات، حيث مكث ليلته هناك ليترك أغراضه عندهم ويكمل مشواره ماشيا على الأقدام، على أمل أن تسمح الظروف ويُفتح شارع صلاح الدين لمرور السيارات باتجاهين.
بينما كان عيسى غراب (27 عاما) يراوده أمل العودة، غير أنه ترك عائلته في خيمة نزوح بمواصي خانيونس، ولم يُتح لهم المجال للوصول إلى شارع الرشيد بعد أن دمر الاحتلال بيته في غزة. يقول إنه قرر العودة أولا بمفرده لتأمين مكان يأوي عائلته، متوقعا أن يتحسن الوضع بعد أسبوعين، حين يُسمح بمرور السيارات.
النازحون في غزة ما زالوا يعانون آلام الفقد والتشرد بسبب الحرب، ولن ينتهي كل هذا إلا برؤية منازلهم سالمة إذا نجت من القصف.