اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٩ نيسان ٢٠٢٥
أظهرت معطيات صادرة عن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى سجلت ارتفاعًا هائلًا بنسبة تزيد على 18,500% منذ عام 2003، في مؤشر يعكس تصاعد السياسات الإسرائيلية لتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف.
وبحسب الأرقام، اقتحم 289 مستوطنًا المسجد الأقصى في عام 2003 عبر باب المغاربة، وهو المدخل الوحيد الذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال. في المقابل، بلغ عدد المقتحمين في عام 2024 نحو 53,488 مستوطنًا، بينهم أعضاء كنيست وزعماء دينيون يهود، وذلك تحت حراسة مشددة من قوات الشرطة والجيش الإسرائيليين.
وفي عام 2022، أي قبل اندلاع حرب غزة في أكتوبر، سجّلت الأوقاف 47,935 اقتحامًا. بينما تراجع العدد مؤقتًا في عام 2020 بسبب جائحة كورونا، حيث بلغ حينها 18,562.
وتزامن تصاعد الاقتحامات مع سياسات حكومية إسرائيلية أكثر تطرفًا، وسط مطالب من جماعات استيطانية بإضفاء شرعية على 'الصلوات التلمودية' داخل المسجد، وهي خطوات لطالما رفضتها الأوقاف الإسلامية والأردن، باعتباره الوصي الرسمي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأكد مسؤول في الأوقاف الإسلامية لموقع 'ميدل إيست آي' أن عيد الفصح الأخير شهد محاولات متعددة من قبل مستوطنين لذبح قرابين داخل باحات المسجد، في خرق واضح للوضع القائم، موضحًا أن السلطات الإسرائيلية تُقيد بشدة أعمال الصيانة والإصلاح داخل الحرم، حيث يتطلب تغيير مصباح أو إصلاح نافذة موافقة أمنية مسبقة.
وأشار إلى أن محاولات التواصل مع الإدارة الأميركية خلال السنوات الأربع الماضية لم تسفر عن نتائج ملموسة، قائلاً: 'أوضحوا لنا أنهم لا يملكون صلاحية اتخاذ قرارات بشأن الأقصى'.
ومنذ عام 1967، جرى التوافق على ترتيبات 'الوضع القائم' التي تحظر أداء شعائر دينية لغير المسلمين في المسجد الأقصى، مع السماح بزيارات محدودة. لكن منذ عام 2003، بدأت السلطات الإسرائيلية بالسماح باقتحامات يومية تقريبًا من قبل المستوطنين، باستثناء أيام الجمعة والسبت، رغم فتوى الحاخامية الكبرى التي تمنع دخول اليهود للموقع لأسباب دينية.
وفي تطور خطير، تداولت حسابات مؤيدة للمستوطنين بعد عيد الفصح مقطع فيديو مُصمّمًا بتقنية الذكاء الاصطناعي، يُظهر انفجار المسجد الأقصى واستبداله بـ'الهيكل الثالث'، مرفقًا بشعار: 'في العام المقبل في القدس، المسيح الآن'.
ويحذر مراقبون من أن هذا التصعيد في الخطاب والسلوك الميداني يُنذر بمخاطر جدية على استقرار القدس، ويمثل تهديدًا مباشرًا للوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، ثالث أقدس موقع في الإسلام.