خطة ترامب ومخاطر تكرار الخديعة

الكاتب: محسن ابو رمضان

أدت بعض الممارسات والتكتيكات التي مارسها ترامب الي وجود قناعة لدي قطاع واسع من شعبنا ومن المراقبين باعتبارة شخص مخادع وغير موثوق .

لقد مارس الخداع عدة مرات احداها عندما طلب الإفراج عن عيدان ألكسندر المزدوج الجنسية و الذي كان محتجزا لدي المقاومة ولكنة لم يعط شئ مقابل ذلك كما اعطي الضوء الأخضر لنتياهو لاستئناف العمليات العسكرية ضد شعبنا من خلال عمليتي جدعون 1و2 وذلك بعد انتهاء مرحلة الهدنة التي حصلت بها دولة الاحتلال علي اكبر عدد ممكن من الرهائن حيث استمرت الهدنة لمدة ستين يوما فقط .

مارس ترامب الخديعة أيضا عندما دعا قطر لدعوة قيادة حماس للاجتماع بالدوحة للرد علي مقترحة وقد قامت دولة الاحتلال بمحاولة تنفيذ عملية اغتيال فاشلة بحقهم علما بأنة من غير الممكن أن يقوم نتياهو باعطاء الأمر بالاغتيال والاعتداء علي سيادة قطر دون موافقة ترامب .

ويشار هنا ان ترامب مارس الخديعة بحق ايران أيضا عندما كان العالم ينتظر المفاوضات الأمريكية والايرانية في دولة عمان وفي نفس الوقت اعطي الضوء الأخضر لنتياهو بقصف إيران وبدء العدوان عليها .

وعلية فهناك خشية ان يكرر ترامب حالة الخديعة عبر الحصول علي الرهائن ثم بعد ذلك يقوم بالسماح لنتياهو باستئناف العمليات العسكرية بما يشمل مخاطر التطهير العرقي والتهجير .

ربما سيعمل ترامب علي تغير نمط العدوان علي شعبنا من خلال آليات تستند الي منظومة الهيمنة والوصايا والاستعمار بما يعمل علي تحويل قطاع غزة الي مشروع استثماري عقاري بتنفيذ كل من كوشنير وبلير .

وبالوقت التي تبرز بة مظاهر الهيمنة الكولنيالية والاستغلالية اقتصاديا في خطة ترامب فانها تنطوي أيضا علي مخاطر سياسية تكمن في فصل القطاع عن الضفة وتقويض الوحدة المؤسسية بينهما بما يعمل علي احتواء تسونامي الاعترافات بدولة فلسطين وبما يعيد الأمور الي مسار ( السلام الاقتصادي ) وفق منظور صفقة القرن بالحد الاقصي الأمر الذي سيحرم شعبنا من حقة في تقرير المصير ويقطع الطريق علي فرص استثمار الاعترافات الدولية بدولة فلسطين .

ويذكر ان اليمين الفاشي الحاكم في دولة الاحتلال يعتبر قيام دولة فلسطين يشكل تهديدا وجوديا علي دولة الاحتلال ويمهد لسن قانون يعمل علي ضم الضفة الغربية علما بأن السلطة نفسها في دائرة الاستهداف لان دولة الاحتلال لا تريد اي جسم رسمي معترف بة يشكل عنوانا للتمثيل السياسي الفلسطيني وليس ادل علي ذلك من حرب المقاصة وكذلك محاولة استنساخ نماذج روابط القري في بعض المناطق بالضفة الغربية.

تستند حكومة الاحتلال اليمينية والفاشية لخطة الحسم بما يتعلق بالقضية الفلسطينية وبالتالي فهي ترفض اي كيان تمثيلي فلسطيني وليس ادل علي ذلك من تصريح وزير خارجية دولة الاحتلال ساعر عندما اشترط علي الرئيس ابومازن لكي تقبل دولة الاحتلال العمل معة ان يعترف بالقدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال وهذا مرتبط مع مطلب نتياهو الرامي للاعتراف بيهودية الدولة .

وعلية وأمام حالة الاستهداف للكل الفلسطيني فما العمل لمواجهة احتمالية خديعة ترامب بخصوص غزة ومستقبلها وكذلك بخصوص القضية الوطنية لشعبنا .

