اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ١ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الكاتب: المحامي خضر راميه
مرةً بعد أخرى، تؤكد حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح حضورها الراسخ والعميق في الشارع النقابي الفلسطيني، من خلال سلسلة انتصارات متتالية في انتخابات النقابات المهنية، كان آخرها فوزها المستحق في نقابة أطباء الأسنان بحصدها ستة مقاعد من أصل سبعة، لتضيف هذا الإنجاز إلى سجلّ حافل من النجاحات في نقابات الأطباء، والمحامين، والمهندسين، والأطباء البيطريين، وهيئة المكاتب الهندسية.
هذه الانتصارات لم تكن وليدة صدفة، بل جاءت نتيجة منهجٍ واضحٍ وثابتٍ في العمل النقابي والسياسي، يقوم على الالتزام، والانتماء الصادق، والتخطيط السليم، والعمل بروح الفريق الواحد. ففتح، التي خاضت معارك التحرير والبناء منذ انطلاقتها، ما زالت تثبت أن الميدان النقابي جزء من ميدان النضال الوطني، وأن الدفاع عن المهنة وكرامة العاملين فيها لا ينفصل عن الدفاع عن الثوابت الوطنية والمشروع التحرري الفلسطيني.
إنّ ما تحققه فتح في النقابات المهنية يعكس ثقة الجماهير بخطّها الوطني، وإيمان القواعد المهنية بأنّ الحركة ما زالت تمثل صوت الاعتدال والوحدة، والقادرة على الجمع بين المهنية والالتزام الوطني، بعيدًا عن الشعارات الفارغة أو المزايدات السياسية.
لقد أثبتت الانتخابات النقابية أن فتح هي الأوسع حضورًا، والأقرب إلى نبض الناس، لأنها لا تعمل من منطلق فئوي أو مناطقي، بل من منطلق وطني شامل يرى في فلسطين بكل جغرافيتها وحدة واحدة، وفي المصلحة الوطنية أولوية تتقدّم على أي حسابات شخصية أو تنظيمية ضيّقة.
هذه النتائج هي ثمرة ثباتها على الموقف وصدق العمل والانتماء، وهي دليل على أن النجاح لا يُصنع بالشعارات بل بالتخطيط الواعي والتنظيم السليم، وبالقدرة على إدارة الاختلاف داخل الإطار الواحد بروح المسؤولية الوطنية.
إنّ هذه الانتصارات ليست مجرد مقاعد انتخابية، بل رسالة سياسية ووطنية بليغة تقول إنّ المشروع الوطني الفلسطيني لا يزال حيًّا في وجدان الجماهير، وأنّ حركة فتح ما زالت العنوان الجامع لكل من يؤمن بالحرية، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وصون القرار الوطني المستقل.
فتح، التي وُلدت من رحم الشعب، ما زالت اليوم كما كانت بالأمس، تعمل بجغرافيا الوطن لا بجغرافيا الفئة، وتضع فلسطين أولاً في كل معركة، سواء كانت سياسية أو مهنية أو اجتماعية.
وبهذا تثبت أن طريقها، رغم الصعاب، هو طريق البناء والوحدة والعمل — طريق النضال المسؤول الذي يربط بين تحرير الأرض وبناء الإنسان، لتبقى كما عهدناها:
فتح… في مكانها الطبيعي، في قلب الوطن وبين أبنائه، رايةً لا تنكسر وشعلةً لا تنطفىء.

























































