اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
أكثر من 22 شهراً منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، حيث تتقاطع التحليلات العسكرية والسياسية في إسرائيل على استنتاج رئيسي مفاده أن تل أبيب لم تنجح في حسم المعركة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولم تحقق الأهداف السياسية والعسكرية التي وضعتها منذ بداية العملية العسكرية.
كان الهدف من عملية 'عربات جدعون' العسكرية هو تفكيك القدرات القتالية لحماس والسيطرة السياسية عليها، لكن المعطيات الميدانية وشهادات الضباط والجنود الإسرائيليين كشفت واقعاً مختلفاً عنوانه 'استمرار القتال بلا أفق للحسم'، والتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.
ويُظهر الواقع تعارضاً واضحاً بين المواقف السياسية والعسكرية في إسرائيل، حيث تتبدل تقييمات سير الحرب، وسط تآكل تدريجي في الإنجازات التي تحققت، وتراجع في الرواية الرسمية التي كانت تتحدث عن 'السيطرة' على قطاع غزة.
على الجانب الفلسطيني، تواصل فصائل المقاومة، وفي مقدمتها حماس، صمودها واحتفاظها بقدرات قتالية كبيرة، مما يُبقي جبهة غزة مشتعلة ويُبعد احتمالية حسم سريع للصراع.
يرى محللون عسكريون أن هذه الحرب قد تكون من بين أكثر الحروب التي خاضتها إسرائيل فشلاً منذ نكبة 1948، ليس فقط لفشلها في تحقيق أهدافها، وإنما لتورطها في صراع مفتوح المدى دون وجود خطة واضحة للانسحاب أو الخروج من الأزمة.
وقد بدأ هذا الانعكاس يطال الساحة السياسية، حيث بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ملاحقات قضائية دولية بتهم جرائم حرب، أكثر انفتاحاً على سيناريوهات وقف إطلاق النار وصفقات تبادل الأسرى، في ظل الضغوط الداخلية وتراجع التأييد الشعبي للحرب.
في تقرير لمراسل صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإلكتروني، نقل عن مصادر في وزارة المالية والجيش الإسرائيلي تأكيدها أن عملية 'عربات جدعون' لم تكن ضمن الخطط الأصلية لعام 2025، وكان من المفترض أن تُستبدل بصفقة تبادل أسرى مع حماس.
وارتفعت أصوات في المؤسسة العسكرية تعترف بأن حماس لم تُهزم، وأن القتال تحول إلى حرب استنزاف قد تستمر سنوات، حيث ذكر رئيس الأركان إيال زامير أن أحد أهداف الحرب الأساسية، المتمثل في هزيمة حماس، لم يتحقق، محذراً من احتمال استمرار صراع متعدد الجبهات.
كما أشار التقرير إلى تقييد الإعلام الإسرائيلي من تغطية سير العمليات العسكرية، مع فرض رقابة على ظهور الجنود والضباط علناً، في حين تكرر العمليات في مناطق سبق تحريرها، مع تآكل القدرة على تحقيق انتصارات استراتيجية دائمة.
بعض الضباط يعبرون عن فقدان الجيش لخطة حاسمة، معتبرين ما يجري 'جز للعشب' مستمر لسنوات، فيما تركز بعض الوحدات على مهام غير قتالية مثل توزيع المساعدات وهدم المباني لمنع استخدامها من قبل حماس.
في مقابلة مع صحيفة 'معاريف'، وصف الخبير الاقتصادي المختص بشؤون حماس إيال عوفر عملية 'عربات جدعون' بأنها واحدة من أكثر العمليات العسكرية فشلاً في تاريخ الجيش الإسرائيلي، منتقداً بشدة النهج العسكري والسياسي للحكومة.
وأشار عوفر إلى أن الإعلام الإسرائيلي ينقل بشكل متكرر روايات حماس عن نجاحاتها في حرب العصابات، والتي تُثبت صحتها لاحقاً ضمن تقارير رسمية. وأضاف أن الرأي العام بات يتقبل سقوط الجنود، ويتم توظيف هذه الخسائر من قبل الأطراف السياسية لخدمة أجنداتها، لكن الواقع أكثر تعقيداً.
وأكد عوفر فشل الضغط العسكري البري وعدم فعاليته، وأن النجاحات المحدودة التي تحققت كانت في ضربات جوية دقيقة على قادة حماس.
ووجه عوفر انتقادات إلى إدارة الجانب المدني للحرب، مشيراً إلى الإرباك في ملف المساعدات التي تُدفق إلى غزة عبر المعابر الإسرائيلية، دون تحقيق اختراق في ملف الرهائن، معتبراً ذلك فشلاً استراتيجياً كبيراً.
أرجع عوفر الإخفاقات إلى ثلاثة أخطاء جوهرية في أداء القيادة الإسرائيلية: