اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ممثلاً بلجنة الاجتهاد والفتوى، فتوى شرعية تدين جريمة الإبادة الجماعية بالتجويع التي يتعرض لها أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة، مطالباً الدول الإسلامية وشعوب الأمة والمؤسسات الدينية والإنسانية بالتحرك الفوري لفك الحصار وفتح المعابر لإيصال الغذاء والدواء للمحاصرين.
وأكدت الفتوى أن منع الاحتلال الإسرائيلي الممنهج للغذاء والدواء عن المدنيين في غزة، وخصوصًا النساء والأطفال وكبار السن، يشكل جريمة غير مسبوقة في التاريخ الحديث، و'سابقة وحشية تخرج عن نطاق القيم الإنسانية والدينية والقوانين الدولية'. ودعت الفتوى الشعوب والأنظمة إلى التحرك العاجل نصرة للمستضعفين.
واستندت اللجنة في فتواها إلى نصوص قرآنية وأحاديث نبوية ومقاصد شرعية تؤكد وجوب نصرة المظلومين ودفع العدوان، مشيرة إلى أن التقاعس عن ذلك 'مشاركة في وزر القتل والإبادة'.
وشددت الفتوى على أن فتح المعابر وإيصال المساعدات الطبية والغذائية بات 'فرضًا شرعيًا لا يسقط بالتقاعس أو الصمت'، وطالبت الدول الإسلامية بتحرك سياسي وقانوني فوري في هذا الصدد.
كما دعت الشعوب والمنظمات إلى تنظيم مظاهرات واعتصامات سلمية أمام سفارات الدول المؤثرة، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، للضغط على فك الحصار.
وكانت مصر هدفًا خاصًا في الفتوى، التي دعتها لتحمّل مسؤولياتها التاريخية والدينية وفتح معبر رفح أمام المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن ذلك واجب جغرافي وديني.
كما وجه الاتحاد نداءً عاجلاً إلى شيخ الأزهر والمؤسسات الدينية الكبرى للقيام بدورها تجاه أهل غزة، مشيرًا إلى أن الصمت يعد خذلانًا لا يليق بمقام العلماء.
وشملت الفتوى دعوة للقبائل العربية والإسلامية في دول الجوار إلى تحرك شعبي وإغاثي عبر تشكيل قوافل برية وبحرية لكسر الحصار، معتبرة أن 'ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب'.
ودعت اللجنة كذلك الخطباء والعلماء والإعلاميين والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تبني حملات ضغط مستمرة على المجتمع الدولي، مؤكدة أن هذا 'تكليف شرعي لا يسقط عن أحد'.
واختتمت الفتوى بنداء للمنظمات الإنسانية والحقوقية برفع دعاوى دولية ضد الاحتلال الإسرائيلي على خلفية جرائمه في غزة، وخصوصًا جريمة 'الإبادة الجماعية بالتجويع'، مع تأكيد على ضرورة توثيق الانتهاكات والضغط القانوني وفق المعاهدات الدولية.
وأكدت اللجنة أن واجب النصرة لا يقتصر على الحكومات فقط، بل على كل قادر، مشددة على أن 'الوقوف مع غزة اليوم ليس موقفًا إنسانيًا فقط، بل فرض شرعي وأمر إلهي ومسؤولية تاريخية'.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء والوقود منذ 2 مارس الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
وترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.