لقد ان الأوان للالتقاط هذة اللحظة الحساسة والمفصلية باتجاة الشروع في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وانهاء حالة الانقسام.

علينا ادراك التغيرات في موازين القوي ولكن بما يعمل علي تعديلها لصالح حقوق شعبنا.

ان انضواء كافة الفصائل تحت راية منظمة التحرير بات ضرورة ملحة لان ذلك يعزز من مكانة الجميع ويعمل علي تقوية البعد التمثيلي للمنظمة ويمنع عملية فصل القطاع عن الضفة كما يستلزم الأمر تعزيز التنسيق مع المجموعة العربية والإسلامية التي كان لاجتماعهم مع ترامب علي هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة دورا محوريا باقناعة باتجاة الإعلان عن خطة وقف الحرب بما يشمل وقف التهجير والاحتلال وضم الضفة وحث هذة المجموعة علي استخدام لغة المصالح بالعلاقة معة علما بأن نتياهو استطاع ان يغير في بنود الخطة بما جعل رئيس وزراء باكستان يعلن ان الخطة المعلنة من قبل ترامب ونتياهو ليست هي ذات الخطة التي تم ذكرها بالاجتماع الذي تم مع المجموعة العربية والإسلامية.

هناك بعض المؤشرات تجعل المراقب يقلق تجاة محاولة تكرار الخديعة مرة اخري عبر الحصول علي الرهائن ثم النكوص عن الأمور الاخري وابرزها بقاء الاحتلال وبقاء خطر التهجير .

لقد أعلن نتياهو ان جيش الاحتلال سيبقي بالمنطقة الأمنية العازلة ومحور فيلادلفي وتلة المنطار كما آثار موضوع سلاح حماس مستبقا مرحلة المفاوضات علية علما بأن الحق بالمقاومة مشروع بالقانون الدولي الا ان حماس وافقت علي نقاش هذا البند ادراكا منها ومن الكل الوطني ان الاولوية تستند الي وقف المقتلة والاحتلال والتجويع والتهجير .

ويشار هنا بانة توجد آليات عديدة لمعالجة هذة المسألة بصورة كريمة وذلك عبر وضعة بيد الدولة الفلسطينية كما صرح السيد موسي ابو مرزوق بلقائة مع قناة الجزيرة او عبر وضعة مع القوات العربية الا ان نتياهو شدد علي ان دولة الاحتلال هي التي ستقوم بنزعة بما يعكس رغبتة باستفزاز حماس ورفضة لأية مخارج كريمة لها ومن اجل العمل علي استدراج رد فعل منها تمكنة من الاستمرار في تنفيذ عمليات الابادة بحق شعبنا وبما يمكنة ايضا من الظهور بمظهر من حقق (النصر المطلق ).

ويذكر ان نتياهو أشار بتصريحة الأخير بأن دولة الاحتلال ستقرر بشان اللجنة الإدارية التي ستحكم قطاع غزة بما يتناقض من بنود الخطة .

ان تصريحات نتياهو تشير الي استمرارة بالتمسك باهدافة الخمسة ويقوض من مفاعيل خطة ترامب خاصة بما يتعلق بإنهاء الاحتلال والتهجير وكذلك بادارة غزة الي جانب أفق قيام الدولة الفلسطينية التي يرفضها نتياهو حتي مع اشتراطية ذلك بإصلاح السلطة وهي مسألة فضفاضة وغير واضحة الي جانب عدم المواقة علي ضم الضفة او اجزاء منها .

وعلية فمن الهام الحذر من الألغام الواردة بالخطة وتكرار الخداع من جديد الأمر الذي يتطلب تحصين الجبهة الداخلية والابقاء علي زخم الانتفاضة الشعبية العالمية التي انهت سردية الاحتلال وربطت اسم دولة الاحتلال بالابادة الجماعية والتميز العنصري و بالمقابل عززت من الرواية الوطنية الفلسطينية الأمر الذي يتطلب الابقاء عليها وتنميتها علي طريق عزل دولة الاحتلال عبر استنساخ تجربة جنوب أفريقيا حيث ادت المقاطعة لانهيار نظام التميز العنصري وهي تجربة ملهمة لكفاح شعبنا.