اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
تقرير- شهاب
أصبحت خيام النازحين في قطاع غزة أفرانًا لمحرقة إسرائيلية واسعة، تشتعل بأجساد الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين العُزّل، تحت مرأى ومسمع المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية، في حرب إبادة جماعية هي الأبشع بحق الإنسانية في التاريخ المعاصر.
خيام تُصنع من أقمشة رقيقة ونايلون خفيف، تُجابه بأقوى القنابل الإسرائيلية الحارقة والمتفجرة والطائرات الانتحارية، في إبادة تجري بصمت وسكون الدول العربية والإسلامية، التي لم يُحرّك فيها مشهد القتل وأشلاء الأطفال والنساء والشيوخ الممزقة والمقدسات المُدنّسة ذرة نخوة أو كرامة.
هذا الصمت جرّأ الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، دونما اعتبار لأي قيمة أو حساب لأحد، تحت ادعاءات وتبريرات واهية، وكذب متواصل لا ينطلي على أحد، إلا على شركائه في الجريمة والعدوان.
وفي واحدة من أكثر الليالي دموية منذ استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجازر مروعة راح ضحيتها عشرات الشهداء، بينهم عائلات أُبيدت بالكامل، بعد استهداف خيامهم مباشرة في مناطق متعددة من قطاع غزة.
إلى جانب الشهداء، أُصيب عشرات آخرون بجراح متفاوتة، عدد كبير منهم بحروق شديدة، وسط نقص حاد في الخدمات الطبية والإسعافات الأولية، نتيجة الحصار المتواصل وتدمير البنية الصحية.
هذه المجازر، التي وصفتها مؤسسات حقوقية بأنها 'جرائم إبادة مكتملة الأركان'، ترفع منسوب المأساة في غزة، وتؤكد فشل المجتمع الدولي في وقف آلة الحرب واستهداف المدنيين والنازحين الأبرياء.
'أسلحة جديدة'
في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تحولت سماء المنطقة إلى مسرح لتجارب عسكرية إسرائيلية، واُستخدمت طائرات مسيرة متعددة المهام لتنفيذ عمليات القتل، مما حول القطاع المحاصر إلى مختبر مفتوح لتجارب عسكرية متطورة.
ووثّق صحفيون ومواطنون أن الاستهدافات الأخيرة لخيام النازحين كانت عن طريق طائرات إسرائيلية انتحارية، مما أدى إلى احتراق أجساد المواطنين الفلسطينيين وتفحّم أجسامهم وصعوبة التعرف عليهم.
ونشر صحفيون فلسطينيون بقايا الطائرات الانتحارية التي انفجرت واحترقت في أجساد الأطفال والنساء، وفي الخيام البالية التي يقطنها آلاف المواطنين الفلسطينيين، والتي احترقت بفعل الطائرات الانتحارية.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أعلنت، أمس الأربعاء، عن نقل الولايات المتحدة الأمريكية كمية كبيرة من الأسلحة إلى 'إسرائيل'، تتضمن قنابل ثقيلة وصواريخ اعتراضية، في إطار الاستعدادات لمواصلة الحرب على قطاع غزة، واحتمال التوسع شرقًا نحو إيران.
بدورها، ذكرت صحيفة 'يديعوت' أن 'الجيش الإسرائيلي من المتوقع أن يتلقى أيضًا أكثر من 10 آلاف ذخيرة جوية إضافية، ستُستخدم لتجديد المخزون الذي تآكل نتيجة القتال المتواصل على عدة جبهات خلال العام ونصف العام الماضيين'.
'شهادة سقوط الإنسانية'
من جانبها، أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، والتي كان آخرها استهداف وحرق خيام النازحين الليلة الماضية في شمال وجنوب القطاع، بسلاح ودعم أمريكي.
ونددت 'الجبهة الشعبية' بجريمة حرق خيام النازحين بفعل القذائف المصنّعة أمريكيًا، محمّلةً العالم مسؤولية التحرك الميداني الشامل والعارم لوقف الإبادة، مؤكدةً أن الصمت العالمي منح الضوء الأخضر لسلطات الاحتلال لمواصلة المحرقة، ومنحه رخصة دائمة للقتل في قطاع غزة دون مساءلة أو رادع.
وشدّدت على أن مشاهد الجثث المحروقة، لا سيما جثامين الأطفال، تُعد 'شهادة دامغة على سقوط كل معايير الإنسانية، وعلى انكشاف زيف ما يُسمى بالنظام الدولي، وتعرّي دعاة حقوق الإنسان حين يتعلق الأمر بالدم الفلسطيني'.
وأوضحت 'الشعبية' أن هذه الجرائم تأتي في سياق استراتيجية الإبادة الممنهجة، التي يقودها بنيامين نتنياهو، بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، الشريكة الرئيسية في سفك الدم الفلسطيني.
واعتبرت أن واجب الإنسانية لا يتوقف عند حدود الشجب والإدانة اللفظية، بل يقتضي تحركًا ميدانيًا شاملًا وعارمًا في الشوارع والساحات والجامعات.
ونادت بمحاصرة سفارات الاحتلال ومراكز القرار الدولي من أجل نزع الشرعية عن 'إسرائيل' وتجريم داعميها، والعمل الجاد والعاجل لوقف آلة الإبادة التي تستهدف شعبًا أعزل يُقاوم من أجل حقه في الحياة والحرية.
فيما قال متحدث باسم منظمة اليونيسف في فلسطين، في تصريحات صحفية: 'الوضع في قطاع غزة خطير، ونحن على حافة الهاوية'، موضحًا أن معدل الأطفال الذين قضوا في غزة منذ بداية الحرب وصل إلى 27 في اليوم.
وطالب المتحدث المجتمع الدولي بممارسة الضغوط لدخول المساعدات إلى غزة، مشددًا على عدم تحوّل دخول المساعدات إلى ورقة مساومة.
وأشار إلى أن هناك 39 ألف طفل يتيم في قطاع غزة، فيما يحتاج 16 ألفًا منهم للخروج من غزة للعلاج.
وتُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ30 على التوالي، استئناف الإبادة الجماعية والحرب العدوانية ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة، تزامنًا مع ارتكاب جرائم حرب ومجازر موصوفة.
وارتفع إجمالي شهداء القطاع إلى 51 ألفًا و25 شهيدًا، بينما سُجلت 116 ألفًا و432 إصابة في القطاع، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.