اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
'العربي الجيد هو العربي الميت' نظرية يسير وفقها العدو الصهيوني في تعامله مع العرب بشكل خاص، لا فرق بين عربي مقاوم وعربي مساوم، فكلاهما يستحقان القتل من وجهة نظره؛ لأنهما من 'الأغيار '.
وفق تلك النظرية نرى العدو يقتل ويبطش كل من يعارضه ويقاومه حتى لو كلف ذلك أعداداً كبيرة، فمنذ العدوان الإسرائيلي على غزة اكتوبر 2023 مارس العدو القتل بكل بشاعة وقذارة دون رأفة أو رحمة، ودون خوف أو وجل من أحد من العالمين، قتل من المدنيين رجالاً ونساءً وأطفالاً حتى أجنة في بطون أمهاتهم، ما لا يمكن استيعابه قانوناً أو شرعاً أو أخلاقاً.
لم يكتف العدو بقتل من يتهمه حسب زعمه (بالإرهاب) أو أنه ينتمي لفصائل المقاومة، بل أباد عائلات كاملة ومسحها من السجل المدني، فلم يُبقِ في الأسرة أباً أو أماً أو إبنةً أو إبناً، أو حتى قطة العائلة، إن كان للعائلة قطة، ماتت معهم، وهنا ينطبق عليهم قول الله عزوجل (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) وهو بذلك يوجه رسائل لمن يقاوم، لن نكتفي بقطع رأسك، بل سنقطع نسلك، وستموت ذريتك من بعدك.
والمتأمل في هذه الفكرة يرى أنها ليست جديدة على الاحتلال، وإن كانت هذه الفترة أكبر مما سبقها، يجد أنه يلجأ لها لإدراكه أهمية العنصر السكاني في إحداث تغيرات جذرية ليست لصالحه، وهو يحاول قتل فكرة الإنجاب عندنا لمنع زيادة عدد السكان، لأنه يخشاها، ويرى أن من عوامل قوته زيادة أعداده، وقتل أعداد أعداءه، لكنه يتجاهل أن فكرة الانجاب هي سنة إسلامية يحرص عليها المسلمون وفقاً لما جاء في الحديث النبوي ' تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم'.
ودخولاً في عالم الأرقام وللتدليل على بشاعة الإجرام الصهيوني، لنا أن نعلم حسب احصائية المكتب الحكومي الاعلامي الصادرة في غزة، والتي أبلغني بها صديقنا الدكتور اسماعيل الثوابثة مدير المكتب الإعلامي، أن العائلات الفلسطينية التي أبادها الاحتلال ومسحها من الوجود قد بلغ حتى كتابة هذا المقال (+39,022) أسرة تعرضت للمجازر (+2,700) أسرة أُبيدت ومُسحت من السجل المدني (بعدد 8,574 شهيداً) (+6,020) أسرة أُبيدت ومُتبقي منها ناجي وحيد (بعدد 12,917 شهيداً) (+55%) من الشهداء هم من الأطفال والنساء والمسنين.
إبادة العائلات هي إهانة للقانون الدولي الذي يطالب بتحييد المدنيين وقت الحروب، إهانة لكل دعاة السلام وحقوق المرأة والطفل والانسان، إهانة للمدافعين عن حق الشعوب في الحرية وتقرير المصير، إهانة لكل من يلهث للسلام مع العدو المجرم.
فيا أنتم، الاحتلال يتحدى الجميع بما يفعله، ولسان حاله يقول، نحن نفعل ما يحلو لنا، فماذا أنتم فاعلون؟

























































